❊ الرئيس تبون وجّه الحكومة بتجسيد الانشغالات التي رفعها المجتمع المدني كشف رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، نور الدين بن براهم، أمس، أن الانشغالات التي رفعها المرصد في تقرير إلى رئيس الجمهورية، بعد اللقاءات التشاورية التي قام بها خلال 6 أشهر، تم الشروع في تجسيد بعضها من طرف الحكومة، والتكفل بها ضمن القرارات التي أسداها رئيس الجمهورية خلال مجالس الوزراء، في انتظار تجسيد بعضها الآخر والذي يتطلب بعض الوقت لدراستها وتخصيص تمويلات لها. أوضح بن براهم في رده عن سؤال "المساء" على هامش اللقاء الذي نظمه المرصد، أمس، ببن عكنون بالجزائر، بحضور خبراء اقتصاديين ومختصين، لتحضير المنتدى الوطني للمرصد المزمع تنظيمه نهاية ديسمبر المقبل، بأن قطاعات وزارية شرعت في تجسيد بعض الانشغالات التي رفعها المواطنون خلال اللقاءات المحلية التي نظمها المرصد على مستوى ولايات الوطن، وذلك بعد صياغتها في شكل تقرير تم رفعه إلى رئيس الجمهورية، الذي اتخذ قرارات بشأنها وبلغها للحكومة، "في انتظار تجسيد باقي الانشغالات تدريجيا، كونها تحتاج إلى وقت كافي وميزانية خاصة بها"، مشيرا إلى أن هذه الانشغالات تتعلق أساسا بقطاعات التربية، الصحة، حماية الشباب من آفة المخدرات وغيرها.. وذكر بن براهم بأن هذه التوصيات التي تضمنها التقرير، تمخضت عن منتديات حوار المواطنة والتنمية المحلية التي نظمت ب58 ولاية بحضور 20 ألف و555 مشارك و14 ألف جمعية، وتم جزء منها في شكل لقاءات مباشرة مع الولاة. وأكد رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني بأن اللقاء الذي جمعه برئيس الجمهورية سمح بتسليم تقرير أخر يتعلق بالحياة الداخلية للمجتمع المدني، وعلى وجه الخصوص قانون الجمعيات وتمويلها ومحور نشاطها الاقليمي والدولي وكذا الجمعيات ونشاطها المحلي والبلدي، وذلك بعد الاستماع إلى 2000 رأي في مختلف اللقاءات، وتلخيصها في شكل تقرير خلال ورشة العمل التي نظمت مؤخرا، موضحا بأن الهدف من هذا التقرير هو عرض واقع المجتمع المدني على الرئيس، حتى يتخذ ما يراه مناسبا من قرارات، سواء فيما يخص قانون الجمعيات أو مواضيع أخرى. وذكر بن براهم بأن المرصد يناقش حاليا كيفية احداث انطلاقة فكرية للمجتمع المدني، بإدخال تغييرات تمكن من تغيير نموذجه من جمعيات تفاعلية إلى جمعيات منتجة، ومن جمعيات مطالبة بالتمويل إلى جمعيات قادرة على تحقيق مداخيل لتمويل نشاطها وتمويل مشاريع لتحقيق الثروة، فضلا عن تكوين مجتمع مدني يعمل في جو من الثقة والمصداقية بإبراز قيادات نخبوية شابة قادرة على الاستجابة لحاجيات المواطن. في ذات السياق، أشار بن براهم إلى أنه سيتم عرض 3 ملفات حول هذا الموضوع خلال المنتدى الوطني للمجتمع المدني المزمع تنظيمه نهاية ديسمبر، حيث يتعلق الأمر بملف "الحوار كأداة للمواطنة الفاعلة والمشاركة لتحقيق التنمية المحلية"، ملف "الاقتصاد الاجتماعي التضامني والمسؤولية الاجتماعية لدعم جمعيات المجتمع المدني"، وكذا ملف "دور المجتمع المدني في التحول الرقمي لتحقيق التنمية المحلية". ولتجسيد هذه النقاط نظم المرصد، أمس، ورشات عمل بحضور أكاديميين ومختصين لصياغة رؤية تسمح بتجسيد هذه الأهداف وإيجاد الحلول لكل القضايا التي تهم المجتمع المدني وكذا إدارة المشاريع التنموية، مع العمل على توطيد العلاقة بين المجتمع المدني ومختلف المؤسسات بما فيها الإدارة. وسيوقع المرصد الوطني غدا الاثنين اتفاقية تعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تسمح للمجتمع المدني بالولوج الى الجامعات والاستفادة من تكوين لتعزيز تواجده في الميدان، وإبراز قيادات ونخب ذات كفاءة. وذلك بعد توقيعه مؤخرا على اتفاقية مع وزارة الداخلية لتكوين أفراد المجتمع، سيشرع في تجسيدها هذا الثلاثاء، بتنظيم أول دورة تدريبية للجمعيات بولاية تيبازة حول "محاربة الفساد، وتمويل الإرهاب".