شددت الدكتورة صارة لطيفة دحماني، مختصة في التغذية الصحية، على هامش مشاركتها في الطبعة السابعة للصالون الوطني للسرطان والوقاية منه، على أهمية اتباع نظام غذائي سليم، للوقاية من مختلف الأمراض والعلل لاسيما السرطان، مشيرة الى أن الاشخاص اليوم يتبنون الكثير من العادات الخاطئة، سواء في الأكل أو خلال الطبخ وتحضير الطعام، موضحة أن أكثر المشاكل الصحية ناتجة عن طريقة تحضير الطعام. أوضحت المختصة في التغذية، أن القلي وتشبيع الأكل بالدهون بمختلف أنواعها نباتية كانت أو حيوانية، يجعل الغذاء غير سليم، مضيفة أن هذه الطريقة في الطبخ، تتسبب في الطهي الزائد للأكل ما ينتج عنه مركبات كيماوية ضارة، وتراكمها في الجسم وما تنتجه من التهابات، وكذا احتمال الإصابة بالسرطان، بمختلف أنواعه. وأشارت المتحدثة، الى أن للغذاء الصحي والسليم دور كبير في الوقاية من السرطان، بداية من تفادي السمنة المفرطة، التي قد تكون منطلق الكثير من العلل والخلل في الجسم، وكذا تجنب تناول الأغذية الغنية بالدهون المشبعة، وتلك الغنية بالبروتينات، خاصة ذات المصدر الحيواني، التي تحتوي على نسب عالية من الدهون، واستبدالها بالخضار والفواكه، لكونها غنية بالفيتامينات والمعادن والألياف، أهمها الفيتامين سي، حمض الاسكوربيك، باعتباره مضادا للأكسدة، الكيوي، الفراولة، الفلفل الأحمر والأصفر، المعدنوس، الليمون، والبرتقال، إلى جانب الفيتامين أ، المعزز للمناعة ومضاد طبيعي للأكسدة، كالحليب، البيض، الزبدة، الجبنة، الكبد، والبطاطس، وفيتامينات أخرى كالفيتامين "ه"، وحمض الفوليك، والفيتامينات المتواجدة في الحبوب الكاملة، إلى جانب السبانخ، الموز، والبروكلي ، وكذا الزنك والسيلينيوم المتواجد في بعض المكسرات والفواكه الجافة. وأكدت المختصة أن التغذية الصحية والسليمة، تقي ضد السرطان وفعالة أيضا خلال مرحلة العلاج، مشيرة إلى أنه كلما كانت الأغذية صحية وسليمة، كلما زادت فرصة التعافي، خاصة أن بعض الأطعمة تعزز انتشار الخلايا السرطانية في الجسم، كالسكر، الذي يعد الطعام الأساسي لتلك الخلايا الخبيثة، وتكاثرها وانتشارها في الجسم. وتقول دحماني:" الحديث عن التغذية الصحية السليمة لا يكفي أبدا، خصوصا أن سلامتنا تبدأ بسلامة صحوننا، فالتغذية السليمة والصحيحة، تساعد على تعويض الأنسجة التالفة ببناء أنسجة جديدة، وتقلّل من الشعور بالخمول وتعطي الشعور بالقوة والحيوية، باعتبارها تساعد في تقوية الجهاز المناعي، وهذا ما يقلل فرص انتقال العدوى والاصابة بالالتهابات". ولحياة صحية أكثر لاسيما لمرضى السرطان المتعافين، تقول المختصة، من الضروري تبني نظام غذائي سليم، خالي من المواد المكررة، والمضافات الكيماوية، والزيوت المهدرجة، واستبدال كل ذلك بخضار موسمية طازجة، والاعتماد على الأواني الصحية للطبخ وللأكل، خاصة الطين، وإدراج كل من زيت الزيتون وخل التفاح، لأن هذا المزيج فعال ضد الاكسدة، وحموضتها تعدل حموضة الجسم كل ذلك يفيد في الشفاء وتقوية المناعة. وأشارت المتحدثة، إلى أن البكتيريا النافعة للمعدة، غير أن الكثيرين يهملون هذا التفصيل، خصوصا أنه يساعد في عملية الهضم، بفضل البكتيريا الحميدة التي يمكن الاستفادة من مزاياها، بإدراج الخمائر في الغذاء كاللبن والرائب، الشوفان المخمر، مع الإكثار من شرب الماء وممارسة نشاط رياضي، أو على الأقل حركة فيزيائية كالهرولة أو المشي يوميا وبصفة منتظمة.