يقوم المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، بزيارة الى المناطق المحتلة من الصحراء الغربية تندرج في اطار مساعيه الرامية الى حلحلة مسار تسوية القضية الصحراوية المعطل منذ عقود بسبب التعنت المغربي الرافض للانصياع للشرعية الدولية والمواثيق الأممية المقرة بأحقية شعب الصحراء الغربية في تقرير مصيره. حل دي ميستورا، أول أمس، في مدينة العيون عاصمة الصحراء الغربية في أول زيارة تقوده الى المناطق المحتلة منذ تعيينه شهر أكتوبر 2021 خلفا للدبلوماسي الألماني، هورست كوهلر، الذي اضطر الى رمي المنشفة عام 2019 بسبب التعنت المغربي الرافض للتعامل بمنطق الشرعية الدولية لتسوية القضية الصحراوية المنصفة لدى الأممالمتحدة في خانة القضايا التي تنتظر تصفية الاستعمار. وأوضح بيان لمنظمة الأممالمتحدة أن دي ميستورا "يتطلع بعد ذلك للقيام بزيارات الى المنطقة وعقد اجتماعات مع جميع الأطراف المعنية قبل نشر تقرير الأمين العام بمجلس الأمن الدولي في شهر أكتوبر". كما أضاف البيان أن "المبعوث الشخصي يأمل في أن يعمق أكثر المشاورات مع جميع الأطراف المعنية حول آفاق إحراز تقدم بناء للمسار السياسي بالصحراء الغربية خلال هذه الالتزامات الإقليمية"، مشيرا إلى أنه يعتزم "تقديم تقارير عن زياراته والتزاماته للأمين العام الاممي وكذا لمجلس الأمن في شهر أكتوبر المقبل". وحسب مصادر مطلعة، فإن برنامج دي ميستورا يتضمن أيضا زيارة الداخلة المحتلة في خطوة لا طالما رفضها نظام المخزن الذي يفرض حصارا أمنيا وإعلاميا مشددا على المدن المحتلة. ولكنه يبدو أنه هذه المرة قد اضطر للانصياع لإرادة المبعوث الاممي الذي أصر على زيارة المدن المحتلة للوقف عن قرب على حقيقة الوضع. وتعد هذه ثالث زيارة يقوم بها دي ميستورا منذ تعيينه في اكتوبر 2021 بعد تلك التي قام بها شهري جانفي وجويلية 2022 الى المغرب ومخيمات اللاجئين الصحراويين من دون أن يتمكن حينها بزيارة المدن المحتل بسبب الرفض المغربي. كما التقى المبعوث الاممي خلال الزيارتين السابقتين بمسؤولي جبهة البوليزاريو، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي، وزار أيضا موريتانيا والجزائر البلدين الجارين والملاحظين. ولأن هذه الزيارة الى المناطق المحتلة جاءت بعد مماطلة وتعنت مغربي طويل، فقد اعتبرت وزارة الاعلام الصحراوية بأنه "يجب أن تكون حدثا طبيعيا لكونه ينسجم مع مسؤولية الأممالمتحدة تجاه الإقليم وشعبه وكذلك مهام ودور المبعوث الشخصي للأمين العام". وأكدت في بيان لها مساء أول أمس على أن هذه الزيارة "لا ينبغي أن تكون غاية في حد ذاتها، وإنما يجب أن تشكل فرصة حقيقية له للاطلاع المباشر وغير المقيد على سجل القمع والحصار وخاصة المفروض على مدينتي العيون والداخلة المحتلتين". لكنها أكدت بالمقابل بأن هذه الزيارة توضح بأن "دولة الاحتلال ترضخ اليوم صاغرةً لشروط الأممالمتحدة وتمسكها بضرورة أن تتم الزيارة طبقا لنفس المعايير التي حكمت زيارات التي قام بها المبعوثون الأمميون السابقون للإقليم"، مذكرة بأنها تأتي "بعد أن قامت دولة الاحتلال المغربي أكثر من مرة، وفي ظل إفلات تام من العقاب، بعرقلة زيارات المبعوث الشخصي للإقليم بما فيها الزيارة التي كان ينوي القيام بها في شهر جويلية 2022 من خلال جملة من "الشروط المسبقة" التي رفضها المبعوث الأممي مما أدى إلى تأجيل الزيارة". وفي ظل قيام دولة الاحتلال بتشديد حصارها العسكري المفروض على المناطق الصحراوية المحتلة ونشر المزيد من قواتها الأمنية والبوليسية في عدة مدن صحراوية تحسبا لزيارة المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي، فقد حملت الوزارةالصحراوية المغرب كامل المسؤولية عما قد يقدم عليه من حملات قمع وتصعيد جديدة خلال تواجد دي ميستورا. ودعت مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة الى تحمل مسؤولياتهما في حماية المواطنين الصحراويين العزل. الاحتلال المغربي يقمع وقفة احتجاجية سلمية بالعيون المحتلة قمعت قوات الاحتلال المغربي وقفة احتجاجية سلمية نظمتها مساء أول أمس الاثنين جمعيات حقوقية صحراوية بالعيون المحتلة للمطالبة بالحق في الاستقلال وتقرير المصير تزامنا مع زيارة ستافان دي ميستورا. وقالت مصادر حقوقية محلية بأن سلطات الاحتلال "استعملت القوة المفرطة لتفريق المتظاهرين ومنعهم من حقهم في التعبير والتظاهر السلمي للمطالبة برحيل الاحتلال المغربي وضرورة ممارسة الشعب الصحراوي لحقه المشروع في الحرية وتقرير المصير والاستقلال". وقد أدى التدخل العنيف إلى إصابة مواطنين صحراويين بجروح متفاوتة الخطورة ومطاردة المتظاهرين في مختلف شوارع وأزقة المدينة. كما قامت ب "ضرب وسحل النساء والاعتداء لفظيا على المتظاهرين باستعمال عبارات عنصرية تنم عن الحقد والكراهية". وفي سياق سلسلة اعتداءاتها على الناشطين والمواطنين الصحراويين، عنفت عناصر أمنية بزي مدني ورسمي ناشطات صحراويات كن يحملن اعلام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية واعتدت بوحشية على الناشطة والمعتقلة السياسية الصحراوية السابقة، محفوظة بمبا لفقير. ووثق موقع "ايكيب ميديا" الصحراوي صورا وأشرطة فيديو تظهر مشاهد من الهجمة الشرسة لقوات الاحتلال المغربي على المتظاهرين الصحراويين وتمشيطها لشارع السمارة الذي كان مسرحا للاحتجاج، وذلك من أجل ابعاد المواطنين ومنعهم من المشاركة في مظاهرات تطالب بتمكينهم من حقهم في تقرير المصير. كما تظهر عدة فيديوهات التي بثت عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضرب وسحل الناشطات الصحراويات والمدافعات عن حقوق الانسان الواعرة خيا ومريم دمبر ومحفوظة بمبا لفقير والاعلامية الصالحة بوتنكيزة وهن يصرخن، الى جانب الاعتداء على ثلاث نشطاء صحراويين بارزين هم عبد الرحمن زيو رئيس الرابطة الصحراوية لحماية السجناء وعضو مكتبها حسنة ادويهي ولعروسي تاكلبوت أثناء محاولتهم المشاركة في المظاهرة الاحتجاجية. وقد تعرضوا للإهانة والعنف الجسدي على أيدي عناصر من شرطة الاحتلال ووحدات شبه عسكرية. وفي سياق السياسة القمعية الممنهجة ضد النشطاء الصحراويين، لا يزال عدد كبير منهم يخضع للحصار الشديد والمراقبة اللصيقة من طرف عناصر الاستعلامات المغربية لمنعهم من الاقتراب والتحدث الى المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي. كما نشر الموقع الصحراوي المذكور فيديو يوثق نشر سلطات الاحتلال لتعزيزات عسكرية وشبه عسكرية ووحدات من الشرطة والقوات المساعدة في كل انحاء العيون المحتلة لمواجهة المظاهرات السلمية التي دعت اليها فعاليات حقوقية صحراوية. وشوهدت سيارات تابعة لجيش الاحتلال وأخرى لقوات الشرطة بما فيها شاحنات خراطيم المياه وهي تتمركز وسط المدينة فيما شوهدت قوات أخرى وهي تنتشر في شارع السمارة.