يشرع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ابتداءا من اليوم في جولة أوروبية تقوده إلى كل من ألمانيا وبريطانيا في مسعى للدفاع عن سياسة الاستيطان التي يصر على مواصلتها في الأراضي الفلسطينية. ويلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنظيره البريطاني غوردن بروان قبل محطة برلين الألمانية للقاء المستشارة أنجيلا ميركل ثم جورج ميتشل الموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط في مسعى للتوصل إلى أرضية توافقية بشان مسألة الاستيطان. وتندرج جولة نتانياهو إلى أوروبا في مسعى من إدارة الاحتلال لتخفيف الضغط الدولي الممارس عليها لحملها على تجميد أنشطتها الاستيطانية التي تضاعفت في السنوات الأخيرة وشكلت عقبة رئيسية أمام استئناف مفاوضات السلام بهدف تجسيد مبدأ حل الدولتين لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وهو الحل الذي تدعمه واشنطن ومختلف العواصمالغربية وترفضه إسرائيل التي لا يروق لها إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتسعى بكل الوسائل إلى إفشال هذا المسعى. ويسعى نتانياهو من خلال زيارته إلى لندنوبرلين إلى إيهام الحكومتين البريطانية والألمانية بشرعية دفاعه عن سياسة الاستيطان وإنها لا تشكل أي عقبة أمام استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط في محاولة لكسب دعمها قصد التخفيف من حدة التوتر الذي شاب العلاقات الإسرائيلية الأمريكية بسبب هذه المعضلة. وكان الموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل أجرى في الأشهر الأخيرة لقاءات مكثفة مع المسؤولين الإسرائيليين بهدف الحصول على تنازلات من إسرائيل لإحياء مفاوضات السلام بعد أن أخذت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على عاتقها مسؤولية تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فما كان من حكومة الاحتلال لسكب الود البريطاني الألماني سوى الإعلان يومين قبل زيارة نتانياهو عن تجميد مؤقت للاستيطان في الأراضي الفلسطينية تعبيرا عن حسن نواياها وتعاطيها الايجابي مع مساعي السلام الدولية. ولكن ما الجدوى من إيقاف الاستيطان لفترة معينة ثم العودة إليه لمواصلة التهام المزيد من الأراضي الفلسطينية مع بداية العام القادم؟ مما يجعل من العرض الإسرائيلي مجرد خدعة ظرفية قبل أن تعود حليمة إلى عادتها القديمة كما يقال. وهي خدعة انكشفت عشية لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بالموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط بالعاصمة برلين بعد أن فضحت منظمة "السلام الآن" استمرار الاستيطان في مناطق بالضفة الغربية كانت الحكومة الإسرائيلية قد تعهدت بإخلائها. ففي تقريرها الذي أصدرته المنظمة الإسرائيلية المناهضة للاستيطان أمس أكدت بناء 600 وحدة سكنية في مستوطنات بالضفة الغربية 596 منها تم بناؤها منذ بداية العام الجاري منها 96 وحدة سكنية أقيمت في المستوطنات التي تصفها إدارة الاحتلال بالعشوائية بترخيص من هذه الإدارة. وأضاف التقرير أن 35 بالمئة من هذه المباني الاستيطانية تم إنشاؤها في مستوطنات تقع شرق الجدار العازل بالضفة الغربية والباقي تم بناؤه في الجانب الغربي منه بالقرب من الخط الأخضر الذي يفصل إسرائيل عن الأراضي التي احتلتها عام1967. وذكر تقرير المنظمة أن الأنشطة الاستيطانية تتم بالدعم من الحكومة الإسرائيلية في المستوطنات الكبرى وبطريقة ملتوية في المستوطنات المعزولة والتي تصفها إسرائيل بغير الشرعية. للإشارة فإن أكثر من 300 ألف مستوطن صهيوني يتمركزون في الضفة الغربية في حين يعيش أكثر من 200 ألف إسرائيلي في أكثر من 11 حي استيطاني بمحيط القدسالشرقية. ولا يتوقف الأمر عند تقرير منظمة "السلام الآن" فقد كشفت صحيفة "هارتيس" الإسرائيلية في عددها الصادر أمس عن مخطط إسرائيلي جديد يهدف إلى إنشاء مستوطنات جديدة في القدسالشرقية. وذكرت الصحيفة أن هذا المشروع الذي أعدته جمعية "ايلاد" اليمينية المتطرفة يتضمن بناء 104 وحدة استيطانية إضافة إلى معبد يهودي في قلب حي رأس العمود الذي يقطنه حوالي 14 ألف فلسطيني.