الت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" إن الحقائق على الأرض وما قامت برصده وتوثيقه مع المؤسسات المعنية يؤكد أن سكان قطاع غزة في دائرة استهداف مدفعية وبوارج وطائرات الاحتلال الحربية، حيث تعمدت قوات الاحتلال من خلال الاستخدام المفرط والكثيف وغير المتناسب ما يزيد عن 5 آلاف هجمة صاروخية لقتل وإصابة أكبر عدد من المدنيين الفلسطينيين. وذكرت الهيئة الدولية "حشد" أن حرب الإبادة والعدوان الصهيوني المستمر حتى الآن على قطاع غزّة خلّف استشهاد ما يزيد عن 24 ألف مدني فلسطيني، من بينهم 10700 طفل و7400 سيدة و1970 مسن و326 من الأطقم الطبية والمسعفين و45 من العاملين في الدفاع المدني، 147 من العاملين في وكالة الغوث الدولية، 57 محاميا و117 صحفي. فيما لا يزال - تضيف "حشد " - أكثر من 8000 مفقود تحت ركام المنازل، التي دمرتها قوات الاحتلال فوق رؤوس سكانيها، مشيرة إلى أن العدوان الصهيوني ونقص المعدات والوقود لدى جهاز الدفاع المدني حال دون القدرة على انتشال جثثهم، ما حول المنازل إلى مقابر لسكانها عدا عن انتشار الجثث متحللة في الشوارع في مناطق التوغل البري في القطاع، ما أجبر على دفن مئات الجثث التي عثر عليها متحللة في مقابر جماعية دون التعرف على هويات الشهداء. وأبرزت في السياق أن أكثر من 60 ألف من السكان المدنيين أصيبوا جراء العدوان الصهيوني الجائر، 75 % منهم من الأطفال والنساء وفقا للمصادر الطبية المختصة، و8000 حالة منهم تحتاج للسفر لتلقي العلاج في خارج قطاع غزة، بسبب عدم توفر العلاج اللازم لهم في القطاع، جراء تدمير وخروج 30 مستشفى في شمال القطاع عن الخدمة واكتظاظ المستشفيات في جنوب القطاع بالمصابين والمرضى، ونقص عدد الأطباء وارهاقهم، وعدم توفر الأجهزة والمستلزمات الطبية جراء محدودية المساعدات الطبية للقطاع. ونبهت الهيئة الحقوقية الدولية، إلى أن ذروة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في قطاع غزّة بلغت بقيام قوات الاحتلال الحربي، بإصدار أومر الإخلاء لسكان محافظتي شمال غزّة ومدينة غزّة البالغ عددهم قرابة مليون ونصف مواطن، لتتوالى المجازر الجماعية والتدمير الممنهج لكل سبل الحياة في تلك الأماكن لضمان إجبار السكان على النزوح القسري. كما أكدت على أن هذه الجرائم البشعة التي تم ارتكابها تأتي في سياق الجرائم الأخرى من تعمد استهداف المدنيين وخاصة الأطفال والنساء، واقتحام مراكز الإيواء التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) في شمال قطاع غزّة وفي محافظات الوسطي وخانيونس واعتقال الآلاف من المواطنين وتعريتهم والتنكيل بهم وتعذيبهم، إضافة إلى توثيق حالات متعددة لإعدامات ميدانية في الشوارع ومراكز الإيواء في مناطق متعددة من قطاع غزّة. وأشارت في سياق ذي صلة، إلى ما سببه العدوان الصهيوني من أضرار نفسية بالغة وخاصة لدى الأطفال، ما ينذر بنتائج وخيمة على مستقبل أطفال قطاع غزة الذين يعانون من سوء التغذية وفقر الدم بسبب الجوع والعطش وتردي الأوضاع المعيشية. وفي ختام البيان شددت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" أن ما يحدث في قطاع غزة، خاصة للأطفال "انتهاك جسيم" لأحكام اتفاقية جنيف الرابعة، وخصوصا ما نصت عليه المادة (77) من البروتوكول الإضافي الأول من ضرورة إيلاء الأطفال احتراما خاصا، وأن تكفل الأطراف لهم الحماية والعون والعناية التي يحتاجونها.