❊ مستشار البنك الدولي: الجزائر كدولة رئيسية منتجة تعتبر نقطة تحوّل في السياسة الدولية ❊ كاوبي: تجربة الجزائر تؤهّلها لإحداث توافق واستقرار في السوق ❊ طرطار: الحوار في سياق دبلوماسية طاقوية لإحداث لحمة بين الفرقاء ❊ مداني: المعهد الدولي للغاز بالجزائر يلعب دورا محوريا في زيادة الاستكشافات ❊ كسر الهيمنة الأمريكية والتوجّه نحو نظام متعدّد الأقطاب ❊ مواجهة الضغوطات الجيوسياسية وتفادي حرب الأسواق أكد خبراء في الطاقة والاقتصاد ضرورة تحوّل منتدى الدول المصدرة للغاز إلى "منظمة" للدفاع عن مصالح المنتجين ومواجهة الأزمات الجيوسياسية وحرب الأسواق، والتصدي للهيمنة الأمريكية والجماعات الضاغطة التي تسيطر على السوق الدولية، مشيرين أن قمة منتدى الغاز التي ستحتضنها الجزائر ستكون نقطة تحوّل في العالم للدفاع عن هذه المصالح. ذكر مستشار البنك الدولي لشؤون الطاقة والخبير الدولي في أسعار النفط والسياسة الطاقوية، ممدوح سلامة خلال ندوة نظمتها الإذاعة الجزائرية أمس، حول "قمة منتدى الدول المصدرة للغاز"، أن هذه القمة التي تحتضنها الجزائر نهاية فيفري الجاري ستكون نقطة تحوّل نحو إنشاء منظمة للغاز شبيهة بمنظمة "أوبك" للنفط، للدفاع عن مصالح المنتجين، معتبرا أنه "من غير المعقول أن تفرض الولاياتالمتحدةالأمريكية التي لا تملك سوى 30% من احتياطات الغاز، توجهاتها على دول المنتدى التي تملك 70% من هذه الاحتياطات". وأضاف أن قمة الجزائر ستكون كذلك نقطة تحوّل في السياسة الدولية، يعوّل فيها على الدور الذي تلعبه الجزائر كدولة رئيسية منتجة ورابع مصدر للغاز في العالم، وعلى دورها الدبلوماسي الداعي للسلام دائما في منظمة "أوبك" لانتهاج نفس السياسة بمنتدى الغاز ومنظمته في حال تأسيسها. واعتبر الخبير الدولي أن القمة السابعة لمنتدى الغاز بالجزائر ستكون بالنسبة للمصدرين دفاعا عن النفس لإبراز الدور الرئيسي للغاز في الاقتصاد العالمي وضمان سوق مستقرة، مع الالتزام بمبدأ العدل في حاجة العالم للغاز. واعتبر أن هذه القمة جاءت في ظروف دولية "لا يمكن فيها فصل فكرة إنشاء منظمة للدول المصدرة للغاز عن التحول الذي تقوده روسيا والصين، لخلق نظام جديد في العالم متعدّد الأقطاب، يمكّن كل قطب من القيام بدور رئيسي، بعيدا عن الأحادية الأمريكية التي تتحكم في هذه السوق وعن الدولار الأمريكي كعملة فرضت نفسها كونها عملة النفط، ما جعل العالم رهينة للدولار وللعقوبات المالية التي قد تتعرض إليها أي دولة إذا وقعت في مشكل مع الولاياتالمتحدةالأمريكية". ويرى المتحدث أن هذا التحوّل سيعطي قوة للدول النامية، خاصة وأن بعض دول المنتدى أعضاء بارزون في منظمة "بريكس" التي باتت تتحكم في 37% من الاقتصاد العالمي، بفضل النمو الاقتصادي الكبير للصين، مشيرا إلى أن هذا التحوّل وعامل الوقت سيزحزحان القوة لصالح الدول النامية والعربية، بما فيها الجزائر المصدرة للنفط والغاز، خاصة وأن الطلب على الغاز يقدر اليوم ب48%، ومن المتوقع أن ترتفع تجارة الغاز من 450 مليون طن إلى 700 مليون طن في غضون 2040، بمعدل نمو يقدر ب3% كل عام، ما يعطي قوة سياسية واقتصادية للدول المنتجة. ولم يستبعد سلامة اصطدام فكرة تحوّل منتدى الدول المصدرة للغاز إلى منظمة بمعارضة قوية وضغوطات كبيرة من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي ظلت تعارض فكرة هذا الكارتل، مثلما عارضت في السابق انشاء منظمة "أوبك"، رغبة منها في حماية مصالحها وإبقاء أسعار النفط والغاز منخفضة لدعم اقتصادها ومساعدته على النمو. من جهته ألح الخبير الاقتصادي محفوظ كاوبي على ضرورة أن تركز قمة الجزائر على تفعيل المنطق البراغماتي، من خلال تفعيل الدراسات لتقريب وجهات النظر بين الدول الأعضاء، مؤكدا أن مصداقية الجزائر وتجربتها تؤهلانها للقيام بهذه المهمة لإحداث توافق واستقرار في السوق، بعيدا عن المواقف السياسية. ولفت إلى أن إحداث هذا التوافق يكون عن طريق إنشاء لجان تقنية ولجان مراقبة دائمة لمتابعة السوق ووضع استراتيجيات تتماشى مع متغيراتها لاتخاذ القرارات في الوقت المناسب، قصد مواجهة تحديات وضغوطات الدول المستهلكة وتجنب الاصطدام بحرب الأسواق، لصالح فئة دون الأخرى، مؤكدا بأن المنتدى مطالب بالخروج بورقة طريق للدفاع عن مستقبله في ظل عدم استقرار الأسعار التي ستؤثر على الاستثمارات. وثمّن الخبير في الطاقة أحمد طرطار هذا الطرح، حيث قال إن الظروف الراهنة تحتم على دول المنتدى الخروج بوثيقة مهمة، من خلال تعميق الحوار في سياق الدبلوماسية الطاقوية للجزائر، التي تلعب دور الوسيط لإحداث لحمة بين الفرقاء، على غرار السعودية وإيران، للخروج باستراتيجية عمل واضحة وبعث تعاون لاستحداث استثمارات جديدة تنمي الاحتياطات وتجدد مجالات استخدام الغاز. أما الخبير لخضر مداني، فأكد أن قمة الجزائر مطالبة بإيجاد خطة عمل فعالة، لمواجهة الصدمات التي قد تعرفها سوق الغاز في ظل الظروف الجيوسياسية بعد الحرب الروسية- الأوكرانية والتوترات في باب المندب، التي ستكون لها تأثيرات كبيرة على سوق الغاز، مشيرا إلى أن المعهد الدولي للغاز الذي سيقام بالجزائر سيلعب دورا محوريا في قضايا البحث والتطوير في الصناعة الغازية والبحوث المتعلقة بزيادة استكشافات جديدة.