تحت شعار "القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية"، انطلقت سهرة ليلة الأربعاء الماضي فعاليات مهرجان جميلة العربي في نسخته الخامسة والتي تمتد إلى غاية الرابع عشر من الشهر الجاري، وسطرت لها محافظة المهرجان بالتنسيق مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام برنامجا فنيا متنوعا، حيث ينتظر أن يتمتع جمهور كويكول على مدار عشر ليال متتالية بأطباق فنية متنوعة راقية بأصوات كوكبة كبيرة من ألمع الأسماء الفنية الجزائرية والعربية. لم يخالف جمهور جميلة العادات التي ألفتها كويكول مع كل طبعة من مهرجانها السنوي، من فضوليين أو عشاق أو متذوقيا للفن والطرب العربي، جسده الحضور الجماهيري المكثف الذي اكتظت به ساحة سيبتيم سيفير بالموقع الأثري، لم تمنعهم بعد المسافة أو الحرارة التي تشهدها المنطقة هذه الأيام، جاءوا من مختلف مدن ولاية سطيف وحتى من بعض الولايات المجاورة لها كقسنطينة و ميلة والمسيلة وحتى من الجزائر العاصمة، جمعتهم جميلة في ليلة أخرى من لياليها الجميلة، فكان الموعد في سهرة ليلة الأربعاء مع افتتاح المهرجان العربي الخامس.. مهرجان جميلة اكتسى هذه السنة حلة جديدة من ناحية الديكور داخل الموقع الأثري للمدينة، زاده قوس الإمبراطور كاراكالا جمالا ورونقا، أراد من خلاله المشرفون أن يكون عربون محبة وإخاء ووقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني الشقيق.. فعكس الطبعات السابقة أين كان يفتتح على أنغام الصراوي الصداح المميز لأعراس وأفراح المنطقة، حملت السهرة الأولى بصمة لبنانية بحتة حملت توقيع الفرقة العالمية كاراكالا، فبعد مراسيم الافتتاح التي أشرف عليها والي الولاية، وحضرها عدد كبير من سلطات سطيف وبعض الولايات المجاورة، كان الجمهور على موعد مع الرقص التعبيري وجمال الأزياء في عرض فني رائع يعرض للمرة الأولى بالجزائر والثانية منذ إنتاجه بعدما تم عرضه بالمهرجان الدولي "بعلبك" صنعته وأبدعت فيه كاراكالا.. كاراكالا التي سبق لها أن حلت ضيفة على جميلة في مهرجانها الثاني سنة 2006 وأبهرت الجمهور آنذاك بعرض مسرحي بعنوان "فرسان القمر" وكان محل إعجاب وتجاوب كبيرين من طرف الجمهور، جاءت هذه السنة بقيادة مؤسسها المايسترو عبد الحليم كاراكالا وبجعبتها عملا فنيا آخر لا تجيده إلا كاراكالا عبارة عن أوبيرات بعنوان "الضيعة". فعلى مدار الساعتين من الزمن وسط ديكور طبيعي جد رائع، أبهرت كاراكالا بكوكبة من نجوم الطرب العربي تتقدمهم الفنانة هدى حداد شقيقة شحرورة لبنان فيروز، استمتع فيها جمهور جميلة بلوحات فنية رائعة جسدته الفرقة بحرفية كبيرة التي يتميز بها أعضاء هذه الفرقة العالمية من مستوى رفيع من رقص تعبيري وجمال الأزياء، الضيعة تروي قصة حب ويتصارع فيها الشر مع الخير وأزمة اختلاف فئتين من وطن واحد وعرق واحد، جمعتهم روابط الأرض والتاريخ والمصير المشترك وفرقتهم الإيديولوجيات، ومن أجل مصير الأبناء والأرض توضع جميع الصراعات والحساسيات جانبا وهو ما تخلص إليه قصة الضيعة.