يواصل جيش الاحتلال الصهيوني ارتكاب مجازر في حق سكان قطاع غزة التي خلفت، إلى غاية نهار أمس، نحو 3 آلاف شهيد وأكثر من 10 آلاف جريح، أغلبيتهم أطفال ونساء، فيما ردت المقاومة الفلسطينية بقصف "تل أبيب" وعسقلان ضمن عملية "طوفان الأقصى" المتواصلة. في اليوم 11 من العدوان الصهيوني الظالم، استشهد عشرات الفلسطينيين، صباح أمس وأصيب عشرات الآخرين في سلسلة غارات صهيونية استهدفت عددا من المنازل في رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة الذي أعلنه الاحتلال الصهيوني آمنا للدفع بسكان الشمال للنزوح نحوه لكنه لا يفوت الفرصة لقصفهم. وقصف الطيران الحربي الصهيوني فجر أمس، منزل مكوّن من خمسة طوابق بما تسبب في استشهاد 28 فلسطينيا من بينهم أطفال ونساء وأصيب عشرات الأخرين. كما استشهد ستة فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف لمنزل آخر في الحي الأوروبي جنوب شرق خان يونس. واستشهد أيضا عشرة فلسطينيين من بينهم أطفال جراء قصف منزل في الحي الياباني غرب مدينة خان يونس وأصيب آخرون من النازحين في مدرسة قريبة من الاستهداف. كما استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون في قصف صهيوني استهدف منزلين في حي النصر غرب مدينة غزة وفي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وتواصل حكومة الاحتلال خداع المدنيين الفلسطينيين الفارين من جحيم نيران طائرتها الحربية ومقاتلاتها ومدفعياتها بالزعم أنها تمنح لهم الوقت للنزوح من شمال قطاع غزة إلى الجنوب الذي لا توفر جهدا لقصفه ودكه بالصواريخ وأطنان القذائف التي حوّلت هذا الجزء من أرض فلسطينالمحتلة إلى رماد. البنية التحتية الطبية في غزة تعرضت لأضرار لا يمكن إصلاحها أكدت مقرّرة الأممالمتحدة الخاصة المعنية بالحق في الصحة، تلالينج موفوكينج، أن استمرار التهجير والتهديدات بشنّ المزيد من الهجمات من قبل الكيان الصهيوني على قطاع غزة المحاصر "يشكل خطرا كبيرا على الصحة العامة وحالة طوارئ"، مضيفة أن البنية التحتية الطبية في القطاع تعرّضت لأضرار لا يمكن إصلاحها. وقالت موفوكينج في بيان أنه "يجب ضمان الوصول السريع ودون عوائق إلى الإمدادات الإنسانية الأساسية بما في ذلك الغذاء والماء والدواء والوقود والكهرباء"، مضيفة "لقد تعرضت البنية التحتية الطبية في غزة لأضرار لا يمكن إصلاحها ويعمل موظفو الرعاية الصحية في وضع مزري مع محدودية الوصول إلى الإمدادات الطبية والظروف التي لا تسمح لهم بتقديم رعاية صحية جيدة وفي الوقت المناسب". ودعت المقررة الأممية المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لمنع تصعيد العدوان وحماية واحترام حق الجميع في الصحة من خلال المطالبة بتوفير الممرات الإنسانية وحماية البنية التحتية للرعاية الصحية والعاملين في مجال الصحة. وأكدت أن العائلات الفلسطينية "تحتاج إلى إمدادات عاجلة من الغذاء والماء والمأوى والوقود والرعاية الصحية الطارئة والدعم النفسي والاجتماعي والإسعافات الأولية النفسية". ووثقت منظمة الصحة العالمية أكثر من 111 عدوان على مرافق الرعاية الصحية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بما في ذلك 48 في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 12 من العاملين في المجال الصحي.ولفتت المنظمة إلى أن الكيان الصهيوني يمنع دخول الإمدادات الأساسية إلى غزة بما في ذلك الغذاء والماء والوقود والأدوية والمستهلكات الطبية والمعدات الى القطاع الذي "يعاني من القصف المستمر والدمار الهائل". من جانبها أكدت مديرة الإعلام والتواصل لدى وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين "أونروا"، جولييت توما، أن عدد النازحين من غزة "بلغ ما يقرب من مليون شخص منذ بدء العدوان على القطاع منهم أكثر من 400 ألف يقيمون في منشآتها". وقالت المسؤولة الأممية أن غالبية النازحين انتقلوا إلى الجنوب لكن لا يزال هناك نازحون في المناطق الشمالية من القطاع الذي يعاني من انعدام الطعام والشراب والوقود والأدوية وأي نوع آخر من المساعدات"، لافتة إلى أنه "لم تتمكن أي وكالة تابعة للأمم المتحدة من إدخال أي إمدادات إلى قطاع غزة". وفي حين دعت إلى الرفع الفوري للحصار للسماح بتقديم المساعدة الإنسانية، أوضحت أن "بعض الصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تظهر نقل إمدادات طبية أساسية من قبل الوكالة إلى شركائها الصحيين في مدينة غزة، ير صحيحة". ألف شهيد تحت أنقاض المنازل المدمرة تواصل السلطات الفلسطينية إطلاق تحذيراتها من كارثة إنسانية وبيئية في قطاع غزة، بفعل وجود جثامين أكثر من 1000 شهيد تحت أنقاض المنازل المدمرة. وقالت إن وجود هذا العدد الهائل من الجثامين تحت الركام يرفع من عدد الشهداء المسجلين لدى وزارة الصحة بشكل كبير وينذر بكارثة بيئية وانتشار للأوبئة بسبب تحلل الجثث.