يستمر الترقب لدى الشارع الفلسطيني، عن الإفراج عن مزيد من الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال مقابل إطلاق المقاومة الفلسطينية، سراح الأسرى من الكيان الصهيوني الذين تمكنت من احتجازهم خلال عملية "طوفان الأقصى" في السابع أكتوبر الماضي. عاش الفلسطينيون أمس، يوما ثانيا من الترقب الشديد وهم ينتظرون على أحر من الجمر عناق ذويهم الذين ما كانوا ليروا سماء الحرية لو لا عملية "طوفان الأقصى"، التي حررتهم من غياهب معتقلات الاحتلال رغم تكلفتها الباهظة من أرواح أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة. بعد يوم أول من الهدنة توج في نهايته بالإفراج عن 39 من الأسرى الفلسطينيين من النساء والأطفال المعتقلين منذ سنوات، بتهم واهية وأحيان من دون أية تهمة، تم الإعلان أمس، عن أسماء دفعة ثانية تضم 42 أسيرا من الأطفال والنساء. وأكد رئيس هيئة الأسرى والمحررين الفلسطينية، قدورة فارس، أمس، أن سلطات الاحتلال لم تلتزم ببنود اتفاق الهدنة التي نصّت على تحرير الأسرى حسب الأقدمية، مشيرا إلى أن الكيان الصهيوني كان ينوي أمس، تسليم أسرى في أريحا لكنهم رفضوا ذلك، مؤكدا بأن فصائل المقاومة الفلسطينية مستاءة من تلاعب هذا الكيان بلوائح الأسرى. نفس الأمر أكده نادي الأسير الفلسطيني، الذي أشار إلى وجود تلاعب وعدم احترام لمعيار الأقدمية ما تسبب في تأخير الإفراج عن الدفعة الثانية من الأسرى انتظار تصويب القوائم. ويتم الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في كل مرة تطلق فيها المقاومة الفلسطينية دفعة من الأسرى المحتجزين لديها، حيث ضمت دفعة أمس، وهي الثانية 14 رهينة أعلنت حماس عن تأخير إطلاق سراحها إلى غاية التزام حكومة الاحتلال بمعايير اتفاق الهدنة. وتحدث الإعلام العبري أمس، نقلا عن عائلات الرهائن الذين أفرجت عنهم المقاومة الفلسطينية في اليوم الأول من الهدنة الإنسانية المؤقتة في إطار صفقة تبادل الأسرى، بأنهم لم يتعرضوا لأي اعتداء منذ احتجازهم وتعامل معهم عناصر المقاومة في غزّة بإنسانية ولم يمروا بقصص الرعب التي كانوا يتخيلون أنهم يعيشونها. ما يضرب مجددا الرواية الصهيونية التي سعت جاهدة إلى "شيطنة" المقاومة وتقديمها للرأي العام العالمي، على أنها منظمة "إرهابية"، لكن عملية "طوفان الأقصى" أسقطت هذه المرة زيف الادعاءات الصهيونية وفضحت أكاذيبها أمام رأي عام عالمي بدأ ينظر بعين من الحقيقة إلى الجزء الخفي منها. وتأتي هذه الشهادات على نقيض ما يرويه الأسرى الفلسطينيون المحررين من معاناة وتعذيب يتعرضون له على يد سجانيهم، لا يستثني النساء منهم والأطفال الذين تفادى الإعلام العبري ومعه الغربي القول إنهم أطفال معتقلون وراحوا يراوغون في تقاريرهم الإعلامية بالإشارة إلى أن الكيان يطلق سراح "أشخاص ما دون ال 18 عاما". لكن صور الأسرى المفرج عنهم وهم من النساء والأطفال كشفت بوضوح حقيقة هذا المحتل الذي ينتهك كل القوانين والشرائع الدولية إلى درجة جعلته يمنع عائلات الأسرى المحررين من الاحتفال بذويهم ويصدر تعليمات بعدم القيام بأي شيء من مظاهر الاحتفال حتى وإن تثمل في توزيع الحلوى.