أعلنت بريتيش بتروليوم أنها تعتزم استثمار ملياري دولار خلال السنوات الخمس القادمة في مشاريع النفط والغاز التي تعمل فيها بالجزائر، ونفت أن تكون لدى الشركة أية نية في مغادرة السوق الجزائرية. وقال السيد أكلي بريحي رئيس بريتيش بتروليوم الجزائر أمس في حوار مطول لوكالة رويترز للإنباء "ما زالت بي.بي (بريتيش بتروليوم) ملتزمة بالاستثمار في الجزائر.. ونحن نخطط لاستثمار ملياري دولار في مشروعاتنا القائمة بالفعل على مدى السنوات الخمس القادمة". وحسب نفس المسؤول فإن استثمارات الشركة ستشمل حفر ثلاثة آبار استكشافية جديدة في حقل غاز مبشر والحفاظ على مستوى الإنتاج في حقلين كبيرين للغاز تعمل فيهما "بي بي" بالاشتراك مع متعاملين آخرين إضافة إلى تشغيل أول مشروع على نطاق صناعي في العالم لاحتجاز وتخزين ثاني أكسيد الكربون المنبعث مع إنتاج الغاز. ويذكر أن استثمارات بريتيش بتروليوم في الجزائر خلال الاثنى عشر عاما الماضية بلغت إجمالا خمسة ملايير دولار مما أهلها لتكون ضمن أكبر المستثمرين الأجانب في البلاد. وأوضح السيد بريحي أن الشركة ستقوم بالاشتراك مع "شتات اويل هيدرو" النرويجية وسوناطراك بإنشاء مشروع للحفاظ على الضغط بتكلفة 800 مليون دولار في حقل عين صالح مطلع العام القادم وتخطط لحفر آبار جديدة للإنتاج في جنوب منطقة الامتياز. وأضاف أن الهدف هو الحفاظ على مستوى الإنتاج الحالي البالغ حوالي تسعة ملايير متر مكعب سنويا. وأضاف أن الشركاء الثلاثة لديهم مشاريع مشابهة قيد الإعداد لحقل عين أمناس الذي تبلغ طاقته الإنتاجية أيضا تسعة ملايير متر مكعب إلى جانب نحو 50 ألف برميل يوميا من مكثفات الغاز وغاز البترول السائل. ويذكر أن صادرات الجزائر من الغاز من حقلي عين صالح وعين أمناس اللذين تديرهما "بريتيش بتروليوم" بالاشتراك مع "شتات اويل هيدرو" وسوناطراك تشكل نحو ثلث صادرات الجزائر السنوية من الغاز. وأعلن المتحدث أن الشركة شرعت في دراسات سيزمية (وهي دراسات تستخدم المسح الثلاثي الأبعاد للتنقيب عن الغاز والبترول)، وأنها تخطط كذلك لحفر ثلاث آبار استكشافية جديدة بدءا من أواخر العام الحالي بشأن منطقة الامتياز بوراراهات لتحديد حجم احتياطيات الغاز. وذكر السيد بريحي في هذا السياق "حققنا كشفا واعدا السنة الماضية، ونأمل بحلول 2010 أن نحصل على صورة واضحة بشأن حجم احتياطيات الغاز في المنطقة". وحول سؤال يخص توسيع الشركة لنشاطها في حقول الغاز والبترول قال "إن قرارات الشركة بشأن الاستثمار في مناطق جديدة بالجزائر مرتبطة إلى حد كبير بالشروط التي تطرحها الحكومة". وحول المناقصة التي أعلنت عنها شركة سوناطراك مؤخرا وتخص التنقيب في عشرة مواقع جديدة والتي تعد "بريتيش بتروليوم" واحدة من عشر شركات أودعت ملفات للحصول على الصفقة أبدى رئيس فرع الجزائر رغبة كبيرة في فوز شركته بالمناقصة وقال "سنكون بالطبع مهتمين بدراسة إمكانيات المناطق التي طرحتها "شركة سوناطراك"، وأضاف "إن منطقة عقد عين صالح هي أيضا موقع مشروع ينظر إليه على أنه اختبار لمبادرات مستقبلية في أنحاء العالم لحبس وتخزين ثاني أكسيد الكربون الذي يسهم انبعاثه إلى الغلاف الجوي في تغير المناخ". ويتوقع أن يكلف هذا المشروع 100 مليون دولار يتم خلاله فصل ثاني أكسيد الكربون عن الغاز الطبيعي الذي يتم إنتاجه من عين صالح ودفنه على عمق حوالي كيلومترين تحت سطح الأرض. وقال السيد بريحي أنه تم تخزين أكثر من ثلاثة ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون منذ عام 2004، وأن المشروع فريد من نوعه بسبب نطاقه الصناعي وتأثيره الإيجابي على البيئة". وأضاف أن المشروع لا يدر أي عائد مالي على الشركاء الثلاثة لأنه غير مؤهل للمشاركة في نظام أرصدة الكربون بموجب بروتوكول كيوتو للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ. وأوضح أن الشركاء يعملون على إيجاد آلية قد تقبلها الهيئة المسؤولة عن تغير المناخ بالأمم المتحدة حتى تتمكن المشاريع المماثلة من جني عائد مالي ومن ثم إيجاد حافز من أجل إقامة مشاريع أخرى مماثلة.