تشهد محلات بيع المأكولات الخفيفة إقبالا كبيرا عليها من طرف المستهلك الجزائري، الذي اصبح يفضل مثل هذه الأنواع من الأغذية السريعة التحضير، والتي تستهوي الصغير قبل الكبير، غير آبهين بنوعية المواد الغذائية المستعملة من جهة، وطريقة تحضيرها من جهة أخرى، وهو ما يقودنا إلى التساؤل إذا ما كان اصحاب المحلات يحترمون شروط النظافة اللازمة التي تضمن سلامة صحة المستهلك... فمع حلول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة يزداد خطر تناول المأكولات السريعة، على غرار ما يعرف ب"الشاورمة" التي لا يكاد أي محل لبيع المأكولات يخلو من تحضيرها، وعندما استفسرنا عن كيفية اعدادها ومكوناتها الاساسية أجابنا "سفيان" شاب صاحب محل لبيع الشاورمة " نحن نستعمل لحم الديك الرومي لتحضيرها لأنه الاصل، وهذا لا يمنع استعمال لحوم اخرى كلحم الغنم، وهي تعد بتقطيع اللحم شرائح رقيقة نقوم بتتبيلها توضع فوق بعضها البعض ويتم ضغطها لتتخلص من الزيت الزائد، أما عن سر نجاح تحضيرها فهو عدم تعرضها أثناء اعدادها لنار أكثر من اللازم لكي لا يحترق اللحم كليا".. وهذا ما دفعنا إلى سؤاله عن سبب وضع الفرن الخاص بتحضير "الشاورمة" على ناصية المحلات وعلى مرأى المارة معرضة لدخان السيارات، الغبار وكل الملوثات الاخرى الموجودة بالجو، ما يؤدي في أغلب الاحيان الى أكسدة الاطعمة نتيجة تعرضها للهواء وبالتالي حدوث تسممات غذائية، خاصة في فصل الصيف الحار، وهنا رد المتحدث أن الأمر يعود الى الحرارة المنبعثة من الفرن الخاص ب"الشاورمة"، الأمر الذي يجبر المحلات على وضعه عند قارعة الطريق.. نافيا أن يكون محله تعرض لحالات تسمم غذائية. في حين يبرر صاحب محل ثان تصرفه قائلا أن الحرارة القوية للنار أثناء الطبخ لا تبقى على أي نوع من الجراثيم، لكن مصالح بلدية الجزائر الوسطى قامت مؤخرا بمطالبة كل محلات بيع الاغذية السريعة (فاست فود) بعدم وضع الافران ولا ثلاجات بيع المثلجات عند قارعة الطريق، مع اجبارهم على ادخال كل بضاعتهم الى داخل المحل. من جهتها كثفت مصالح التجارة خرجاتها التفتيشية الفجائية مع الحرص على فرض عقوبات على المخالفين. وخلال الزيارة الميدانية التي قادتنا الى عدد من هذه المحلات، فإن اصحاب هذه المحلات ينشطون وهم غير مبالين بشكاوى المواطنين.