انطلقت أمس بفندق "الأوراسي" أشغال الملتقى الدولي حول السينما الإفريقية الذي يحمل عنوان "أيّ نموذج مستقبلي للسينما الإفريقية؟" الذي ينظّم في إطار المهرجان الثقافي الإفريقي وذلك بحضور أسماء لامعة في سماء الفن السابع في القارة السمراء على غرار المخرج التونسي نوري بوزيد، والسينغالي جونسون تراوري، مع الحضور المتميّز للممثّل الأمريكي داني غلوفر. وتمّ الكشف خلال جلسة الافتتاح التي أشرفت عليها وزيرة الثقافة خليدة تومي، عن قائمة الأسماء المستفيدة من دعم الإنتاج المشترك البين- إفريقي الذي أعلنت عنه وزيرة الثقافة بمناسبة احتضان الجزائر للمهرجان الإفريقي الثاني، والموجّه لإنتاج 10 أفلام بين قصيرة وطويلة، وذلك على لسان المخرج السينغالي المعروف جونسون تراوري عضو لجنة التحكيم التي ضمّت أيضا المخرج التونسي محمود بن محمد، زهيرة ياحي، شارل منصح ونور الدين توازي، بالإضافة للناقد السينمائي الجزائري المعروف أحمد بجاوي. وفي الوقت الذي غابت فيه الأعمال الجزائرية، استفاد كلّ من مشروع "باكاسا" لأغوست كويما ينقو من الكاميرون، "هي تلهو" لنادين اتسوبوقو من الغابون، "الأم الصغيرة" لتيرنوا إبراهيم من السينغال و"الملعب" لعلاء الدين سليم من تونس في صنف الأفلام القصيرة وكذا مشروع فيلم "صمت الأجداد" لمريما سيلا من السينغال، و"الحياة هنا" لموز ناقنقورا من الكونغو، "الزيارة" لنوفل صاحب الطابع من تونس، "سقوفاقا" (رسوم متحركة) لمومباي كولوبالي من المالي، "خاتم الزواج" لرحماتو كايتى من النيجر و"كوخو" لماري كا من السينغال من الدعم. وفي حديثه عن طريقة اختيار الأفلام المستفيدة من دعم صندوق الإبداع بالإضافة إلى ضرورة البحث عن منتج جزائري لإنجاز العمل، أشار جونسون تراوري إلى أنّ اللجنة تلقّت 32 سيناريو مشارك وقد سعت إلى اختيار المشاريع المستفيدة على أساس الموضوع المتناول والذي يجب أن يخدم الذاكرة ويهتمّ بمشاكل المجتمعات الثقافية الراهنة. من جهة أخرى، بدأت وزيرة الثقافة خليدة تومي افتتاحها للتظاهرة بالاعتذار للمخرجين الجزائريين بسبب دعوتهم في آخر لحظة لحضور الملتقى الذي يتساءل عن أيّ نموذج مستقبلي للسينما الإفريقية، داعية كلّ الحضور من المشتغلين في عالم الفن السابع إلى استغلال الملتقى لخلق استمرارية بين مختلف الأطراف تكون قادرة على إنشاء أرضية تعاون تفضي إلى عمل ملموس، وأكّدت أنّ الجزائر بادرت بدعم 10 أعمال في إطار الإنتاج المشترك البين إفريقي وهي خطوة مهمة في هذا الاتجاه كما سعت إلى توقيع اتفاق تعاون مع جنوب إفريقيا في الأيام القليلة الماضية، والقاضي بخلق حقول شراكة بين البلدين لاسيما في المجال الثقافي بما فيه السينما. كما كشفت تومي في سياق حديثها، عن نية الجزائر احتضان جلسات في 2010 تجمع هيئات مختصّة يتمّ خلالها مناقشة إمكانية التعاون في مجال الإنتاج والتوزيع بشكل أكثر تخصّصا وتقنية واحترافية، دعت تومي الحضور أيضا لاستغلال المناسبة من أجل تباحث إمكانية خلق صندوق دعم إفريقي مشترك في مجال السينما على شاكلة "صندوق الجنوب الفرنسي" مشيرة إلى أنّ الوقت حان لمثل هذه المشاريع. يذكر أنّ الملتقى الذي تختتم فعالياته اليوم بفندق "الأوراسي" سيفتح النقاش حول محاور عديدة من بينها "راهن السينما الإفريقية"، "البث والتوزيع السينمائي في إفريقيا"، "دعم السينما الإفريقية الأمس واليوم"، وأيضا "الإنتاج المشترك" و"السينما الإفريقية بين الفن والمشاكل".