طلبت روسيا من مجلس الأمن الدولي التصويت، اليوم على مشروع قرار يدعو إلى هدنة إنسانية فورية في قطاع غزة، في وقت قرّر فيه الاتحاد الأوروبي رفع حزمة المساعدات الإنسانية لغزة إلى 75 مليون أورو. كتب نائب مندوب روسيا لدى الأممالمتحدة، ديميتري بوليانسكي، على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" أن "يوم الجمعة قمنا بإرسال مشروع القرار لأعضاء مجلس الأمن وطلبنا إجراء تصويت يوم الاثنين في الساعة 00:15 بتوقيت نيويورك. ونقل موقع روسيا اليوم عن بوليانسكي توقعه بأن "تؤكد البرازيل، التي ترأس المجلس، إجراء التصويت قريبا"، في وقت كانت البعثة الروسية الدائمة قد وزعت يوم الجمعة، مشروع قرار على أعضاء المجلس يدعو إلى وقف إطلاق نار إنساني في غزة. ويعرب مشروع القرار عن القلق البالغ إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة ويدعو إلى إيصال المساعدات الإنسانية والإجلاء الآمن للمدنيين الذين يحتاجون إلى ذلك. بالتزامن مع ذلك، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، عن زيادة مساعدات الاتحاد الأوروبي إلى سكان غزة ثلاث مرات أي إلى 75 مليون أورو. وقالت رئيسة المفوضية، بعدما أجرت محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه "ستزيد المفوضية فورا حزمة المساعدات الإنسانية لغزة بمبلغ قدره 50 مليون أورو.. سيرفع ذلك المجموع إلى أكثر من 75 مليون أورو". وأضافت في بيان لها "سنواصل تعاوننا الوثيق مع الأممالمتحدة ووكالاتها لضمان وصول هذه المساعدات للمحتاجين إليها في قطاع غزة"، لافتا "نعمل جاهدين لضمان حصول المدنيين في غزة على الدعم في هذا السياق". من جانبه، أكد مفوض إدارة الأزمات الأوروبي، يانيز لينارتشيتش، أنه "من الضروري ضمان الوصول الآمن وغير المقيد للمساعدات الإنسانية". ويستمر استنفار الالة الدبلوماسية على أمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وخاصة فتح ممرات انسانية لإدخال المساعدات الانسانية لسكان الغزة المحاصرين بنيران المدفعية الاسرائيلية والمحرومين من ادنى متطلبات الحياة. وفي هذا السياق، أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، أن الجامعة العربية "تعمل بكل جهد ممكن من أجل وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة وحشد كل سبل الدعم السياسي للموقف الفلسطيني". وقال زكي - في لقاء صحافي أن الجامعة العربية "استقبلت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك التي استعرضت مواقف بلادها فيما يجري على الساحة الفلسطينية، وهي مواقف معروفة ومعلنة وجرى حوار كان جيدا ومثمرا بالنسبة لنا وبالنسبة لهم، حيث حاولنا أن نعيد تركيز المسألة على الوضع الذي تواجهه غزة في الوقت الراهن ووجدنا تجاوبا ألمانيا". وأضاف أن الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، "كان موقفه واضحا فيما يخص الوضع الحالي، حيث تم التركيز على الوضع الإنساني الراهن والمطالبة بضرورة التوصل الفوري لوقف لإطلاق النار ومن ثم إعادة العمل على تحريك أي مسار يعطي أفقا سياسيا للقضية الفلسطينية". كما أشار إلى أن الجامعة "استقبلت كذلك وزير خارجية تركيا هاكان فيدان ولكن الوضع مختلف فالمواقف بين الجانبين متشابهة إن لم تكن متطابقة"، لافتا إلى أن زيارة الوزير التركي إلى الأمانة العامة للجامعة "تعد الأولى له حيث وجه الدعوة للأمين العام لزيارة تركيا". وتم التشديد خلال اللقاء على ضرورة توفير الإغاثة الإنسانية، حيث جدّد أبو الغيط التأكيد على أن الهدف من تحركات الجامعة العربية هو "تعبئة الموقف السياسي الداعم للقضية الفلسطينية."