ركز الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في كلمته خلال افتتاح أشغال الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك عن مدينة درنة الليبية، التي ضربتها السيول والفيضانات الأسبوع الماضي، ما أدى إلى مصرع الآلاف. قال المسؤول الأممي إن "درنة تصوّر بشكل محزن حالة عالمنا.. فيضان من انعدام المساواة والظلم وعدم القدرة على مواجهة التحديات". وأضاف أن أهل درنة عاشوا وماتوا في بؤرة من اللامبالاة بهم، فيما هطلت أمطار غزيرة في 24 ساعة، زادت كميتها بمئات المرات عن المعدلات الشهرية لسقوط الأمطار، وتصدعت السدود بعد سنوات من الحرب والإهمال. كما تطرق الأمين العام في كلمته حول القضية الفلسطينية، إلى انتهاكات وعدوان قوات الاحتلال الصهيوني على المدنيين الفلسطينيين، وأشار إلى الاعتداءات الأخيرة على مخيم جنين، واعتبر ما خلفته "أسوأ مستوى من الدمار منذ أكثر من 20 عاما". وفي حديثه عن عالم متعدد الأقطاب، قال الأمين العام، "فيما تتصاعد التوترات الجيوسياسية والتحديات الدولية، نبدو غير قادرين على العمل معا للاستجابة للتحديات. فيما يعد هذا أمرا إيجابيا بشكل كبير لأنه يجلب فرصا جديدة للعدالة والتوازن في العلاقات الدولية، إلا أن تعددية الأقطاب وحدها ليست ضمانا للسلام". وشدّد في ذات السياق على حاجة العالم متعدد الأقطاب إلى مؤسسات فعالة متعددة الأطراف، قائلا، "لن نستطيع التصدي بشكل فعال للمشاكل، إذا لم تعكس المؤسسات العالم كما هو". وأكد على ضرورة إصلاح مجلس الأمن وإعادة تصميم الهيكل المالي الدولي، وأضاف أن "بديل الإصلاح ليس بقاء الحال كما هو عليه.. إما الإصلاح أو التمزق". كما تحدث المسؤول الأممي في كلمته إلى الانقسامات داخل الدول وقال إن "الديمقراطية تتعرض للتهديد فيما يتصاعد الاستبداد وعدم المساواة وخطاب الكراهية". وشدّد على أهمية التسوية والحلول الوسط وقال إن على القادة مسؤولية خاصة تحتم عليهم التوصل إلى حلول وسط لبناء المستقبل المشترك المتسم بالسلام والازدهار للصالح العام. من جهته، دعا رئيس الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، دينيس فرانسيس، في كلمته، إلى وضع الخلافات جانبا والعمل من أجل السلام والازدهار. وأشار إلى أن الجمعية العامة تعد شهادة حية على تعددية الأطراف والتأثير الكبير للأمم المتحدة منذ إنشائها قبل أكثر من 75 عاما.