دعا المشاركون في أشغال الملتقى الوطني حول "النص الأدبي بين الدرس النظري والإجراءات التطبيقية"، في توصياتهم، إلى فتح ورشات تكوينية للطلبة في تعلّم المناهج، والتمكّن منها؛ لتطبيقها على النصوص خاصة التراثية منها. وألحوا على ضرورة إعادة إحياء التراث العربي وقراءته وفق المناهج النقدية المعاصرة، مع نشر أعمال الملتقى بعد تنقيحها، وترقية هذه التظاهرة العلمية، إلى ملتقى دولي، يقام بشكل منتظم. وبالمناسبة، ثمّن الأساتذة المتدخلون جهود اللجان التي سهرت على تنظيم الملتقى، الذي نظّمه مخبر "أبحاث في التراث الفكري والأدبي بالجزائر "، وقُدمت فيه مداخلات قيّمة بين الحضوري والافتراضي؛ من أساتذة وباحثين من مختلف جامعات الوطن، بحضور مسؤولي الجامعة، وأساتذة، وطلبة، وإعلاميين. الجلسة العلمية الأولى ترأّسها الأستاذ الدكتور الجودي مرداسي. ونُوقشت فيها عدة مداخلات علمية، منها مداخلة الأستاذ الدكتور محمد عبد البشير مسالتي من جامعة سطيف، عن "جدل الموسيقى والدلالي في تشكيل النص الشعري في تأويله البنية الإيقاعية للقصيدة القديمة". وتساءل الدكتور نبيل قواس من جامعة خنشلة عن "من يفترض من النص الأدبي أم المنهج النقدي؟ قراءة في أزمة الوعي بالمنهج النقدي". وبحث الأستاذ الدكتور حسين تروش من جامعة سطيف، في "الرحلة النصية المضمرة، وأشكال بنائها اللغوي في القصيدة العربية القديمة". أما الدكتور محمد جلاط من جامعة سيدي بلعباس، فقد كانت له مداخلة عن بعد حول "السرد الفلسطيني من منظور النقد الثقافي، أرض البرتقال الحزين لغسان كنفاني أنموذجا "، فيما قدّمت الدكتورة نبيلة بومنقاش من المدرسة العليا للأساتذة بسطيف، "قراءة في المرجعيات الفكرية للنص الأدبي الرقمي". وتناولت الدكتورة ابتسام صغيور من جامعة باتنة "الإجراءات النظرية والتطبيقية في مشروع عبد الله الغذامي ". وغير بعيد عن حقل النظريات الإجرائية، تطرق الدكتور عبد العزيز نقبيل من المدرسة العليا للأساتذة ببوسعادة، ل "حقوق الدلالة في نصوص ابن الحداد الأندلسي". واختُتمت الجلسة الأولى بمداخلة مدني مدور، الذي قدّم "قراءة نقدية لنصوص التراث عند طه حسين". وتواصل النقاش في الجلسة العلمية الثانية برئاسة الدكتور عبد العزيز فيضالي حول الموضوع، بعدّة مداخلات علمية مهمة من طرف مجموعة من الباحثين؛ على غرار الأستاذ الدكتور سليمان بوراس من جامعة المسيلة، والدكتورة عائشة لعبادلية من جامعة خنشلة، والدكتورة صباح غرايبية من جامعة قسنطينة، والدكتورة سميحة كنفالي من جامعة بسكرة، وكذلك الدكتورة راوية لحباري والدكتورة وناس كرازي والأستاذ الدكتور فيصل حصيد من جامعة باتنة 1. كما شهدت هذه الجلسة مشاركة طالبَي الدكتوراه حجام إيناس وداود نصر من جامعة باتنة 1. وناقش المتدخلون في الجلسة العلمية الثالثة برئاسة الدكتور عبد الرزاق بن سبع، إشكالية "الممارسة الإجرائية للنصوص الأدبية ". وفي المقابل، قدّم المشاركون افتراضيا من مختلف الجامعات الوطنية برئاسة الدكتور فواز بن راحلة، مداخلات قيّمة، ناقشت محاور الملتقى. وأكدت رئيسة الملتقى الدكتورة صونية بوعبد الله، أهمية مثل هذه التظاهرات العلمية، التي عالجت قضايا "النصّ الأدبي بين الدرس النظري والإجراءات التطبيقية" من حيث كونها خارطة لتأطير آليات استنطاق النص الأدبي، ورصد مختلف الدراسات التطبيقية على النصوص وفق المناهج النقدية السياقية والنسقية، وتعداد طرائق مقارباتها للنص الأدبي التراثي الحديث والمعاصر؛ بغية ضبط متغيراتها، وإعطاء آليات تطبيقية ثابتة ومبسطة.