أكد الإعلامي والحقوقي المغربي، عبد اللطيف الحماموشي، أن "الاستبداد المخزني قتل الصحافة المستقلة" في مملكة تعيش على وقع تصعيد الممارسات القمعية بحق الصحفيين والحقوقيين بشكل غير مسبوق لم يسلم منها حتى عائلات هؤلاء ضمن مسعى للضغط عليها. حسب الإعلامي والحقوقي المغربي فإن "المغرب يعيش حاليا أسوأ فترة له، أصبح فيها الخوف يهيمن على النخب والمعارضين للسلطة.. حيث لم يعد القمع يقتصر على النشطاء المضطهدين فقط ولكنه امتد إلى عائلاتهم.. فالنظام الآن يضايق، بل ويحتجز أحيانا بعض أقارب الصحفيين والحقوقيين للضغط على الشخص المضطهد". وأدلى الحماموشي بهذه التصريحات "الجريئة" في حوار مع صحيفة "إنديبندينتي" الإسبانية، التي وصفت هذا الأخير بأنه "آخر صحفي مستقل تمرد على الوضع القائم وآخر شجاع في مملكة أجهضت كل الحريات وتفرض الرقابة المطلقة.. في الوقت الذي يقضي فيه رفاقه من الاعلاميين والحقوقيين أياما خلف القضبان بناء على اتهامات تعتبرها منظمات حقوق الإنسان ملفقة". وحسب الصحيفة، فإن الحماموشي يدرك جيدا المخاطر التي يواجهها، وهو الذي قال "كونك صحفيا في المغرب، فهذا يعني مواجهة مشاكل لا حصر لها كل يوم"، موضحا أن "المشكل الأول هو الرقابة الذاتية التي يفرضها الصحفي لحماية نفسه من الملاحقة القضائية أو الاحتجاز لأن النظام المغربي لا يتسامح مطلقا مع الانتقادات ويفرض مضايقات غير مسبوقة على الصحفيين". وبينما شدد على أن "النظام الملكي هو مفترس بارز لحرية التعبير"، اشار نفس الاعلامي الى أن جهاز الأمن المغربي يسيطر بإحكام على وسائل الإعلام ..". وفي حديثه على ما يتعرض له من ممارسات ترهيبية بسبب كتاباته، قال الحماموشي، الذي ينشر تقارير اخبارية في وسائل اعلام أجنبية حول الواقع الحقوقي بالمملكة أنه يعيش تحت المراقبة الدقيقة للشرطة وفي بعض الأحيان تتم متابعته في كل مكان. وهو يؤكد أنه لا يعتبر نفسه خصما ولا يتحدث ضد النظام، فقد أوضح أن هذا الأخير موجه ضده باعتبار ان "النظام المخزني لا يريد صحفيين مستقلين بل صحفيين مرتبطين به بنسبة مائة بالمائة". وذكر في السياق ببرامج التجسس على الاعلاميين والمعارضين التي وقع أيضا ضحيتها بتأكيده اختراق هاتفه ببرنامج "بيغاسوس" الصهيوني للتجسس في ماي 2019. وخلص الصحفي الاستقصائي المغربي الى حقيقة أن "النظام المغربي هو نظام استبدادي مغلق يمكن أن يصبح ديكتاتورية بالمعنى الحقيقي للكلمة إذا استمر في تكثيف القمع.. وهذا ما يريده".