أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أن الجزائر بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى لمهارات ومعارف أبناء الوطن في الخارج خاصة ممن يتميزون بملكة العلم الحديث والتكنولوجيات المعاصرة داعيا إياهم بمناسبة افتتاح فعاليات الجامعة الصيفية للجالية الوطنية المقيمة في المهجر إلى المساهمة في التسيير والتدبير والعقلنة في إدارة الأعمال مع استغلال كل فرص الاستثمار في مختلف المجالات. مشيرا إلى أن الحكومة تعمل بلا هوادة للحد من هجرة الأدمغة الجزائرية مع دعوة من هاجروا في وقت سابق للعودة إلى حضن الوطن بأفضل الشروط للمساهمة في صنع التنمية المحلية. رسالة رئيس الجمهورية التي تلاها نيابة عنه الأمين العالم برئاسة الجمهورية السيد حبى العقبى لقيت صدى كبيرا لدى أبناء الجالية الذين حضروا من القارات الخمس لطرح انشغالاتهم والحديث عن الحلول لإعادة ربط الجسور ما بين الضفتين، خاصة بعد أن وصف السيد عبد العزيز بوتفليقة المشاركين في الجامعة الصيفية بسفراء الجزائر في دول العالم وجب عليهم حماية صورة وطنهم والمساهمة في التنمية المحلية في ظل نتائج الأزمة المالية العالمية، "فالجزائر اليوم -يقول رئيس الجمهورية- تراهن على كل أبنائها خاصة في الخارج ممن يتميزون بملكة العلم والتحكم في التكنولوجيات المعاصرة والخبرات المتطورة". وفي حديث موجه للمشاركين في الجامعة قال رئيس الجمهورية إن للجزائر ولشعبها دين وحق على أبنائها المثقفين في المهجر بعد أن ساهمت المدارس والجامعات الجزائرية في تعليمهم في وقت سابق، و"إن كنا نفخر بإنجازات ونجاح أدمغتنا، نرجو ونطمح لأن تستفيد الجزائر من هذه الكفاءات في مجالات البحث العلمي والخبرة والاختراع التكنولوجي، فمختلف القطاعات الاقتصادية بالجزائر بحاجة إلى التسيير والتدبير والعقلنة في إدارة الأعمال وهي اليوم تفتح مجالاتها لأبناء الجالية الوطنية المقيمة في المهجر لما تتوفر عليه من مهارات ومعارف في مختلف القطاعات، وستسهر الحكومة على ملاءمة البيئة الاقتصادية وفضاء الاستثمار لاستقبال اقتراحات ومشاركة كل أبناء الوطن الطامح للمساهمة في التنمية المحلية. وبالنظر إلى أهمية الموعد الأول من نوعه بالجزائر سجل أمس بإقامة الميثاق حضور حكومي قوي ممثل في عدة قطاعات حساسة على غرار الخارجية، الاستثمار والصناعة، البيئة وتهيئة الاقليم والسياحة، المالية وقطاع البريد والمواصلات حيث تعاقب الوزارء على المنصة لعرض برامجهم القطاعية كل على حدة منها المالية الذي أعلن بخصوصها السيد كريم جودي عن جملة من الإجراءات لصالح الجالية منها تلك المتعلقة بالاتفاق المبرم بين الشركة الجزائرية للتأمين "أس أس آ" والشركة الفرنسية "ماسيف" لتعميم خدمات التأمين على نقل جثث المتوفين خارج الوطن لدفنها هنا بالجزائر، بالإضافة إلى المشاورات الحثيثة بين كل من وزارات المالية والتضامن الوطني والبنك المركزي لتحديد مجموعة من البنوك العمومية ممن يسمح لها بفتح فروع لها خارج الوطن قبل نهاية السنة الجارية. من جهته أشاد وزير الخارجية السيد مراد مدلسي بالاهتمام الذي توليه الحكومة لجاليتها بالمهجر والتي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الشعب الجزائري من الواجب حمايتها ومساعدتها انطلاقا من تعزيز عمل القنصليات والسفارات، مع السعي لتنظيم الجالية من خلال تشجيع عمل الحركات الجمعوية المتعددة النشاطات وإشراكها في مختلف المواعيد السياسية الوطنية. وبخصوص قرار إنشاء مجلس استشاري للجالية الوطنية بالخارج أكد ممثل الحكومة أنه يهدف الى تعزيز العلاقات بين مؤسسات الدولة والجالية بالمهجر ليكون مصدر إلهام ومبادرة من شأنها تجنيد القدرات الهائلة للتضامن والتعاون في خدمة التنمية الوطنية، أما السيد عبد الحميد تمار فقد أشار من جهته إلى الاستثمارات المفتوحة على القطاع الصناعي بعد تخفيض عدة رسوم لاستقطاب رجال الأعمال والكفاءات الجزائرية بالمهجر، مركزا في عرضه أمام المشاركين على المناطق الصناعية الجديدة المنتظر فتحها عما قريب بعد اختيار المواقع والنشاطات الصناعية المطلوبة مع تشجيع الاستثمار في الصناعات الثقيلة. وزير البيئة وتهيئة الاقليم والسياحة السيد شريف رحماني استغل اللقاء لدعوة أبناء الجالية للتوجه نحو مشاريع الصناعات التحويلية ومعالجة النفايات بالاضافة إلى استغلال الإمكانيات السياحية للجزائر للاستثمار في الفندقة والمنتجات السياحية التي من شأنها أن تكون قوة صناعية جديدة تساهم في تحسين المداخيل خارج المحرقات. أما السيد ولد عباس فقد فضل الإجابة على انشغالات المشاركين بمعية وزير الدول الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بلخادم والتي انصبت في مجملها على ضرورة الإسراع في عملية فتح الفروع البنكية، التأمين، السماح لطلبة نظام ليسانس ماستر دكتوراه "أل أم دي" بمزاولة دراساتهم العليا في الجامعات الأوروبية، بالاضافة إلى بعض انشغالات الأساتذة والباحثين في المهجر والتي تنصب في مجملها على ضرورة تهيئة الظروف لمواصلة مشاريع البحوث هنا بالجزائر. ويذكر أن أشغال الجامعة الصيفية التي تضم 490 مشاركا منهم 250 من فرنسا و20 من اسبانيا و50 من تونس و5 مشاركين من كندا أخذت طابعا علميا تثقيفيا يسهر على تأطيرها كفاءات جزائرية من عدة جامعات ستتواصل إلى 27 من الشهر الجاري وتعالج خلالها عدة مواضيع تخص إسهامات الجالية في التنمية المحلية، البحث العلمي، المرأة والتطور، مشاركة الجمعيات في ربط أواصر الصداقة بين الضفتين، تاريخ الجزائر،الإسلام دين تسامح وتضامن مع تنظيم رحلات سياحية لمعالم أثرية.