أكد ممثل الجزائر الدائم لدى الأممالمتحدة، عمار بن جامع، أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل خاملاً بينما تنزف الحياة من غزة، كما لا يمكن يترك الشعب الفلسطيني يعاني منذ ستة أشهر من الهمجية والعقاب الجماعي، قائلا "باسم الإنسانية، يجب أن نتحرك الآن". أوضح بن جامع في كلمة له خلال اجتماع مجلس الأمن، بطلب من الجزائر، حول المجاعة وحماية العاملين في المجال الإنساني في غزة، يتزامن مع قرابة ستة أشهر من العدوان الهمجي على القطاع، " نجتمع اليوم مرة أخرى وسيبلغ العدوان على الشعب الفلسطيني البريء ستة أشهر في غضون يومين، ستة أشهر من المعاناة لشعب غزة، ستة أشهر تختبر إنسانية كل واحد منا، ستة أشهر تختبر النظام الدولي وقدرتنا على الحفاظ على العيش المشترك للأجيال القادمة"، واشار السفير إلى أنه لمعالجة هذا الوضع، أصدرت محكمة العدل الدولية أمرين للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني. إلا أن قوة الاحتلال لم تمتثل لذلك، كما طالب مجلس الأمن بوقف فوري لإطلاق النار من خلال قراره رقم 2728. مع ذلك، وبعد مرور أكثر من عشرة أيام على اعتماده، ترفض سلطة الاحتلال تنفيذه بشكل صارخ. وأكد أنه "ليس من المستغرب أن تكون آلة قتل ترتكب كافة انتهاكات القانون الدولي مع الإفلات التام من العقاب"، وتابع بالقول "الجريمة المرتكبة ضد موظفي المطبخ المركزي العالمي ليست مفاجئة وليست استثناءً". وبعد أن أشار إلى أن التغطية الإعلامية الواسعة والغضب لن يكون له ما يبرره إذا لم يكن مساوياً للغضب الذي لحق بقتل المدنيين الفلسطينيين، تساءل بن جامع "هل ينبغي أن ننسى أن قوة الاحتلال قتلت أكثر من 33 ألف فلسطيني، أكثر من 70% منهم أطفال ونساء، منذ 7 أكتوبر؟.. هل يجب أن نتذكر أن 224 من عمال الإغاثة قتلوا على يد قوة الاحتلال منذ 7 أكتوبر؟.. هل يجب أن نتذكر أن 484 من العاملين في المجال الصحي قتلوا منذ 7 أكتوبر؟". واعتبر السفير أن "قتل العاملين في المجال الإنساني في غزة هو استمرار لعقيدة القمع والاحتلال التي تمارس في فلسطين"، قائلا " لقد قلنا ذلك، ونكرره مرة أخرى اليوم: لا يمكن أن يُطلب من الجهات الفاعلة الإنسانية أن تعمل على الرغم من المخاطرة بحياتهم.. لا يمكن خلق هذه الظروف إلا وقف فوري لإطلاق النار، وإلا فإن الشعب الفلسطيني يخاطر بالترك ليتدبر أمره بنفسه، وسيكون الأسوأ لا مفر منه: الآلاف من الوفيات بسبب الجوع، كما توقعت تقارير مختلفة". الجزائر تأسف لعواقب منع وصول المساعدات لأطفال غزّة الاحتلال الصهيوني أفرز واقعا مرعبا في فلسطين أعرب ممثل الجزائر الدائم لدى الأممالمتحدة، عمار بن جامع، عن أسفه للعواقب "الوخيمة" الناجمة عن منع وصول المساعدات الإنسانية لأطفال غزّة، مرجعا هذه الوضعية إلى قوة الاحتلال في فلسطين الذي أفرز واقعا مرعبا. قال بن جامع، في مداخلة ألقاها خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، حول موضوع "مواجهة عواقب منع وصول المساعدات الإنسانية إلى الأطفال في زمن النزاعات المسلّحة" الأربعاء الماضي، إن "قوة الاحتلال في فلسطين تمنع بشكل متعمّد منذ أشهر وصول المساعدات الإنسانية، مما يتسبب في عواقب إنسانية فظيعة ينجم عنها خاصة موت الأطفال من سوء التغذية والجفاف ونقص العلاج". كما أشار إلى أن "أولئك الذين سيبقون على قيد الحياة، سوف يعانون من الآثار مدى الحياة ولن يتمكنوا من النمو والتطور كما لو كانوا في وضع طبيعي، فأحلامهم تكون قد تحطمت". وذكر بن جامع، في هذا الخصوص بأن منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) كانت قد أكدت في فيفري الماضي، أن الأطفال في قطاع غزّة يموتون بوتيرة مأساوية، حيث قتل الآلاف منهم وجرح آلاف آخرون، مبرزا أن "التقديرات تشير إلى أن حوالي 1,7 مليون شخص قد هجروا داخل البلاد وأن النصف منهم من الأطفال، زيادة على أكثر من 17 ألف طفل جريح وبدون عائلة على قيد الحياة، كما تم إحصاء أزيد من 600 ألف طفل في رفح تحت الحصار ولا يجدون مكانا يلجؤون إليه". وأضاف أن وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، قد أشارت إلى أن عدد الأطفال الذين قتلوا بغزّة في الأشهر الأخيرة، كان أكبر من عدد الأطفال الذين قتلوا خلال أربع سنوات من النزاعات في العالم، مستطردا في هذا الصدد بالقول "في الوقت الذي نجتمع فيه الآن، لا يزال الأطفال يواجهون صعوبات في الحصول على المساعدات الإنسانية والتي تكون في بعض الأحيان شديدة". وعليه أكد بن جامع، أن "المسؤولية عن مصير الأطفال الذين مستهم الحرب تقع على عاتق هذا المجلس، لاسيما من خلال فريقه العامل حول الأطفال والنزاعات المسلّحة، إلى جانب مكتب الممثل الخاص للأمين العام المكلف بالأطفال والنزاعات المسلّحة وآلية الرصد والإبلاغ". كما شدد بشكل خاص على "الأعمال الأخرى الضرورية التي يجب القيام بها من أجل التوصل إلى الرد الدولي على الأزمات الإنسانية"، داعيا إلى "تعزيز آليات المتابعة لاسيما من خلال تحسين جمع البيانات والمرافعة من أجل العبور الآمن ودون عراقيل للعاملين في المجال الإنساني والإمدادات دون شروط مسبقة". ودعا بن جامع، إلى إدراج "رفض المساعدة الإنسانية" في جدول أعمال مجلس الأمن، ضمن الانتهاكات التي تستدعي إدراج الأطراف في مرفق التقرير السنوي للأمين العام عن الأطفال والنزاعات المسلّحة والمرتبطة بالانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها الأطفال في حالات النزاعات المسلّحة. كما تابع يقول "الأطفال يتأثرون بشكل متفاوت بالنزاعات المسلّحة، خصوصا بالانتهاكات الستة الخطيرة التي يدينها مجلس الأمن. ولا ينبغي أن يقع الأطفال ضحية للنزاعات". وأكد الدبلوماسي، أنه يأمل أن "يكون هذا الاجتماع حافزا للعمل"، قائلا في هذا الصدد "لنحاسب مرتكبي هذه الأعمال ولنعطي الأولوية لوصول المساعدات الإنسانية لضمان تلبية احتياجات الأطفال في النزاعات المسلّحة". ي. ك