❊ الإغاثات التي دخلت غزة "قطرة في بحر" مقارنة بالاحتياجات الإنسانية يواصل الطيران الحربي الصهيوني قصفه الهمجي والعنيف على ما تبقى من قطاع غزة المنكوب تمهيدا لعملية عسكرية برية تلوح حكومة الاحتلال منذ أيام بتنفيذها بذريعة القضاء على حركة "حماس" غير أبهة بحياة مئات الآلاف من المدنيين العزل الذين تواصل إبادتهم على الملأ. وشنّ الطيران الحربي الصهيوني ليلة السبت إلى الأحد غارات كثيفة على عدة مواقع في قطاع غزة استهدفت مدينة رفح القريبة من الحدود مع مصر وخان يونس في الجنوب ومناطق أخرى أسفرت في حصيلة أولية سقوط ما لا يقل عن 55 شهيدا. ونفذ الكيان الصهيوني وعيده بتكثيف غارته المستمرة على القطاع المدمر منذ أكثر من أسبوعين مخلفا الى غاية أمس أكثر من 4600 شهيد 62 من المئة منهم أطفال ونساء فيما تم الإبلاغ عن فقدان أكثر من 1000 فلسطيني يفترض أنهم محاصرون أو ماتوا تحت الأنقاض. وأمام الوضع الكارثي الانساني والصحي الذي تتخبط فيه غزة، أعلنت الأممالمتحدة أن ما لا يقل عن 42 من المئة من جميع الوحدات السكنية في قطاع غزة تعرضت للتدمير أو الأضرار جراء غارات الكيان الصهيوني المتواصلة لليوم السادس عشر على التوالي. وأفاد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في بيان له أمس بتدمير 15 ألف و100 وحدة سكنية، في حين أن عشرة آلاف و656 وحدة سكنية أخرى غير صالحة للسكن. وأوضح البيان أن 139 ألف وحدة سكنية أخرى تعرضت لأضرار طفيفة إلى متوسطة، لافتا إلى تدمير أحياء بأكملها خاصة في بيت حانون وبيت لاهيا والشجاعية والمنطقة الواقعة بين غزة ومخيم الشاطئ للاجئين وعبسان الكبيرة في خان يونس. وحسب البيان، فقد حدد تقييم لمنطقة محافظة شمال غزة أجراه مركز الأممالمتحدة للأقمار الصناعية "يونوسات" 927 مبنى مدمر و4337 مبنى تعرض لأضرار متوسطة إلى شديدة بما يعادل نحو 15 من المئة من جميع المباني في تلك المنطقة، ولفت إلى أنه وفقا للسلطات الصحية، فقدت 98 عائلة فلسطينية عشرة من أفرادها أو أكثر و95 عائلة فلسطينية فقدت ما بين 6 إلى 9 أفراد وفقدت 357 أسرة ما بين اثنين إلى خمسة من أفرادها. وذكر أن عدد الشهداء المبلغ عنه في غزة في العدوان الصهيوني الحالي يزيد بحوالي 84 في المائة عن العدد الإجمالي للشهداء خلال العدوان الذي دام 50 يوما صيف عام 2014 الذين قدر عددهم حينها 2251 شهيد. كما تحدث البيان الأممي عن عدد النازحين داخليا في غزة بنحو 1.4 مليون شخص، يعيش نحو 566 ألف شخص في 148 ملجأ طوارئ مخصص لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في ظل ظروف سيئة بشكل متزايد. والأخطر أيضا أنه تم اكتشاف حالات الإصابة بالجدري والجرب والإسهال والتي تعزى إلى سوء ظروف الصرف الصحي واستهلاك المياه من مصادر غير آمنة، حيث يتوقع أن ترتفع معدلات الإصابة بهذه الأمراض ما لم يتم تزويد مرافق المياه والصرف الصحي بالكهرباء أو الوقود لاستئناف عملياتها. ويتزايد الاكتظاظ في قاعات "الأونروا" في المناطق الوسطى والجنوبية مع النقص الشديد في الموارد الأساسية مثل المياه والغذاء والدواء، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 15 من المئة من النازحين داخليا يعانون من إعاقات وأن معظم الملاجئ ليست مجهزة بشكل كاف لتلبية احتياجاتهم. وتفتقر الملاجئ إلى الأفرشة والأسرة الطبية اللازمة مما يسبب تقرحات ومشاكل طبية أخرى لا يمكن علاجها في ظروف غير معقمة. كما أن الأغذية الموزعة لا تلبي احتياجات الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في البلع. وهي أرقام أقل ما يقال عنها إنها صادمة وقد لا تعبر عن حجم الدمار الهائل الذي حل بالقطاع الذي يقطنه أكثر من مليوني فلسطيني تعاقبهم إسرائيل في أكبر سجن مفتوح بالعالم بحرمانهم من أدنى متطلبات الحياة. الإغاثة التي دخلت غزة "قطرة في بحر" مقارنة بالحجم الهائل للاحتياجات الإنسانية لا تلبي شاحنات الإغاثة، التي سمحت بمرورها خلال اليومين الاخيرين عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، باعتراف الأممالمتحدة نفسها الاحتياجات الهائلة للمتضررين من القصف الصهيوني من غداء وماء ودواء ووقود. وقال ممثل منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف" في مصر، جيريمي هوبكنز، أن قافلة المساعدات التي دخلت أول أمس إلى قطاع غزة هي "قطرة في بحر" بالنظر إلى الحجم الهائل للاحتياجات الإنسانية، داعيا إلى فتح ممر إنساني بشكل مستدام. وأكد أن هناك "حاجة إلى أن يكون لدينا بدلا من 20 شاحنة التي سمح بدخولها يوم السبت ما لا يقل عن 100 أو 200 شاحنة" تدخل القطاع يوميا. وسمحت إسرائيل أمس، بمرور 17 شاحنة أخرى تحتوي ست منها على صهاريج الوقود الذي يعتبر عنصرا حيويا لمواصلة عمل المستشفيات في غزة التي تأن تحت القصف الصهيوني من جهة وتفتقد لأدنى المستلزمات الطبية والادوية. ويكفي الصور والمشاهد القادمة من غزة دون انقطاع والتي تظهر في كل دقيقة وثانية وصول العشرات من الجثث والجرحى من الأطفال والنساء والمدنيين العزل الذين يقعون تباعا ضحية مجازر ومذابح ومحارق الاحتلال إلى المستشفيات التي تعمل منذ عدة أيام فوق طاقة استيعابها، ليتأكد للمرة المليون أن ما تقوم به اسرائيل هو ابادة جماعية وتطهير عرقي بكل معنى الكلمة. تهديد أمريكي بالتدخل العسكري في حال توسع نطاق الحرب راحت الولاياتالامريكية تهدد بالتدخل عسكريا في حال توسع نطاق الحرب الجارية رحاها ما بين غزة والكيان الصهيوني لتشمل أطرافا أخرى، خاصة في ظل التصعيد المستمر على الجبهة اللبنانية بين حزب الله وقوات الاحتلال بما يصعد المخاوف بإمكانية توسع نطاق الصراع. وحذر وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أمس من أن الولاياتالمتحدة "لن تتردد في التحرك" عسكريا ضد أي "منظمة" أو "دولة" قد تسعى إلى "توسيع" الصراع في الشرق الأوسط بين إسرائيل وحماس. وجاء تحذير مسؤول البنتاغون بعد ساعات قليلة من إعلان الأخير عن تعزيز تواجده العسكري في المنطقة في مواجهة ما وصفه ب "التصعيد الأخير لإيران والقوات التابعة لها" وبالتزامن مع اتهام الجيش الإسرائيلي أمس، حزب الله اللبناني بالسعي إلى التصعيد العسكري في المنطقة الحدودية، مخاطرا بجر لبنان إلى الحرب بعد تبادل جديد لإطلاق النار بين إسرائيل ومقاومي الحزب.