مع دخول العدوان الصهيوني الجائر على قطاع غزّة شهره السادس، بلغ عدد الضحايا من الشهداء والجرحى والمفقودين حتى الآن حوالي 110 ألف، ناهيك عن نزوح 90 بالمائة من المواطنين واضطرارهم لمغادرة منازلهم تحت القصف الصهيوني المكثف والمستمر وانعدام كل سبل الحياة. سجل المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة في آخر الإحصائيات قدمها أمس، تزامنا مع اليوم 155 للحرب الصهيونية البشعة على غزّة، ارتكاب جيش الاحتلال ل2721 مجزرة راح ضحيتها 33 ألفا و860 شهيد ممن وصلوا إلى المستشفيات من ضمنهم 13 ألفا و500 طفل 23 من هؤلاء الأطفال استشهدوا نتيجة المجاعة. ومن بين الشهداء 9 آلاف امرأة و364 شهيد من الطواقم الطبية و48 من عناصر الدفاع المدني و133 شهيد من الصحفيين، إضافة إلى تسجيل 7 آلاف مفقود و72 ألفا و524 جريح تشكل نسبة الأطفال والنساء 72 بالمئة من مجمل الضحايا. وتشير الإحصائيات إلى أن 17 ألف طفل يعيشون دون والديهم أو أحدهما، في حين يحتاج 11 ألف جريح للسفر العاجل لإنقاذ حياتهم الخطيرة، ويعاني 700 ألف شخص من الأمراض المعدية التي أصيبوا بها نتيجة النزوح، منها 8 آلاف حالة عدوى التهاب الكبد الوبائي الفيروسي. كما تم إحصاء 10 آلاف مريض بالسرطان يواجهون خطر الموت و60 ألف سيّدة حامل معرضة للخطر لعدم توفر الرعاية الصحية و350 ألف مريض مزمن معرضون للخطر بسبب عدم إدخال الأدوية.ولا تتوقف جرائم الاحتلال عند هذا الحد، حيث تم اعتقال 269 من الإطارات الطبية و10 صحفيين ممن عرفت أسماؤهم، وتسبب العدوان في نزوح مليوني فلسطيني في كامل قطاع غزّة المنكوب والمحاصر والمحروم من أدنى مقومات الحياة.تضاف إلى كل ذلك سياسة التجويع التي يواصل هذا الاحتلال الغاشم ممارستها ضد سكان غزّة، حيث تؤكد السلطات الفلسطينية بأن 120 ألف أسرة تعاني مجاعة حقيقية في شمال القطاع، في وقت لم تدخل فيه المساعدات الإنسانية فيما لا تعتبر تلك التي تم إنزالها جوا كافية، محذّرة من تعمّد الاحتلال إعاقة إدخال المساعدات في إطار سياسة التطهير العرقي وحرب التجويع التي يتفنن في انتهاجها. على مستوى المباني بلغت الأضرار والخسائر المباشرة المسجلة أكثر من 30 مليار دولار، شملت أضرار المساكن والمنشآت والبنى التحتية من شبكات الطرق والكهرباء والمياه والصرف الصحي. وتشير إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي، إلى أن الاحتلال الذي ألقى على قطاع غزّة 70 ألف طن من المتفجرات تسبب في تدمير 290 ألف وحدة سكنية، منها 70 ألف وحدة تعرضت لتدمير كلي، حيث أن 80 بالمائة من المنازل في محافظة غزّة وشمالها أصبحت غير صالحة للسكن، كما أخرج 32 مستشفى عن الخدمة و53 مركزا صحيا، واستهدف 155 مؤسسة صحية و162 سيارة إسعاف ودمر 287 مسجد و3 كنائس ودمر 200 موقع أثري وتراثي. مثل هذه الأرقام المروّعة والصادمة في الأرواح والخسائر المادية الضخمة، تدعم تأكيد رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، بأن العدوان الصهيوني على قطاع غزّة حطم "كل معاني الإنسانية المشتركة". وقالت سبولياريتش، في بيان لها إنه بعد أكثر من 5 أشهر من هذا العدوان الدامي والمدمر "يتدهور الوضع في قطاع غزّة كل ساعة ولا يوجد مكان آمن للذهاب إليه". وشددت على أنه يجب على الكيان الصهيوني باعتباره القوة المحتلّة أن "يلبي الاحتياجات الأساسية للسكان أو أن يسهل توصيل المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق".