تحتل عاصمة الشرق مكانة هامة في حرفة النقش على النحاس وصناعة الأواني النحاسية، التي مازالت تحتفظ ببريقها الخاص. ولايزال النحاس يحتل مكانة مرموقة؛ فتجده يدخل كل بيت عبر المشغولات المستخدمة في مختلف الأنشطة والاحتياجات المنزلية؛ فهو مهنة لها عراقة ومكانة خاصة عند القسنطينيين، استوحت وجودها من عراقة مدينة الصخر العتيق. ظلت حرفة النحاس بعاصمة الشرق والتي كان يطلَق عليها سابقا، حرفة النحاسين أو الصفارين أو الصفارجية، ركيزة أساسية للحياة اليومية رغم المشاكل التي لاتزال تواجه الحرفة التي توارثها الأبناء عن آبائهم وأجدادهم، وكادت في وقت ما تنقرض لولا إصرار الغيورين على هذا التراث، والمحافظة عليه، ومواجهة مشاكله. وتُعد الحرفة جزءا لا يتجزأ من تراث وهوية المدينة العريقة، المعروفة بحرفها التقليدية، وأنامل حرفيّيها، الذين ذاع صيتهم داخل وخارج الوطن، وتمكنوا من نقل تراثهم المادي وغير المادي إلى دول غربية، وهو ما يترجمه تطوير المنتجات النحاسية، اليوم، بما يتماشى ومتطلبات السوق، وكذا إدخال الحرفي أساليب متطورة وعصرية على حرفته، خاصة في ما تعلق بالتصاميم، وهو ما ساهم في انتشارها بدرجة كبيرة، خاصة عند الأجانب، الذين باتوا يتوجهون، خصيصا، إلى عدد من الحرفيين المعروفين، لاقتناء منتجاتهم. النحاس القسنطيني.. من العهد العثماني إلى الاحتلال كانت قسنطينة في العهد العثماني ثاني مركز لصناعة النحاس بعد العاصمة. واستمرت كذلك في العهد الفرنسي. وقد استعمل القسنطينيون، في البداية، النحاس في صناعة أواني الطبخ، ولوازم الاستحمام، ثم توسعت استخداماته في عهد العثمانيين، ليصبح من أدوات الزينة الأساسية التي تقتنيها العروس. واستمرت الحال على ذلك حتى قدوم الفرنسيين. ويؤكد أعيان المدينة والمؤرخون أنه تم إحصاء 14 عاملا موزعين على ست ورشات، حافظوا على نفس التقنيات التي كانت تُستخدم في صناعة النحاس في العهد العثماني، والتي تمتاز نقوشها بمواضيع نباتية داخل أشكال هندسية. ومعظم التحف يتم إنجازها بتقنية الحز والتطريق. ومن أهم أوانيها "الكيروانية"، و"الكافاتيرة"، والدلاء بأشكالها وأنواعها، و"المرشات" سواء لوضع العطر، أو ماء الزهر المقطر، أو الأطباق، إلى جانب نوع آخر من الأواني يدعى ب "القَطَّار"؛ وهي آنية خاصة بتقطير وتحضير عطور الورد والزهر والياسمين، وغيرها من النباتات العطرية. وكان للنحاس دور مهم في صناعة الأسلحة التي تصدّى بها المقاومون لوجه الغزو الفرنسي، وعلى رأسهم الأمير عبد القادر؛ حيث عمل الجزائريون على تطويرها، وامتلاك مصانع لها، فظهرت قطع أساسية من معدن النحاس على البنادق الحربية، كما ظهر النحاس كمادة جمالية، على السيوف، وطُرّزت به سروج الخيل. وتطور النقش على النحاس أكثر فأكثر في مدينة قسنطينة، خاصة أن الحاجة في استخدامه لصناعة أواني الطهي، قد تراجعت مقابل كونه مادة تُستغل في تصنيع تحف الزينة، ومستلزمات العروس، فتفنن الحرفيون في إظهار مهاراتهم فيه، حتى أصبحت عاصمة الشرق لا تُعرف إلا بنحاسها المتقن، المتفرد في نقوشه. وقد تُعرف هوية القطعة الفنية النحاسية، فقط، من خلال النقش الذي يوضع عليها. أنواع النحاس التي كان يستخدمها الصنّاع قديما استخدم الصنّاع منذ العهد العثماني، كل أنواع المعادن في صنع المنتجات الفنية، فأتقنوا التي أبدعت أناملهم فيها. وقد احتل النحاس الصدارة في هذه الفترة؛ لوفرته بمنطقة الأناضول، ومناطق كثيرة في الجزائر؛ إذ يُعد المادة الأساسية في حرفة النحاس، بالإضافة إلى الزنك، والقصدير، والبرونز. والنحاس من المعادن التي تتميز بلون أحمر برتقالي، وهو اللون الطبيعي، وهو متين؛ مما يجعله قابلا لمختلف عمليات الطرق. كما يتميز بتحمّله درجة حرارة عالية؛ لذلك استُخدم في صناعة أواني الطهي. وكان الأحمر من أكثر المعادن استعمالا وإنتاجا، لتميّزه بالطراوة، وسهولة تشكّله بتقنية الطرق بدون أن يُحدث له انكسارا. وهناك النحاس الأصفر، الذي يتكون من عنصرين أساسيين؛ هما النحاس الأحمر، والزنك. وتكون نسبة النحاس أكثر من الزنك، ليكون أكثر ليونة. ويمكن تشكيله وهو بارد، ولكن يُستحسن، حسب اختصاصيّي الحرفة، أن يسخَّن إلى درجة اللون الأحمر القاتم، ثم يُترك ليبرد، ثم يُغمس بعد ذلك، في الماء. ولسرعة تصلّبه يلجأ الصانع لتخميره عدة مرات. النحاس يسترجع مكانته وزبائنه بعد سنوات من هيمنة الأواني الصينية وخلال جولة استطلاعية ل "المساء" بعدد من محلات بيع النحاس المتواجدة على مستوى المدينة الجديدة علي منجلي والتي غيرت موقعها من أشهر مكان بالمدينة والمعروف "بباردو" أو كما يسمى "زنقة أو رود النحاحسة"، وهو المكان المخصص لحرفيّي النحاس منذ عهد الاستعمار، أجمع عدد من أصحاب المهنة على أن النحاس التقليدي بدأ يسترجع مكانته وزبائنه بعد سنوات من هيمنة الأواني الصينية المعدنية والنحاسية، على السوق الجزائرية، والتي شهدت إقبالا كبيرا على اقتنائها من قبل زبائن أُعجبوا بزخارفها وأشكالها العصرية. وأكد لنا أصحاب الحرفة أن محلاتهم عادت لتستقطب من جديد، الزبائن من داخل الولاية ومختلف الولايات الأخرى، إلى جانب المغتربين والأجانب، خاصة الأشقاء التونسيين، مؤكدين أنه رغم تغيير محلاتهم والانتقال إلى محلات أخرى جديدة جراء انتقالهم للسكن بالمدينة الجديدة بعد ترحيلهم من وسط المدينة، غير أن هذا لم يمنع الشغوفين بهذه الحرفة، من البحث عنهم، وزيارتهم، واقتناء ما تصنعه أناملهم. أبناء الحرفيّين يتخلون عن المشعل بحجة العصرنة من جهته، أكد لنا عمي مولود صاحب محل لبيع النحاس التقليدي بعلي منجلي، أنه اضطر لكراء محل جديد قريب من محل إقامته، غير أنه لم يتنازل عن محله القديم بباردو، بل أوكل مهمة تسييره لأبناء عمه؛ بسبب رفض أبنائه العمل في حرفة النحاس؛ بداعي العصرنة والتطور، خاصة أنهم يرون أن النحاس يوشك على الانقراض؛ لمنافسة معادن أخرى له؛ مثل الألمنيوم، وأدوات مصنوعة من الفضة، وغيرها، والتي باتت هي ما يجذب المشترين. غير أن الحقيقة، حسب المتحدث، تعاكس، تماما، موقف أبنائه، مؤكدا أن أهم زبائنه من الأجانب الذين يزورون الولاية، ويقتنون أدوات نحاسية مشهورة؛ على غرار "السنيات" التي تعرف رواجا كبيرا؛ كون مصمميها حافظوا على الطرق التقليدية في صنعها ونقشها؛ بالاعتماد على الأقلام الفولاذية، والمطرقات ذات الأحجام المختلفة، فضلا عن قطع ديكور، وأطقم الحناء النحاسية، ولوازم السينية؛ من سكريات، و«مراش" بحلة عصرية جذابة. المنتجات الصينيةوالهندية تنافس النحاس من جهته، تحدّث الحاج بسطانجي عن أبنائه الثلاثة، الذين تركوه وتركوا مهنة أجدادهم، وفتحوا محلا للأواني العصرية ب"الرتاج مول"، وباتوا ينافسونه، موضحا أن هيمنة المنتوج المستورَد في الغالب من الصين وكذا الهند بأثمان مغرية وبموديلات حديثة، مكنت من استقطاب الزبائن في الوقت الذي كان يعرف النحاس التقليدي ارتفاعا لافتا في الأسعار؛ نظرا لارتفاع سعر المادة الأولية. وأضاف محدثنا أنه بالرغم من المنافسة بين العصري والقديم، إلا أنه لاحظ خلال السنتين الأخيرتين، عودة كثير من الزبائن إلى النحاس التقليدي بعد أن كانوا تخلوا عن المنتوج المستورَد الذي يُعرض بأسعار مغرية؛ بسبب نوعيته الرديئة؛ إذ يتغير لونه بعد أقل من سنة من اقتنائه. كما تفاجأوا بأنه لا يمكن تصليحه، فيُرمى بمجرد تشققه أو تعرضه للتلف، عكس النحاس القسنطيني، وهو ما أكده له أبناؤه أيضا. النحاس الأصفر الذهبي عنوان صينية السيدة القسنطينية لا يمكننا إغفال صينية القهوة بكل لوازمها التي تُعد من أهم منتجات النحاس، والأكثر رواجا واستقطابا، كما تُعد تقليدا متوارَثا عند القسنطينيين؛ فهي عنوان الأصالة المتجذرة لمعتقدات المجتمع، والتي يتم من خلالها إكرام الضيف، وجمع شمل العائلة والأحباب، والجلوس للسمر، وخلق اللمّات العائلية الحميمة. الصينية بمكوناتها من فناجين، وسكرية السكر، ومرش الزهر، ووعاء المعجون، وإناء حمل الملاعق، وحامل المناديل الورقية إلى جانب إبريق القهوة وصحون الحلوى، كانت ولا تزال رمزا لعراقة الشعب الجزائري عبر مختلف الولايات، حتى وإن كان تنظيمها يختلف من منطقة إلى أخرى، على مر السنوات. فقد تطورت الصينية شيئا فشيئا وتغيرت أوانيها؛ إذ كانت الصينية النحاسية باللون الأبيض دارجة في السنوات الماضية، بكل لوازمها في ذات اللون، ثم دخلت فيها منذ حوالي 15 سنة، الأواني الصينية باللون البرونزي، ليعود الأبيض الفضي. ومنذ سنتين عادت الصينية النحاسية الذهبية للظهور مجددا بعد اختفائها نهاية الثمانينات، لكن عودتها هذه المرة كانت مصحوبة بديكورات مميزة ومبتكرة، جميعها بالمعدن الذهبي. وبين هذا وذاك تجد السيدات والأوانس المقبلات على الزواج، أنفسهن مجبرات على مواكبة هذه الصيحة؛ لخلق جو مميز حول صينية القهوة؛ لإبهار المدعوين، وإرضاء التطلعات، وهو ما ذهبت إليه الشابة نور المقبلة على الزواج، والتي قالت رغم غلاء صينية النحاس بكل لوازمها، إلا أنها لن تتنازل عنها في جهازها. التصاميم العصرية ساهمت في عودة زبائن النحاس أما الشاب نذير صاحب 40 عاما، وشريكه رابح، اللذان يملكان محلا لبيع كل أنواع النحاس العصري بالوحدة الجوارية 17، فأكدا لنا أن الزبائن عادوا مجددا، إلى النحاس القسنطيني. وربطا ذلك بنوعيته الجيدة، ومتانته، واعتماد أغلبهم على تصاميم جديدة وعصرية، ونقوش متنوعة، معترفَين بأن الأسعار مرتفعة؛ نظرا لغلاء المادة الأولية. وأضاف الشابان أنهما اعتمدا في مشروعهما على تغيير نمط عرض وتسويق منتجاتهما؛ حيث اختارا ديكورا جميلا لمحلهما. وعرضا في الواجهات القطع المميزة لجذب الزبائن. كما استغلا الفضاءات الافتراضية للترويج لهذا التراث، الذي تشتهر به عاصمة الشرق. كما أكدا أن القطع الجديدة التي يعرضانها أصبحت رائجة ومطلوبة رغم غلائها، خاصة السينيات المنقوشة برسوم عصرية؛ كسينية "الهلال" التي كثر عليها الطلب لاستخدامها في رمضان، وحتى السينية الصفراء المستديرة والمستطيلة التي باتت مطلب العرائس بأسعار تتراوح بين 8 آلاف و24 ألف دينار، مضيفَين أن أواني الصينية من مرش الزهر والسكرية وحامل المناديل، باتت مطلب السيدات؛ إذ صرن يطلبن موديلات خاصة بهن؛ كنقش نوع معين من الرسومات، أو كتابة أسمائهن، وما إلى ذلك. النحاحسي والقزادري وجهان لعملة واحدة قال الحاج الشيخ العربي الذي وجدناه بأحد محلات النقش على النحاس وأحد أقدم سكان حي رحماني عاشور، "وجب علينا أن نفرق بين مهنتي "النحاحسي" و"القزادري"؛ فالنحاحسي يصنع الأواني النحاسية مثل "الطاسة"، و"الطفال، و"المحبس"، و"الكافاتيرة"، و"الدلوة" وغيرها. أما "القزادري" فهو الذي يعيد البريق إلى هذه الأواني عندما يصيبها القدم. وقد كان بين أصحاب الحرفتين مودةٌ واحترام متبادَلان". حرفة تشبيب النحاس مشروع ناجح للبطالين خلال زيارتنا لأحد محلات النحاس وجدنا محلا كبيرا ذا مساحة واسعة، بها كمية كبيرة من الأواني النحاسية القديمة، فتبادر إلى ذهننا أن صاحبه يبيعها بسعر رمزي كونها قديمة، غير أننا تفاجأنا عند دخولنا المحل، بقيام مجموعة من الشباب بعملية "تشبيب" هذه الأواني، وفي مقدمتها السينية، فأخبرَنا أحد العاملين بالمحل أن صاحبه تحصّل على قرض من أجل هذا المشروع الذي يراه مربحا، بالنظر إلى إقبال الشغوفين بإصلاح وتبييض أو "تشبيب" الأواني، وقطع الديكور النحاسية؛ لرغبة الكثيرين في مواكبة تصاميم النحاس الجديدة. وقد لفت انتباهنا بالمحل تلك السينيات العصرية التي أُدخلت عليها نقوش بارزة، تزيّن حوافها زخارف ذات ثقوب زادتها جمالا؛ إذ يقوم الحرفيون في المحل بتغيير شكلها التقليدي المعروف. المولَعون بالنحاس أوفياء للرسومات القديمة من جهته، تحدّث هامل كمال، أحد أقدم صانعي النحاس بمنطقة باردو، مطولا عن الحرفة، وتاريخها العريق؛ إذ قال لنا بأنه يوجد أكثر من 300 نوع من قطع النحاس، من بينها "الڨصعة، والكيروانة، والمرش، والشمعدان، والطفال، والإبريق، والمحبس، والدلوة، والطاسة، والكافاتيرة، والوضاية، والمهراس"، وغيرها من قطع الديكور المختلفة التي اختفى كثير منها من حياتنا اليومية؛ لعدم استخدامها حاليا، عكس الماضي. وأضاف محدثنا أن زبائن النحاس ومحبيه لايزالون أوفياء لكل ما هو قديم، خاصة تلك الرسومات والزخارف التي كانت تميزها، وهي كلها زخارف من العهد العثماني؛ كزخرفة التوريق، أو الرقش العثماني، والذي يُعتمد فيه على الزخارف المحوّرة من الرسوم الحيوانية والنباتية، فتكون الرسومات مختلفة عن صورها الطبيعية، خاصة الصور الحيوانية. وكانت هذه الأخيرة توجد في قسنطينة، فكان الصناع ينقشون صورا عديدة؛ كالحمامة، والسمكة التي ترمز للثروة والازدهار، وهي أكثر النقوش التي كانت تُرسم في الأدوات التي تأخذها معها العروس في جهازها، خاصة المحبس؛ تيمنا وتفاؤلا بأن تكون العروس جالبة للحظ، وكثيرة الولد. وفي كثير من الأحيان تُستعمل حراشف السمك في الزخرفة بدلا عن السمكة. أما النباتية فتكون أحيانا طبيعية؛ مثل الأزهار، والقرنفل، والرمان، والياسمين، والزنبق، والسوسن والنرجس. وتُعد أزهار اللالة والقرنفل من أكثر الأزهار استعمالا في النحاس القسنطيني قديما؛ إذ كان الصنّاع ينقشون الأوراق، والمراوح النخيلية، والأشكال الزهرية المختلفة، والأشجار؛ كالنخيل، والزيتون، والسرو، وحتى فاكهتي الرمان، والعنب. الأواني والتماثيل واللوحات النحاسية هدايا تستهوي الأجانب تعرف، اليوم، صناعة الأواني النحاسية العصرية دخول تعديلات، ولمسة فنية عصرية، وكذا اللوحات التي بها نقوش ورسومات للجسور المعلقة، والتماثيل المصنوعة من النحاس، انتشارا كبيرا، وإقبالا ملفتا؛ فبعد أن كانت تقتصر على السياح العرب والأجانب الذين يزورون المدينة لشرائها، باتت تستقطب حتى أبناء المدينة؛ إذ أكد لنا العديد من التجار أنهم يستقبلون طلبيات من أصحاب محلات ومطاعم تقليدية من داخل وخارج المدينة؛ لاقتنائها ووضعها بمحلاتهم. وأضاف أن اللافت أيضا أن بعض السياح العرب ممن زاروه، يهتمون بشراء مجسمات وتماثيل نحاسية للحصان والغزال والحمامة التي تُصنع من النحاس الأصفر، مؤكدا أن أكثر التحف طلبا أيضا، الجزوة المستعمَلة لتحضير القهوة على الطريقة التقليدية. وقال محدثنا بأن المغتربين يطلبون أيضا، مجسمات مصغرة لصينية القهوة بفناجين، وإبريق، وسكرية، ومرش، وغيرها من الأواني التي تذكّرهم بطقوس قهوة العصر. مساعٍ حكومية للحفاظ على الحرفة ومشروعُ علامة النوعية قريبا ويُنتظر الإفراج، قريبا، عن مشروع وضع علامة النوعية والأصالة لمنتجات صناعة النحاس؛ إذ تم الانتهاء من إعداد دفتر الشروط، وإعداد الميثاق البياني للعلامة، وهو، حاليا، على مستوى وزارة السياحة والصناعة التقليدية، للنظر فيه بعد أن أعيد بعث المشروع من جديد سنة 2021. ويهدف مشروع "العلامة المسجلة للنوعية" للصناعات النحاسية التقليدية القسنطينية بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي وإيطاليا، إلى إعادة تنشيط هذه الحرفة التي تخلق الثروة، مع الحفاظ على صناعة النحاس في قسنطينة من الزوال؛ من خلال إعطاء القيمة الحقيقية لإنتاجه؛ باعتبار أن علامة الجودة طريقة معمول بها في كل دول العالم؛ من أجل الحفاظ على الصناعات التقليدية من السرقة، والتقليد، وحتى التهريب، إضافة إلى منح القيمة الحقيقية لهذه المصنوعات الحرفية في السوق العالمية؛ فالوسم سيرفع من ثمن بيعها في الأسواق والمعارض المقامة في مختلف الدول. وأكد المختصون في المجال أن حرفة نحاس قسنطينة ستكون أول علامة جماعية لحماية المنتوج. كما ستكون محمية عن طريق القانون، وعلى المستوى العالمي؛ ما من شأنه إعطاء دفع جديد لحرفة النحاس، خاصة أن الولاية مشهورة بهذه الحرفة، وينشط بها 205 حرفي في مجال النحاس، يوفرون 758 منصب شغل.