* الجزائر تعمل بمقاربة شاملة تزاوج بين الأمن والتنمية * مواقف الجزائر الثابتة جعلتها شريكا إقليميا ودوليا فعّالا وموثوقا * الجيش يواصل باحترافية تأمين الحدود ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة * الحفاظ على الأمن الدولي يقتضي التكفّل بالأسباب المنتجة للأزمات * التدخلات العسكرية حملت المشاكل للمنطقة ولا حل إلا بالطرق السلمية * الأولوية للخيار السياسي للأزمة في النيجر.. والجزائر مجندة لذلك أكدت مجلة "الجيش" في افتتاحية عددها الأخير، أن الجزائر تعد فاعلا لا مناص منه على المستويين الإقليمي والدولي في استتباب الأمن والاستقرار لاسيما في دول الجوار، مبرزة سعيها الدائم من خلال جهودها الدبلوماسية الحثيثة لحلحلة مختلف القضايا الشائكة وتقديم المساعدات للدول الشقيقة والصديقة تكريسا لمبدأ حسن الجوار. أوضحت افتتاحية "الجيش" أن الجزائر عملت على تجسيد مقاربة شاملة تزاوج بين الأمن والتنمية، مشيرة إلى أن هذه الجهود جعلت منها اليوم قوة استقرار وسلام في المنطقة، وفق مبادئ ترتكز على جملة من الثوابت على غرار احترام الشرعية الدولية ومساندة القضايا العادلة والتسوية السلمية للنزاعات، بعيدا عن التدخلات الأجنبية ومحاولات صناعة عدم الاستقرار. وأضافت افتتاحية، لسان حال الجيش الوطني الشعبي، أن هذه المواقف التي تلقى احترام الجميع جعلت الجزائر شريكا إقليميا ودوليا فعّالا وموثوقا، مستدلا في هذا الصدد بتدخل الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي خلال الندوة ال11 للأمن الدولي المنعقدة بموسكو، منتصف الشهر المنصرم، حيث دعا إلى الحفاظ على الأمن الدولي، من خلال التكفّل الجاد بالأسباب المنتجة للأزمات والمغذية لعدم الاستقرار على المستويين الدولي والجهوي، مؤكدا أن ذلك لن يتحقق إلا عبر الالتزام التام بالشرعية الدولية ومساعدة ودعم الدول الإفريقية. وأكدت الإفتتاحية في هذا السياق، استمرار مساعي الجزائر الحثيثة من أجل توحيد الجهود الإفريقية ومضاعفتها بهدف إيجاد حلول إفريقية لمشاكل القارة، وتفعيل كافة آليات منع وإدارة و تسوية النزاعات سلميا بالطرق الدبلوماسية، بعيدا عن الحلول العسكرية التي أثبتت التجارب أن مآلاتها خطيرة جدا ولن تزيد الأمور إلا تعكيرا وتعقيدا. وأشارت إلى أن هذه المواقف الثابتة تندرج في صلب العقيدة الجزائرية، وتنبثق من مبادئها الراسخة التي لطالما رافعت من أجلها ودافعت عنها، مثلما أكده رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في كلمته حول السلم والأمن في إفريقيا، بمناسبة الدورة 36 لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي المنعقد باديس أبابا شهر فيفري الماضي. وتناولت الافتتاحية في السياق الأزمة في النيجر، حيث تؤكد الجزائر على ضرورة انتهاج طريق الحلول السلمية والتفاوضية، محذّرة من مغبّة الحل العسكري، من منطلق أن تاريخ المنطقة مليء بالدروس التي تؤكد أن التدخلات العسكرية لطالما حملت المشاكل أكثر من الحلول، وشكلت عوامل إضافية للمواجهات والتمزق عوض أن تكون مصدر استقرار وأمن. وأضافت الافتتاحية، أن الجزائر تدعو إلى إعطاء الأولوية القصوى للخيار السياسي التفاوضي للأزمة الدستورية الحالية، وهو ما تعمل عليه عبر نشاطها الدبلوماسي المكثف لبلورة حل سياسي يقي النيجر تداعيات التصعيد المحتمل للأوضاع، ويجنب المنطقة بأسرها مستقبلا محفوفا بالتهديدات والمخاطر، خاصة تجدد النشاط الارهابي وكل أشكال الجريمة التي تعاني منها المنطقة بشدة. كما تطرقت الإفتتاحية، إلى مساندة الجزائر الكاملة لمسار السلام في مالي، فضلا عن حث الأطراف الليبية على الانخراط في المسار السلمي لحل الأزمة دون تدخل أجنبي، من خلال تبنّي الحوار الذي يفضي إلى حل سياسي و توافقي يحفظ وحدة وسيادة ليبيا ويعزز بناء مؤسساتها. وختمت الافتتاحية بالتأكيد على أنه موازاة مع هذه السياسة الحكيمة والرصينة التي تنتهجها الجزائر على الصعيد الخارجي، فإن الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، الذي تعمل قيادته العليا دون هوادة على بلوغه أعلى درجات القوة والجاهزية، يواصل بنفس العزيمة والإصرار وبنفس الوعي والحس الرفيع بالواجب الوطني، أداء مهامه بكل احترافية وفعالية في مجال تأمين الحدود الوطنية، ومكافحة بقايا الإرهاب وتجفيف منابع تمويله المرتبطة بالجريمة المنظمة، على غرار التهريب والاتجار بالمخدرات وبالبشر و بالأسلحة.