خصصت إدارة متحف الباردو قاعة لاستقبال وعرض الهيكل العظمي المسمى "لوسي" لوحدها، وتمكين الزوار من تلقي كل المعلومات المتعلقة بها وبتاريخ اكتشافها في بطاقات تعريفية دقيقة، بعدما وصل الهيكل قبل أيام من المتحف الوطني لأديس ابيبا بإثيوبيا وقُدم رسميا أمس، بحضور شخصيات رسمية والوفد الإثيوبي المشارك في المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني، فيما سيعرض على الجمهور بداية من اليوم وإلى غاية 20 أوت القادم من العاشرة صباحا إلى السادسة مساء. وقالت السيدة فاطمة عزوق محافظة متحف الباردو الوطني -في حديث ل "المساء"- أنّ الهيكل العظمي الأكثر قِدما في العالم وصل الجزائر قبل أيام، وقد حظي باهتمام كبير وحراسة أمنية مشدّدة، معبّرة في السياق نفسه عن اعتزاز متحف الباردو الجزائري الكبير باحتضان هيكل "لوسي". وبرّرت المتحدثة سرّ الاهتمام البالغ ب"لوسي"من قبل الباحثين، على كون الهيكل المكتشف سنة 1974 بنهر أوش وهضبة أدار بإثيوبيا، هو الهيكل الأكثر اكتمالا من حيث عدد قطع العظام البالغ 52 قطعة، ويعود عمره الى أكثر من ثلاثة ملايين سنة، واكتشف الباحثون أنّ الهيكل من جنس أنثى، عمرها متراوح بين 15 و20 سنة وطولها بين متر ومتر وعشرين سنتيمتر، ولم يكتشف الأثريون في العالم إلى حدّ الآن هيكلا مثيلا ل"لوسي" من حيث القِدم واكتمال العظام. وأكّدت السيدة عزوق أنّ الهيكل يُعدّ عنصرا مهمّا للبحث بالنسبة للأثريين المختصين في ما قبل التاريخ، ويشكّل أهمية تاريخية بالنسبة للجزائر بحيث أنّ "لوسي" لم تخرج من إثيوبيا إلاّ مرتين، الأولى كانت نحو الولاياتالمتحدةالأمريكية كونها موّلت البعثة الاستكشافية ولكنها عادت إلى موطنها الأصلي في بداية التسعينيات بعد أن طبّّق قانون الأنثروبولوجي القاضي ببقاء كلّ اكتشاف أثري في مكان اكتشافه، والمرّة الثانية بالجزائر بمناسبة احتضانها للمهرجان الإفريقي الثاني، لتسجل بذلك حضورا مميّزا. ونوّهت المتحدّثة بقرار الوزارة على أن يكون لمتحف الباردو شرف استقبال الهيكل بحكم الاختصاص، إذ يعدّ المتحف مختصّا في علوم ما قبل التاريخ والانثروبولوجيا بمعنى أنّه أنسب مكان لمقام "لوسي"، المسخّر بالحماية والأمن إلى غاية 20 من شهر أوت القادم، موضّحة في السياق أنّ الهيكل هو ملك لكلّ الإنسانية جمعاء وليس لإثيوبيا فقط. وأقيمت على هامش العرض الرسمي للوسي، جلسة القهوة أو الموسومة عند الإثيوبيين ب"عادة القهوة" المعروفة عندهم بحيث تؤكّد مصادر تاريخية أنّ "الكافا" وهي منطقة بإثيوبيا، تمّ فيها اكتشاف لأوّل مرّة حبّة القهوة ومنها حوّرت إلى القهوة والكافي نسبة إلى مسقط رأسها. يذكر أنّ لوسي هو الاسم الشائع لهيكل عظمي يحمل الرمز(A.L.288-I)، ويعود لأنثى من نوع أوسترالوبيثيكوس أفارينيسيس، عاشت وماتت قبل أكثر من3 ملايين سنة، وعثر على الهيكل بواسطة دونالد جونسون، موريس تاييب وتوم جاري. ومن الفضول زيارة الهيكل، الذي يظهر عظام الذراع الأيمن والأيسر وعظام الساعدين موجودة بالإضافة إلى بعض عظام اليد اليسرى وبعض فقرات الأصابع والترقوة اليمنى، عظام الأطراف السفلى تتكوّن من عظام العجز وعظمة الحوض اليسرى والفخذ اليسرى والساق اليمنى، بالإضافة إلى إحدى عظام مفصل القدم اليمنى، هذا بالإضافة الى الجمجمة (غير مكتملة) وبعض الأضلاع والفقرات.