أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، أمس، أن المقاومة ستستمر بعد المذبحة الصهيونية المروعة التي اقترفتها قوات الاحتلال أمس ضد مخيم النصيرات وسط قطاع غزة وخلفت ارتقاء ما لا يقل عن 210 شهيد و400 مصاب في حصيلة أولية. وفي تصريح صحفي، قال هنيّة "الاحتلال الصهيوني لا يزال يواصل ارتكاب المجازر ضدّ شعبنا والأطفال والنساء والتي تجري فصولها الآن في النصيرات ودير البلح وسط قطاع غزّة"، وأضاف أن "العالم صنّف الاحتلال بأنه من قتلة الأطفال، لكنّه عاجز عن وضع حد لحرب الإبادة التي يتعرّض لها شعبنا"، مؤكدًا "شعبنا لن يستسلم، والمقاومة ستواصل الدفاع عن حقوقنا في وجه هذا العدوّ المجرم". كما أكد هنية أنه "إذا كان الاحتلال يعتقد أنه يستطيع أن يفرض علينا خياراته بالقوّة فهو واهم"، مضيفا بالقول "الاحتلال فشل عسكريا وسقط سياسيا وهو ساقط أخلاقيًا وعلى العالم أن يتحرك"، مشددا على أن حماس لن توافق على أي اتفاق لا يحقق الأمن لشعبنا أولا وقبل كل شيء". وبينما ختم المسؤول السياسي لحركة حماس بدعوة شعوب الأمة وأحرار العالم كافة إلى أن ينتفضوا في وجه هذه المجازر الوحشية وارتقاء العشرات من الشهداء المدنيين، أوعز الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث تداعيات المجزرة الدموية في النصيرات. وتوالت ردود الفعل الفلسطينية المندّدة بمذبحة النصيرات، حيث قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، أمس، أن هذه المجزرة الجديدة هي رسالة "تحد للمجتمع الدولي وقراراته". وأشار فتوح في بيان للمجلس إلى أن قصف الاحتلال لمخيم النصيرات الذي يعج بعشرات الآلاف من النازحين من شمال وجنوب قطاع غزة هو جريمة ومجزرة تضاف إلى سجل الاحتلال الإجرامي الأسود وتتحمّل الإدارة الأمريكية المسؤولية عن ذلك، وأضاف أن ما يحدث في مخيم النصيرات وقطاع غزة هو ضرب بعرض الحائط بالقانون والقرارات الدولية، ومحكمة العدل الدولية والأمم المتحدة. وطالب فتوح، المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة والتدخل لتنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية لوقف جنون وإرهاب الكيان الصهيوني وتوفير الحماية للفلسطينيين في قطاع غزة من الإبادة والتهجير القسري وفرض العقوبات على الاحتلال وقادته. وتوسعت موجة التنديد إلى مستوى الدولي، حيث أعلنت كولومبيا أنها ستوقف مبيعات الوقود لإسرائيل، وفق مسودة مرسوم نشرت أمس على الموقع الإلكتروني لوزارة التجارة الكولومبية. وتدهورت علاقات حكومة الاحتلال مع حكومات أميركا اللاتينية هذا العام بسبب العدوان على غزة ولكن تجلى هذا في الأساس حتى الآن من خلال التدابير الدبلوماسية وليس العقوبات التجارية.