اجتهد فنانو الشريط المرسوم خلال تظاهرة المهرجان الثقافي الإفريقي في رسم ملامح الشخصية الإفريقية في أبعادها الاجتماعية والثقافية والتاريخية ضمن أطر فنية راقية لاتقل إبداعا عن فناني الغرب، ووقفوا وقفة رجل واحد عرفانا للجزائر التي ستكون من اليوم عاصمة للفن التاسع. كتاب "الشريط المرسوم يحكي إفريقيا" يتضمن أعمال 67 فنانا إفريقيا، بعضهم أنجزوا أعمالهم في الإقامة التي نظمت في إطار المهرجان الإفريقي بالمدرسة العليا للفنون الجميلة من 5 إلى 15 جويلية الجاري. ويحوي في 280 صفحة 67 حكاية إفريقية مستمدة من ذاكرة وتراث القارة السمراء. هؤلاء الفنانون حضروا أمس إلى رواق"القصبة" بقصر المعارض لعرض هذا الكتاب وتقديم المعرض الضخم الذي أقاموه والمبرز لمختلف إبداعاتهم. في تدخله، أشار الأستاذ عليق رشيد المكلف بالإعلام بتظاهرة الشريط المرسوم أن المعرض المقام يضم 250 صورة تعبر عن كل القارة كما نظمت في الأيام الماضية إقامة لهؤلاء الفنانين البالغ عددهم 20 فنانا كتبوا ورسموا حكايات إفريقية بلغت ال67 حكاية جسدها هذا الكتاب الصادر في ألفي نسخة والذي يعتبر الأول من نوعه في القارة. كما تضمن البرنامج أيضا حفلات إفريقية جميلة نشطها الرسام والمغني "بارلي باروتي". أما السيدة دليلة نجام محافظة تظاهرة الشريط المرسوم الإفريقي فتحدثت عن الظروف الجيدة التي رافقت هذه التظاهرة وعن الحياة اليومية التي قضاها الأفارقة بالجزائر وكلهم عزم على نشر هذه الصورة الجميلة في كل القارة بعدما اكتشفوا مدى التقارب والترحيب والتمازج والتعايش الذي أحسوا به فيما بينهم كأفارقة يلتقون لأول مرة بهذه الكثافة. المشاركون الأفارقة دعوا إلى تثمين هذا الفن في إفريقيا وجعله مستقلا عن الفن الغربي الذي لا يراعي الخصوصيات والتميز وستكون الجزائر بداية لهذا المسعى. وتحدث بارلي باروتي "عن المعارض الدولية والإفريقية لهذا الفن وكلها -حسبه لم تعط للفنان الإفريقي الفرصة للظهور والابداع مثلما أعطته الجزائر. للإشارة فقد استغل بعض الناشرين الجزائريين فرصة هذا المهرجان لعقد صفقات وعقود مع الفنانين الأفارقة، لنشر أعمالهم في الجزائر خاصة وأن هذا الفن شهد تراجعا رهيبا في السنوات الفارطة بسب قلة التمويل وارتفاع تكاليف النشر، وكشفت السيدة نجام محافظة التظاهرة أنها ستصدر في الأيام القادمة 3 كتب للشريط المرسوم خاصة بالثلاث جوائز الأولى في مسابقة الشريط المرسوم التي أقيمت السنة الفارطة بالجزائر. ومن بين الاهتمامات التي طرحها المشاركون الأفارقة من التشاد والطوغو وبوركينا فاسو، ونيجيريا والسنغال، غياب الناشرين في بلادهم مما دفعم إلى نشر أعمالهم في الغرب خاصة بباريس ولندن، أو اللجوء للنشر في الصحف المحلية أوالدولية، أما البعض منهم فإنهم سيوقفون حركة النشر لقلة الإمكانيات ويحتفظون بأعمالهم في رفوف مكتباتهم علما أنهم ليسوا أقل موهبة من فناني الغرب او اليابان والدليل أن أعمالهم مطلوبة في هذه الدول. أشار الفنان بارلي مثلا الى أنه يجب على الفنان الإفريقي أن يستمر مهما كانت الظروف والجزائر أحسن مثال لهذا الأمل إذ جعلت الكثير من الفنانين يفخرون بثقافتهم ولايخجلون بها أمام الأجنبي، او يخجلون بكيانهم وبروحهم وهكذا جمعت الجزائر الثقافات وأزالت الحدود الجغرافية والنفسية التي كانت بين بلدان إفريقيا، وتمكن الفنان في هذه المناسبة من إبراز هويته من خلال الحكايات الشعبية التي تحتاج إلى الحماية وصقل الذاكرة المستمدة من الشيوخ الذين يوصفون في إفريقيا بالمكتبات المتنقلة ورحيلهم يعني ضياع هذا التراث. للتذكير فإن ألف نسخة من هذا الكتاب ستوزعها وزارة الثقافة مجانا على المكتبات والمؤسسات والسفارات، كما تمت اتصالات عبر الجزائر لتمثيل هذا الفن الإفريقي في الصالون الدولي للكتاب في مارس القادم بدبي وذلك باقتراح من الفنان المصري المشارك في الإقامة محمد غزالة بهدف تعزيز التعاون الفني بين إفريقيا والعالم العربي، كما ستحتضن الجزائر من 14 إلى 18 أكتوبر القادم مهرجانا خاصا بهذا الفن سيعزز مكانته أكثر في الجزائر.