لن يكون المخرج الجزائري المعروف محمد لخضر حمينة حاضرا في أي من المشاريع السينمائية التي يحضر لها في إطار المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني الذي تحتضنه الجزائر من 5 إلى 20 جويلية المقبل، وذلك رغم تأكيد وزيرة الثقافة خليدة تومي حضوره ضمن مشروع سينمائي مشترك يجمعه مع المخرج المعروف رشيد بوشارب، وذلك خلال تنشيطها للندوة الصحفية الأولى حول التظاهرة بقاعة "فرانس فانون" برياض الفتح. هذا ما كشفه مسؤول دائرة السينما باللجنة التنظيمية للمهرجان الثقافي الإفريقي الثاني بالجزائر ورئيس المركز الوطني للسينما عبد الكريم آيت أومزيان في تصريح خص به "المساء"، موضحا أن صاحب السعفة الذهبية اختير من طرف وزارة الثقافة ضمن تسعة مخرجين آخرين من خيرة ما أنجبت السينما الإفريقية للإشراف على انجاز عشرة أفلام قصيرة يقدم من خلالها كل مخرج نظرته لإفريقيا، لكن حمينة لم يجب حتى الآن -يقول آيت اومزيان- في حين استجاب باقي المخرجين على غرار المخرج ذي الأصول الجزائرية رشيد بوشارب، بالوشو من الكونغو، كول سفالو من الموزمبيق ، نوري بوزيد من تونس، يسري نصر الله من مصر، عمر سيسيكو... وغيرهم، ومن المنتظر أن تكون هذه الأعمال التي يشرف عليها المنتج المنفذ "ليث ميديا" جاهزة خلال المهرجان لتعرض في إطاره. أما فيما يتعلق بالمشاريع الثمانية (4أفلام خيال مطولة، و4 أفلام خيال قصيرة) التي تصب في إطار الإنتاج المشترك بين الجزائر وغيرها من الدول الإفريقية، أشار آيت اومزيان إلى أن وزيرة الثقافة سعت إلى فتح هذا الباب استجابة للأصوات التي تنادي في كل مناسبة بضرورة دعم الإنتاج المشترك بين الدول، لتستغل فرصة المهرجان الإفريقي لبعث الإنتاج المشترك البين إفريقي، موضحا في سياق متصل أن تحديد تاريخ العاشر جوان الجاري كآخر أجل لتقديم التعهدات المتعلقة بدعم هذه الأعمال جاء على اعتبار أن هذه الأعمال لا يشترط انجازها ضمن المهرجان ولن تعرض في إطاره، لأن إنتاجها يتطلب -يقول محدثنا- وقتا، كاشفا أنه تم استقبال أكثر من 30 سيناريو للاستفادة من المشروع من مختلف الدول الافريقية، سيتم اختيار ثمانية منها فقط من طرف لجنة قراءة مشتركة تضم العديد من الأسماء المعروفة في سماء الفن السابع في إفريقيا على غرار الناقد الجزائري احمد بجاوي، نور الدين تواتي، محمود بن محمود من تونس، شارل لينسا من الغابون، محمد جونسون تراوري من السينغال، وستكشف هذه اللجنة نتائج أعمالها وأسماء الأفلام المختارة خلال افتتاح ملتقى "الإنتاج المشترك في إفريقيا" المزمع تنظيمه في إطار المهرجان يومي 10 و11 جويلية المقبل. وفي نفس الإطار، أوضح رئيس المركز الوطني للسينما أنه لن يكون هناك ميزانية خاصة لدعم هذه المشاريع وإنما ستستفيد من منح "فداتيك" (صندوق دعم الانتاج السينمائي والسمعي البصري) التابع للوزارة وعلى المخرجين الجزائريين والأفارقة إيجاد منتجين قادرين على جمع الميزانية الضرورية لانجاز أعمالهم. وفي سياق سرده لبرنامج السينما الخاص بالتظاهرة، أشار آيت أومزيان أن وزارة الثقافة ستتولى انجاز ستة أشرطة وثائقية -التي سبق ل"المساء" وأن كشفت عن تفاصلها- يحمل الأول عنوان "الجزائر أرض الاحتضان"، ويشرف على انجازه المخرج التلفزيوني لمين مرباح، أما الثاني فسيتناول "دور الجزائر في دعم الحركات التحررية" ينجزه المخرج سليمان رمضان من جنوب إفريقيا، وعن تقارب موضوعي هذين العملين أشار المتحدث إلى أن الجزائر من حقها الحديث عن الانجازات التي قامت بها لصالح إفريقيا خاصة وأنها كانت الصدر المحتضن لكل الحركات التحررية في العالم والملاذ الآمن لكل المهددين في أوطانهم. ثالث عمل حسب المتحدث هو شريط حول "النيباد" يشرف على انجازه المخرج الجزائري عبد النور زحزح وإنتاج بلقاسم حجاج، أما الرابع فسيستعرض مخرجه بوعلام عيساوي "ذكريات المهرجان الثقافي الأول في الجزائر 1969" ، ويحمل العمل الخامس عنوان "دور النساء في تنمية إفريقيا" وتشتغل عليه المخرجة الجزائرية المعروفة باهتمامها بنضالات المرأة باية الهاشمي، أما العمل الأخير فهو شريط وثائقي طويل حول الطبعة الثانية للمهرجان يشرف عليها المخرج الجزائري المقيم ببلجيكا شرقي خروبي. ومن المنتظر أن تكون كل هذه الأشرطة الوثائقية جاهزة مع انطلاق المهرجان ما عدا العملين الأخيرين، حيث ستستغل المخرجة باية الهاشمي حضور العديد من الوجوه النسوية الإفريقية خلال المهرجان بالجزائر لدعم عملها، فيما سيقدم المخرج خروبي عملا حول حيثيات الطبعة التي ستحتضنها الجزائر من 5 إلى 20 جويلية المقبل. وفي عودته لملتقى "الإنتاج المشترك في افريقيا"، أشار آيت اومزيان إلى أنه سيشهد حضور 47 مختصا من مختلف الدول الإفريقية وكذا من أمريكا والبرازيل على غرار جيهان طاهري، صالح هارون، قاستو قابوري، ليبون ميما ...وغيرهم وسيطرح على طاولة النقاش ميكانزمات الإنتاج السينمائي في إفريقيا. كما ستشهد المناسبة حسب آيت اومزيان تنظيم "احتفالية السينما" التي ستشهد عرض 120 فيلما من نوافذ مختلفة تعرض الأولى كل الأفلام التي أنتجتها الجزائر في صيغة مشتركة مع مختلف الدول العربية، ونافذة أخرى تعرض كل الأفلام الإفريقية التي أنجزت في إطار مهرجان الفيسباكو "وغادوغو"، بالإضافة لنافذة بانوراما السينما الأفريقية التي ستعرض أهم الأفلام التي أنجزتها السينما الإفريقية، وكذا نافذة بانوراما السينما الجزائرية التي ستعرض أهم الأفلام الجزائرية القديمة والجديدة. وستشكل قاعات رياض الفتح (ابن زيدون، فيلماتك زينات، كسموس ألفا وبيتا) أهم القاعات المحتضن التي تعرض فيها هذه الأفلام، إلى جانب المناطق الساحلية التي ستشهد اقامة عروض خارجية على غرار بومرداس، زموري، سيدي فرج، بالإضافة إلى مدينة البليدة.