شارك، أول أمس، لاعبون ومدربون وأندية الملايين من الجزائريين في المسيرات الشعبية الجارفة التي عرفتها مختلف ولايات الوطن؛ دعما لفلسطين، وعلى وجه التحديد غزة، التي تتعرض لعدوان صهيوني غاشم، أتى على الأخضر واليابس في القطاع، وسط صمت دولي مطبق، ودعم قوي لآلة القتل الصهيونية؛ إذ لم تتردد الأندية الجزائرية واللاعبون والمدربون والرياضيون على حد سواء، في دعم القضية الفلسطينية. وكانت وزارة الشباب والرياضة أعلنت، الأربعاء الماضي، عن توقيف كل النشاطات الرياضية في الفترة المقبلة، إلى إشعار آخر؛ تضامنا مع الشعب الفلسطيني. ونفس الشيء قرره الاتحاد الجزائري لكرة القدم، الذي علّق النشاطات الكروية أيضا. وعرفت المسيرات الشعبية الحاشدة في الجزائر، الخميس الماضي، مشاركة العديد من الرياضيين والمدربين واللاعبين ورؤساء الأندية؛ في خطوة تضامنية غير غريبة عن الرياضة الجزائرية، المعروفة بوقوفها الدائم وغير المشروط مع القضية الفلسطينية. وبرز نادي مولودية الجزائر بكل مكوناته، في المسيرة الضخمة التي عرفتها شوارع العاصمة من ساحة أول ماي إلى ساحة الشهداء؛ حيث ساروا جنبا إلى جنب الجماهير الجزائرية الغفيرة، التي قررت إعلان تضامنها مع الشعب الفلسطيني ضد العدوان الصهيوني الغاشم في قطاع غزة، والذي انتقل إلى مناطق أخرى في الضفة الغربية، كما كان الأمر كذلك بالنسبة للأندية الأخرى وفي مختلف الولايات؛ على غرار نادي شبيبة الساورة في بشار، وبعض النجوم الدوليين السابقين، مثل رشيد أدغيغ وحيكم مدان في ولاية تيزي وزو، وداود سفيان في وهران، فضلا عن البطل العالمي في الجيدو فتحي نورين، الذي يُعد رمزا للدعم الجزائريلفلسطين، بعد أن جرت معاقبته قبل عامين من طرف الاتحاد الدولي للجيدو لمدة 10 سنوات، بعد رفضه مواجهة مصارع إسرائيلي في الألعاب الأولمبية بطوكيو. ولم تتردد الأندية الجزائرية والاتحادات الرياضية المختلفة، في إعلان تضامنها مع فلسطين منذ بداية العدوان الصهيوني، فسارعت إلى نشر بيانات التضامن والدعم عبر منصاتها المختلفة في شبكات التواصل الاجتماعي. وتأتي المساندة الرياضية الجزائرية للقضية الفلسطينية، في وقت كان المنتخب الوطني رائدا في هذا المجال؛ حيث كان أشبال جمال بلماضي، أعلنوا عن وقوفهم مع أهلهم في غزة خلال ودية الرأس الأخضر الماضية (12 أكتوبر)، عندما توشحوا بالكوفية والعلم الفلسطيني؛ في موقف جلب لهم الكثير من الانتقادات الغربية؛ بدليل ما حدث ليوسف عطال مع نادي نيس الفرنسي؛ بسبب منشور له على "أنستغرام". ورغم اعتذاره عن الواقعة إلا أن إدارة نيس قررت توقيفه وتستعد لفسخ عقده، في انتظار خضوعه لمحاكمة فرنسية، بتهمة "معاداة السامية"، و"التحريض على الكراهية". يجدر الذكر أن دعم الرياضيين الجزائريين للقضية الفلسطينية تاريخي، ومدعم للموقفين الشعبي والجزائري الرسمي؛ حيث رفض العديد من الرياضيين الجزائريين مواجهة منافسين ممثلين للكيان الصهيوني في المسابقات الدولية، وعلى وجه التحديد في الرياضات الفردية؛ على غرار الجيدو، والشطرنج، والكاراتي وغيرها.