دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس، الكفاءات الجزائرية المقيمة في الخارج إلى المساهمة في التطور الذي تعرفه الجزائر، حيث أكد أن الجزائر تحتاج بالخصوص إلى حسن التسيير والتدبير والعقلنة في إدارة الأعمال بما توفره المعرفة والوسائط المختلفة اليوم في الاتصال والتكنولوجيا الرقمية وغيرها من فرص للارتقاء بالنهضة الوطنية وازدهار البلاد. أشار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في رسالة تضمنت الافتتاح الرسمي للجامعة الصيفية الأولى للجالية الجزائرية المقيمة بالخارج بمشاركة 450 جزائري مقيم في الخارج وبحضور سبع وزراء وممثلي باقي القطاعات الوزارية يتقدمهم عبد العزيز بلخادم وزير الدولة والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، تلاها نيابة عنه حبة العقبي الأمين العام لرئاسة الجمهورية، إلى الإمكانيات التي تتوفر عليها الجزائر حاليا واصفا إياها بأفضل الشروط للمتعامل والمستثمر الوطني قبل غيره، مؤكدا في ذات السياق على سهر الدولة على تعزيز ملائمة البيئة الاقتصادية والاجتماعية المشجعة للإنتاج الوطني وتنويعه. وكان رئيس الجمهورية في مستهل خطابه قد ذكر بمختلف الخطوات الكبيرة التي خطتها الجزائر وفي مقدمتها التمكن من تغطي أزمة الإرهاب والالتفاف حول المصالحة وهذا بفضل مجمل الإجراءات التي اتخذتها الدولة وكذا بفضل حزم وتصميم مؤسسات الدولة ذات الاختصاص ليعود السلم والأمن للبلاد كشرط من شروط مواجهة تحديات التنمية التي تعرفت خلال العشرية المنصرمة قفزة نوعية تشهد عليها الإنجازات المحققة في جميع الميادين، وهي الإنجازات التي ذكر بها رئيس الجمهورية وبتزامن هذه الجامعة الصيفية مع عيدي الاستقلال والشباب وكذا المهرجان الإفريقي الثقافي الثاني. كما أكد بوتفليقة في خطابه على رهان الجزائر على أبنائها في داخل الوطن وخارجه، ليبقى الرهان الأكبر على الذين يتميزون بملكة العلم الحديث والتكنولوجيات المعاصرة والخبرات المتطورة لا سيما في البلدان المتقدمة، معتبرا الرأس المال الحقيقي لشعب من الشعوب عقول أبناءه ومبدعيه، وفي ذات الصدد أكد رئيس الدولة أن الجزائر تطمح إلى الاستفادة من الكفاءات الوطنية في الخارج في مجالات البحث العلمي والخبرة والاختراع التكنولوجي والاستثمار المالي في قطاعات متعددة، مضيفا أن للوطن والشعب حق ودين على هذا الشباب المهاجر بما أن أغلبيتهم تمكنوا من التعليم والدراسة في مدارس وثانويات وجامعات الوطن. وفي نفس السياق، أشار بوتفليقة إلى أن الجزائر ستبقى من جانب آخر على سعيها للاعتناء بأبنائها في الخارج ورعايتهم ومتابعة أنشطتهم وتقييمها بما تستحقه من الرعاية، وهو ما تعمل عليه بلا هوادة للحد من هجرة الأدمغة والكفاءات المبدعة ونسعى إلى دعوتها للرجوع إلى حضن الوطن بأفضل الشروط للإسهام بفعالية وكيفما كانت الصفة مع إخوانهم في صنع التنمية المستدامة للبلاد، وعن البرنامج المسطر في هذه الجامعة الصيفية وصفه رئيس الجمهورية بالثري والمتنوع مما يمكن من لم يسعفهم الحظ سابقا من الاحتكاك بشعبهم والإطلاع على جغرافية البلاد وتاريخها وتراثها المميز، حيث دعاهم إلى المزيد من العمل والاكتساب والتألق كونهم سفراء الجزائر وصورتها النيرة ونبضها الواعي بما تغالبه تحديات العصر. ولدى تطرقه إلى التحديات التي واجهت البلاد من أجل تحقيق نهضتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، أشار الرئيس إلى التغلب على الإرهاب الأعمى بالتمسك بخيار الوئام المدني والمصالحة المدنية الشاملة التي تمت بفضل حزم وتصميم مؤسسات الدولة ذات الاختصاص حتى عاد السلم والأمن للبلاد كشرط من شروط مواجهة تحديات التنمية التي عرفت قفزة نوعية خلال العشرية المنصرمة.