شهدت مواجهة المنتخب الوطني الجزائري ونظيره منتخب الرأس الأخضر (5-1)، تألق نجم خط وسط روما الإيطالي، حسام عوار بتسجيله هدفين، إضافة للبروز اللافت جدًا لجناح نادي سان جيلواز البلجيكي، محمد أمين عمورة، الذي قدم أحد أقوى لقاءاته مع "الخضر"، وهذا ما سيضع المدرب جمال بلماضي، تحت ضغط رهيب، قبل نهائيات كأس أمم لإفريقيا 2023. وصنع عمورة الحدث هذه المرة مع المنتخب الوطني، إذ سجل الهدف الأول، وكان أحد أبرز نجوم اللقاء، حيث تمكن بسرعته الكبيرة من أن يكون أكثر مصادر الخطر، على دفاع منتخب الرأس الأخضر، لينصب بذلك النجم السابق لوفاق سطيف نفسه ورقة صعبة في حسابات جمال بلماضي، أشهرًا قليلة قبل "الكان". ولم يكن تألق عمورة الحسنة الوحيدة في هذا اللقاء، فحسام عوار لاعب خط وسط روما الإيطالي، الذي سجل هدفين، كان هو الآخر قائدًا حقيقيًا في خط الوسط، وقدم الكثير من اللمحات التي أثبتت جودته الكبيرة، ليكون بذلك قائد فريق ليون السابق أحد أعمدة "الخضر" المنتظرين في المواعيد القادمة. وبالإضافة إلى عوار وعمورة، فإن زروقي، ورغم الانتقادات التي طالته في المباريات السابقة، إلا أنه قدّم أداءً جيدًا، إذ استطاع أن يكون حلقة مهمة جدًا في الربط بين خطي الدفاع والهجوم، وقدم مباراة كبيرة جدًا من الناحيتين الفنية والبدنية. وفضلًا عن ذلك، فإن أخطاء زروقي في هذا اللقاء كانت شبه منعدمة، لذا يمكن القول إن لاعب خط وسط فينورد الهولندي، رد بطريقته الخاصة على كل المنتقدين، وقدم أوراق اعتماده للجماهير، بحكم أن بلماضي يثق فيه كثيرًا، ودافع عنه بشدة خلال المؤتمر الصحفي. الدفاع لم يختبر.. وأداء غويري كان مقبولًا على مستوى خط الدفاع، لم تكن هناك خطورة كبيرة في اللقاء على مدافعي "الخضر"، فلم يُختبر رفقاء ماندي كثيرًا، بسبب المنافس الذي اعتمد على خطة دفاعية مع بعض الهجمات المعاكسة، والتي أثمرت إحداها هدفًا بعد أخطاء فردية ساذجة من لاعبي منتخب الجزائر. وفي خط الهجوم، ظهر أمين غويري نجم رين الفرنسي بوجه مقبول في أول مشاركة له مع الجزائر، حيث قدم خريج أكاديمية ليون الفرنسية، بعضا من لمساته داخل مناطق العمليات، خاصة وأن نجم رين يعوّل عليه جمال بلماضي، ليكون أحد أهم الوجوه التي قد يبني عليها أفكاره مستقبلًا. عناصر الخبرة كرياض محرز وسفيان فيغولي وإسلام سليماني يبقى وجودها مهما جدا مع منتخب الجزائر، خاصة في مسابقة بحجم كأس أفريقيا، ولو أن مهاجم كورتيبا البرازيلي لم يقدم ما يشفع له في هذا اللقاء سوى تسجيله لضربة جزاء، ما قد يهدد منصبه خاصة في وجود غويري والتألق المستمر لعمورة. يذكر أن المنتخب الجزائري، سيلاقي شقيقه المصري غدا الإثنين القادم، بمدينة العين الإماراتية، في لقاء ودي ثان خلال فترة التوقف الدولي لشهر أكتوبر الحالي، ينتظر أن يكشف فيه بلماضي كل أوراقه، خاصة وأنه آخر لقاء تحضيري قبل الدخول في الرسميات، والبداية من أول لقاءين لتصفيات كأس العالم 2026، قبل خوض غمار نهائيات كأس أفريقيا مطلع العام القادم. وأوقعت قرعة "كان" 2023 منتخب الجزائر في المجموعة الرابعة، برفقة منتخبات بوركينا فاسو وأنغولا وموريتانيا، في المباريات التي سيحتضنها ملعب "السلام" في مدينة "بواكي" الإيفوارية. وسيلعب "محاربو الصحراء" مباراتهم الأولى في كأس أمم أفريقيا يوم 15 جانفي أمام أنغولا، بينما يواجهون بوركينا فاسو وموريتانيا يومي 20 و23 على التوالي، من نفس الشهر.