احتضنت قاعة الفكر والأدب ببسكرة، مؤخرا، ندوة أدبية ماتعة من تأثيث الجمعية الخلدونية للأبحاث والدراسات التاريخية، بالتنسيق مع فرع اتحاد الكتّاب الجزائريين؛ احتفاء بالإصدار الجديد للكاتب عبد القادر صيد المعنون ب«طقس هادئ" . وهو عبارة عن مجموعة قصصية شيّقة ذات نكهة خاصة، بما تحمله من عمق فلسفي، وبلاغة لغوية في ذروة الإبداع. وأشرف على تأطير الندوة الاحتفالية عن جدارة، الدكتور سليم كرام من جامعة "محمد خضير" . وقدّم الأديب الناقد عبد الله لالي قراءة انطباعية للمجموعة القصصية "طقس هادئ" ؛ حيث سبر أغوارها، وكشف ما تحتويه من جواهر ولآلئ ذات قيمة أدبية، مبرزا أهمّ ما تتضمّنه من صور بيانية رائعة مركّبة ومتتالية ذات نسق مجازي متعدّد الأوجه، تحمل ميزة الإسقاطات على الواقع، مشيرا إلى أن هذه المجموعة القصصية لا تخلو من لمسة صوفية، إضافة إلى أنها تعتمد في سردياتها على المقارنة والتناص القرآني، وهذا بأسلوب قويّ متين، وتكثيف للعبارات. للإشارة، كانت مداخلات الحاضرين من الأدباء والشعراء والكتاب بما حملته من ملاحظات وتساؤلات وجيهة، في الصميم. ومن بين المتدخلين جمال الدين خنفري، الذي ثمّن هذا المنجز الأدبي، متطرقا للعلاقة القديمة التي جمعته بالأديب، وما تتطلبه القصة القصيرة جدا في كتابتها، من ملامح وإرهاصات؛ ما يجعلها صعبة، وفي غير متناول كلّ من رفع القلم وسوّد القرطاس، على حد تعبيره.