يستحضر سكان منطقة "الظهرة" شرق ولاية مستغانم هذه الأيام وبمناسبة إقامة مهرجان سيدي لخضر بن خلوف المسيرة الشعرية والجهادية لهذا المتصوف الذي أفنى حياته في مدح خير الأنام الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. فقد أضحى مهرجان سيدي لخضر بن خلوف الذي افتتح مساء يوم الخميس والذي اعتادت البلدة الساحلية التي تحمل اسم هذا الولي على تنظيمه في صيف كل سنة فرصة للمهتمين والمحبين لهذا الشاعر الذي تميز بالورع والزهد للتطرق إلى قصائده ومدائحه وتصوفه فضلا عن التذكير بالجانبين الإصلاحي والجهادي اللذين ميزا حياته.وسيدي لخضر بن خلوف أو "مداح الرسول" (ص) كما يسميه أهالي المنطقة هو سيدي لكحل بن عبد الله بن خلوف يعود أصله إلى قبيلة "مغراوة" وقد قدمت عائلته إلى منطقة "الظهرة" شرق ولاية مستغانم للاستقرار بها. وتشير المصادر التاريخية إلى أن سيدي لخضر بن خلوف قد ولد في نهاية القرن الخامس عشر وتوفي في بداية القرن السابع عشر بعد أن عمر طويلا حيث عاش قرابة القرن والربع من الزمن. ويكون بذلك سيدي لخضر بن خلوف قد عايش توابع سقوط غرناطة والحملات الإسبانية على البلاد الإسلامية بغرب شمال إفريقيا حيث شارك في إحدى المعارك التي صد خلالها أهالي مستغانم الغزاة الإسبان وذلك في 28 أوت 1558 وهي التي خلدها "الخلوفي" في إحدى قصائده حيث تروي وقائع هذه المعركة التي عاشت أحداثها منطقة مزغران (5 كلم غرب مدينة مستغانم) وقد تكبد فيها الإسبان خسائر جسيمة وهزيمة نكراء.وباستثناء قصيدة "قصة مزغران" التي تناول فيها سيدي لخضر بن خلوف جهاد أهالي المنطقة فان كل القصائد الشعرية التي كتبها كانت في مدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وفي التصوف حيث أحصي أزيد من 80 قصيدة في هذا المجال. وقد تميز شعر سيدي لخضر بن خلوف بالسهولة وحسن التركيب والوزن ما جعله مبتغى عديد المطربين المعاصرين لا سيما مطربي الطابع الشعبي. وعلى الرغم من مرور حوالي أربعة قرون على وفاة هذا الشاعر المتصوف مداح الرسول صلى الله عليه وسلم لا يزال يثير اهتمام الباحثين ورجال التصوف وصار ضريحه قبلة ومزارا على مدار السنة للراغبين في التبرك. وللتذكير يوجد ضريح هذا الولي الصالح ببلدة سيدي لخضر الساحلية (50 كلم شرق مستغانم) وذلك في غرفة مربعة الشكل داخل قبة قبالة بابها نخلة عجيبة امتد جذعها أفقيا لينتصب بعد تشكيله نصف دائرة.(وأج)