أكدت صورية مولوجي، وزيرة الثقافة والفنون، أمس، بقصر الثقافة "مفدي زكريا" في الجزائر العاصمة، أنها تضع الثقة الكاملة في الطاقات الجزائرية، من مهندسين وباحثين أثريين، وقدرتهم على كل التحديات اللازمة في مجابهة أي خطر قد يواجه التراث الثقافي الجزائري، من خلال تأهيل مهندسين معماريين متخصصين في المعالم التاريخية، وعددهم 123 مهندس، موزعون على 27 ولاية. قالت الوزيرة، خلال إشرافها على اختتام شهر التراث، إن هذه الثقة استمدتها بعد أن اطلعت وأشرفت على افتتاح واستلام عدد من مشاريع الترميم، وتفقد بعض منها، والتي لا تزال الأشغال جارية بها، وتابعت "وتزداد ثقتنا وسعادتنا بتسليم شهادات التأهيل ل7 مهندسين جدد، سيساهمون إلى جانب كل الخبراء، في حماية تراثنا الثقافي". وقدمت مولوجي بعض التوصيات لتحسين البرامج الثقافية المستقبلية، خاصة فيما يتعلق بالترويج والتسويق الجيد لتراثنا الثقافي، من أجل زيادة الوعي والمشاركة الفعالة لكل شرائح المجتمع في مهمة حمايته، وكذا تنويع المواضيع وتضمين مجالات المعارض الثقافية برؤى جديدة، لاستهداف جمهور الشباب وإدماجهم في مهمة الدفاع عن إرثه الثقافي. صدور المرسوم التنفيذي لمركز إقليمي لصون التراث غير المادي في إفريقيا كشفت صورية مولوجي، بناء على توجيهات رئيس الجمهورية، بخصوص دعم وصون التراث الثقافي غير المادي على المستوى الوطني والإفريقي، أنه صدر بتاريخ 9 أفريل 2024، المرسوم التنفيذي المعدل والمتمم للمرسوم التنفيذي رقم 20-166، والذي يحدد تنظيم وسير المركز الإقليمي بالجزائر لصون التراث الثقافي غير المادي في إفريقيا، من الفئة 2، تحت رعاية "اليونسكو". وأضافت أنه تم بموجب هذا النص، تغيير الطبيعة القانونية للمركز من مؤسسة عمومية ذات طابع إداري، إلى مؤسسة عمومية ذات طابع علمي وتكنولوجي، استجابة للتوصيات المتضمنة في التقرير التقييمي للمركز الذي أعدته هيئات "اليونسكو" في شهر ماي 2023. وسيقوم المركز تحت رعاية "اليونسكو"، بنشاطات الدعم والمساعدة والخبرة العلمية والثقافية في مجال صون التراث الثقافي غير المادي والبحث العلمي، على المستويين الوطني والإفريقي، كما سيتولى مهمة ترقية التراث الثقافي غير المادي وصونه وطنيا وإقليميا، وفقا للمسؤولة الأولى على قطاع الثقافة. رقمنة 12 خزانة من المخطوطات أعلنت الوزيرة رقمنة خزائن المخطوطات بولاية عين صالح، خلال هذا الشهر، وكان مجموع الخزائن المرقمنة اثني عشرة (12) خزانة واثنان وسبعون (72) مخطوطا، إلى جانب ألف واثنان وخمسون (1052) وثيقة من العقود، والجهود متواصلة في هذا الإطار، خاصة أن الجزائر غنية بالمخطوطات التي هي بحاجة إلى الرقمنة والترميم، وجاءت هذه العملية تطبيقا لتوصيات الندوة العلمية والورشات التدريبية حول تقنيات حفظ وحماية المخطوط من الكوارث، والتي انعقدت السنة الفارطة. جودة المحتوى العلمي والثقافي لشهر التراث أكدت وزيرة الثقافة والفنون، أن شهر التراث هذه السنة، شهد جودة في المحتوى العلمي والثقافي، لاسيما في الندوات والورشات العلمية المنظمة من طرف مختلف المؤسسات الثقافية والمتحفية، مع تنظيم 57 ندوة، شارك فيها ما يزيد عن 200 باحث في التراث الثقافي من مختلف جامعات ومراكز البحث الوطنية، إلى جانب مشاركة الأشقاء من دولة فلسطين، والصحراء الغربية. ولمس المساهمة النوعية للأسلاك الأمنية والعسكرية وللجمهور وجمعيات المجتمع المدني في مختلف فعاليات شهر التراث الثقافي، ما أعطى للأنشطة الثقافية صبغة التفاعلية المنشود الوصول إليها. وذكرت المتحدثة، أن شهر التراث الثقافي لهذه السنة، شهد ورشة عمل كبرى حول "التراث العمراني ومهارات البناء التقليدي في جنوب البحر الأبيض المتوسط"، والتي نظمت بولايتي أدرار وتيميمون، فكانت فرصة لتبادل الخبرات والمعرفة حول تقنيات البناء التقليدية. وعلى صعيد آخر، اهتم قطاع الثقافة بدعم كل الشركاء، لاسيما الأمنيين العاملين في مجال حماية التراث الثقافي، وعليه تم تنظيم دورة تكوينية لفائدة إطارات المديرية العامة للأمن الوطني بالمدرسة العليا للشرطة. وقد انتظمت الورشة التكوينية الأولى لفائدة سلك القضاة، لتكون خاتمة شهر التراث الثقافي لسنة 2024، والتي يراد من خلالها تعزيز المعارف القانونية للقضاة بمعارف تقنية، تصب في أهمية حماية التراث الثقافي الوطني، لما يتمتعون به من دور فعال في هذا المجال الحيوي.إلى جانب ما سبق، حسب الوزيرة، شهد شهر التراث الثقافي لسنة 2024، تنظيم الملتقى الوطني حول نتائج الأبحاث الأثرية في الجزائر، هذا الملتقى العلمي الهام، جاء لاستعراض أحدث الدراسات والاستكشافات الأثرية، وقالت "كانت فرصة مواتية لتبادل الخبرات في حفظ وتوثيق تاريخنا وثقافتنا"، وجاء الملتقى أيضا بمثابة تتويج لكل الجهود والتطورات التي يعرفها البحث الأثري في الجزائر، خلال السنوات الأخيرة. تكريم 3 أسماء بوسام الباحث الأثري أشرفت وزيرة الثقافة والفنون، في نهاية اللقاء، على تكريم ثلاثة أسماء وزانة بوسام الباحث الأثري، باحثين وخبراء ومهندسين معماريين وعلماء آثار، نظير اكتشافاتهم وأبحاثهم الأثرية وإسهاماتهم الكبيرة في حماية والرقي بتراثنا الثقافي، ويتعلق الأمر بكل من الأستاذ محمد المصطفى فيلاح، والدكتور عز الدين بويحياوي والأستاذ محمد البشير شنيتي. وحسب المتحدثة، فهي جهود تنبئ عن حرص الدولة الجزائرية على دعم الباحثين الأثريين، لينالوا المكانة المرموقة في هذا المجال، وشهد مراسم الاختتام، تسليم شهادات التكوين المتخصص للقضاة المشاركين في الورشة التكوينية في مجال حماية التراث الثقافي، المنظمة من طرف وزارة الثقافة والفنون لفائدة سلك القضاة. كما أشرفت مولوجي على تكريم إطارات سابقة بوزارة الثقافة والفنون، وهم رشيدة زادم، مراد بتروني وياسين واقني، فضلا عن تكريم مديري المتاحف الحاليين والسابقين.