حذّر مسؤولون فلسطينيون، أمس، من إبادة جماعية في قطاع غزة جراء إيقاف عمل وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" المسؤول الرسمي عن تقديم المساعدات الانسانية لسكان غزة الذين يعيشون كارثة إنسانية غير مسبوقة تحت القصف الصهيوني والحصار الخانق. قالت عضو هيئة العمل الوطني والأهلي الفلسطيني، رتيبة النتشة، بأن "إبادة جماعية" تحدث في قطاع غزة جراء إيقاف عمل وكالة الأونروا في القطاع، مستنكرة بشدة قرار عدة دول غربية وقف تمويل عنها. واعتبرت أن "إيقاف عمل الأونروا يعني إبادة جماعية لنحو 1.5 مليون نازح هم في حاجة ماسة إلى تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء في ظل الأوضاع الراهنة المتفاقمة جراء الانتهاكات الصهيونية المستمرة على غزة". وحمّلت المسؤولة الفلسطينية قوات الاحتلال مسؤولية توفير جميع المساعدات الإنسانية الإغاثية بشكل فعلي للنازحين مع إيقاف عمل الأونروا في غزة، مطالبة الدول التي علقت تمويلها بضرورة إعادة النظر في هذا القرار باعتباره مشاركة في تنفيذ المخططات الصهيونية والإبادة الجماعية في غزة. وأوضحت أن الحرب على غزة المستمرة منذ أكثر من 120 يوم تؤكد "فشل الاحتلال في جميع النواحي العسكرية والاستخباراتية والسياسية والإعلامية مع إعادة العديد من الدول حساباتها وعلاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني". من جانبه، أكد مدير عام المستشفى الأوروبي في غزة، يوسف العقاد، أن قوات الاحتلال لا زالت تمارس أبشع وأقسى درجات العنف ضد أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة، واصفا الأوضاع الراهنة جراء الانتهاكات الصهيونية في القطاع ب "المحرقة"، وقال بأن "الاحتلال يستهدف حاليا منازل المدنيين الآمنة في غزة مع عدم السماح لسيارات الإسعاف الوصول إلى الجرحى بما يعرض حياتهم للخطر والموت البطيء". كما حذّر المسؤول الصحي الفلسطيني من عواقب وخطورة تحلل جثث الشهداء في الشوارع وتحت الأنقاض في ظل صعوبة الدفن والوصول بسبب العراقيل الصهيونية في غزة، مشيرا إلى انتشار كبير للأمراض المعدية بين المواطنين من بينها التهاب السحايا والجهاز الهضمي والتنفسي داخل مستشفيات غزة. وأكد العقاد انشغال مستشفيات غزة في معالجة الحالات المصابة بالأوبئة في ظل انتشارها بصورة كبيرة بدلا من الاعتناء بالجرحى في العدوان الصهيوني. وهو ما ينذر بكارثة صحية هائلة في ظل ضعف الإمكانيات لاستيعاب لآلاف المرضى والجرحى وخاصة مع تهجير عدد كبير من الطواقم الطبية إلى مناطق غرب القطاع. ونفس الموقف عبر عنه المتحدث باسم حركة "فتح"، عبد الفتاح دولة، الذي أكد ضرورة وقف الحرب والعدوان الصهيوني على قطاع غزة الذي سجل أبشع مجازر العصر دون أن يكون هناك موقف حقيقي لدول العالم لوقف هذا العدوان، مشددا على أنه "لا فائدة من أي حوار لا يوقف العدوان الصهيوني". وقال المتحدث باسم حركة فتح "إذا كانت هناك إرادة أمريكية ودولية حقيقية تستجيب للصوت وللحق الفلسطيني سنكون أمام وقف إطلاق النار وإنهاء الاحتلال، لكن في ظل هذه المواقف المتناقضة وغير الضاغطة سنظل أمام مشهد دامي يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية". أما مسؤول الدائرة السياسية لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" في غزة، باسم نعيم، الذي يزور حاليا الجزائر، فقد حذر من خطورة قرار قطع التمويل عن الاونروا وشدّد على ضرورة التراجع عنه. وقال إن هذا القرار يمثل عقوبة للضحية ونصرة للجلاد باعتبار أن الاونروا وكالة أممية رسمية ذات تفويض سياسي مهمتها تنتهي مع عودة اللاجئين الفلسطينيين، وبالتالي قطع التمويل عنها لا يتعلق فقط بقطاع غزة وانما هو مخطط صهيوني منذ زمن لتصفية ملف اللاجئين.