تختتم اليوم بمنتجع شرم الشيخ المصري أشغال قمة عدم الانحياز الخامسة عشرة بإصدار الرؤساء المشاركين فيها ل"بيان شرم الشيخ" الذي يتضمن أطر التحرك المستقبلي للحركة داخل النسق الدولي الخاضع منذ سنوات لتحولات جذرية تستدعي التكيف العاجل معها. وانطلقت أمس أشغال هذه القمة بمشاركة 55 رئيس دولة بالإضافة إلى ورؤساء حكومات ووزراء خارجية الدول الأعضاء لبحث وعلى مدار يومين العديد من الأشغال قضايا الراهن الدولي وآليات تكيف الحركة مع التطورات الدولية الحاصلة وتمكينها من المشاركة في صناعة القرار الدولي. وكانت مسألة الأزمة المالية العالمية وانعكاساتها الخطيرة على اقتصاديات دول الحركة من بين القضايا التي استأثرت على انشغالات قادة الدول الأعضاء خلال جلستي النقاش المغلقتين أمس على أن تتواصل اليوم في آخر يوم من هذه القمة التي تأتي في سياق دولي غير سياسي واقتصادي صعب ويخضع لحركية غير مسبوقة. واشرف على افتتاح أشغال القمة رئيس مجلس الدولة الكوبي راؤول كاسترو الذي ضمنت بلاده رئاسة الحركة منذ قمة هافانا الرابعة عشرة قبل أن يتولى الرئيس المصري حسني مبارك رئاسة القمة حيث ألقى خطابا بالمناسبة ركز فيه على دور الحركة وما ينتظر منها. ويجد قادة الدول الأعضاء أنفسهم في مأزق البحث عن آليات تكيف لهذا التكتل وخاصة منذ انهيار نظام القطبين الشيوعي والرأسمالي بسقوط جدار برلين قبل عشرين عاما. وهو ما جعل مثل هذه الإشكالية تدفع بالدول الأعضاء إلى تغيير وجهة انشغالاتها إلى الاهتمام بالقضايا الاقتصادية ومسائل التنمية التي طغت على أشغال كل القمم التي عقدتها الحركة منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي ولكنها لم تخرج عن إطار تمكين الحركة من مزايا التنمية والتطور العالمي وعدم اقتصاره على الدول الغنية فقط. كما سيتناول رؤساء دول وحكومات عدم الانحياز القضايا المطروحة على الساحة الدولية سواء كانت قضايا دولية أو إقليمية أو ملفات ذات طبيعة خاصة ومنها حقوق الإنسان وحوار الحضارات وإصلاح نظام الأممالمتحدة والإرهاب والجريمة المنظمة والاتجار في البشر والقرصنة وقضايا التدخل الإنساني وغيرها. وتناقش القمة كيفية التعامل مع هذه التحديات انطلاقا من قدراتها وتضامن دولها وتقديمها اقتراحات تسمح لها بالتأثير في العلاقات الدولية كشريك فعلي في اتخاذ القرار في هذه المرحلة التي يعاد فيها ترتيب أولويات النظام الدولي. وسيطرح على قادة الدول والحكومات المشاركين أيضا الوثائق التي صادق عليها وزراء خارجية دول الحركة في اجتماعهم التحضيري خلال اليومين الماضيين لدراستها واعتمادها بصفة نهائيا. وتتمثل هذه الوثائق في البيان الختامي الذي يتناول كافة القضايا المطروحة على الساحة الدولية اقتصادية وسياسية وغيرها إلى جانب بيان وزراء الخارجية المرفوعة للقمة عن نتائج اجتماعاتهم وإعلان شرم الشيخ الذي يتناول المسائل التي تحظى باهتمام القمة والمجتمع الدولي في الفترة الراهنة. وينتظر أن يصادق الرؤوساء ايضا على مشروع الإعلان الختامي الصادر عن لجنة فلسطين التابعة لعدم الانحياز الذي أقره أعضاء اللجنة المتكونة من 13 دولة بما فيها الجزائر الى جانب البيان الذي تقدمت به كوبا للمطالبة برفع الحصار التجاري والاقتصادي عنها.