أصدرت محكمة الجنح لمحكمة سيدي امحمد حكما بثلاث سنوات سجنا في حق المدير العام السابق للمدرسة العليا للشرطة بشاطوناف بالعاصمة وأحكاما تتراوح ما بين سنتين والبراءة في حق المتهمين ال11 الآخرين المتابعين في قضية تزوير نتائج امتحان الترقية لصف عميد الشرطة سنة 2007. وقضت المحكمة أمس بثلاث سنوات سجنا، واحدة موقوفة التنفيذ وغرامة مالية ب50 ألف دينار في حق المتهم الرئيسي المدعو "د.مرزوق" المدير السابق لمدرسة الشرطة بشاطوناف. وأصدرت حكما بعام نافذ وغرامة مالية تقدر ب20 ألف دينار في حق محافظ الشرطة "ق.عبد القادر" باعتباره أحد أهم المتهمين في القضية كون فوزه في امتحان الترقية الذي جرى سنة 2007 كان محل احتجاج والسبب في بلوغ القضية إلى المحكمة بعد رسالة مجهولة وجهها أحد الضحايا في تلك المسابقة. كما قضت المحكمة بسنة سجنا مع وقف التنفيذ في حق مدرب أسلحة بالمدرسة المدعو "ع.سيد علي" المتهم بتزوير نتائج مسابقة الرماية لصالح المتهم "ق. عبد القادر"، ونفس العقوبة تم تسليطها على "ب.ياسين"، في حين قضت المحكمة بعامين سجنا واحدة منهما موقوفة التنفيذ في حق عميد الشرطة "ز.فتح الدين" بصفته المكلف بالأمانة في المدرسة. واستفاد سبعة متهمين آخرين من البراءة. وكانت محكمة الجنح للعاصمة شرعت خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري في محاكمة المتابعين في القضية بتهم هي التزوير، واستغلال النفوذ والإساءة للوظيفة التي طالت المسابقة المهنية للارتقاء لرتبة عميد شرطة دورة 2007 و2008 على مستوى المدرسة العليا للشرطة بشاطوناف، حيث توبع فيها 12 متهما من بينهم المدير العام السابق. والتمس النائب العام خلال مرافعته عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا في حق مدير المدرسة العليا للشرطة بشاطوناف، وطالب بتسليط عقوبة 8 سنوات في حق كل من "ق.عبد القادر" و"ع.سيد علي"، وتراوحت العقوبات الملتمسة في حق المتهمين الآخرين ما بين 5 سنوات وسنة واحدة، مع غرامة مالية قدرها 2 مليون دينار. وأكد مدير مدرسة الشرطة لدى وقوفه أمام محكمة الجنح براءته وأشار إلى أنه كان ضحية مؤامرة حيكت ضده وأنه هو من أمر بفتح تحقيق في القضية. وتعود حيثيات القضية إلى 2008 عندما تلقت مصالح الشرطة رسالة مجهولة تشير إلى تفاصيل تزوير نتائج مسابقة الترقية لصف عميد في الشرطة التي جرت صيف 2007، وبيّن التحقيق أنه تم التلاعب بنتائج المسابقات الكتابية والشفوية، وأن مدير المدرسة كان على علم بتفاصيل عملية التلاعب وأنه ساهم في تضخيم نقاط الامتحان لفائدة بعض الممتحنين قصد تمكينهم من نيل تلك الترقية. وتوصل التحقيق إلى اكتشاف قرائن قوية ضد (د.مرزوق) بصفته مدير المدرسة، والعديد من المشرفين على تنظيم المسابقة، وأمر قاضي التحقيق بإيداع خمسة متهمين من بينهم مدير المدرسة الحبس الاحتياطي.