تشارك مراكز التصوير بالأشعة، التابعة للخواص في ولاية البليدة، بقوة، في مبادرة خفض سعر فحص سرطان الثدي التي أطلقتها مديرية الصحة، بمناسبة شهر "أكتوبر الوردي"، للتحسيس ضد هذا المرض الخبيث، والسماح لأكبر عدد من النساء بإجرائه. بادر أصحاب مراكز التصوير بالأشعة، التابعين للقطاع الخاص، بطلب من مديرية الصحة، بخفض سعر الفحص الخاص بسرطان الثدي، خلال شهر أكتوبر، بنسب متفاوتة تتراوح ما بين 50 و60 بالمائة، لتشجيع النساء على إجرائه والكشف عن احتمال إصابتهن، بالتالي بداية العلاج بشكل مبكر، حسبما لوحظ في عدد من المراكز. وقال الدكتور اسماعيل ميسوم، صاحب مركز تصوير إشعاعي بوسط مدينة البليدة، أنه لاحظ من تجربته في خفض سعر هذه الأشعة في "أكتوبر الوردي"، في السنوات الماضية، الإقبال المتزايد على الفحص في هذه الفترة، فقرر الالتزام بهذا التخفيض. وأضاف أن خلال حملة أكتوبر السنة الماضية، فحص مركزه 1000 امرأة بالسعر المخفض، ما مكن من اكتشاف 36 حالة مؤكدة لسرطان الثدي. وأضاف أن مركزه غالبا ما يمدد إجراء تخفيض السعر ما بين 2500 دينار و3000 دينار، بدل 5000 دينار بقية شهور السنة، إلى غاية شهر ديسمبر. من جهته، أكد الدكتور وليد بكة، صاحب مركز الأشعة الوحيد بموزاية (غرب)، الذي يعرض تخفيض السعر للوافدات على مركزه منذ عدة سنوات، أن هذه الخطوة "إنسانية بحتة، وقد تعودت عليها النساء في مدينة موزاية والمدن القريبة منها، حيث أصبحن ينتظرن هذا الشهر لإجراء هذا الفحص بأسعار مخفضة". وأشار إلى أن حملة "أكتوبر الوردي" تعرف تجاوبا كبيرا للنساء من سنة إلى أخرى، وهو ما دفعه خلال أكتوبر هذه السنة، إلى الاستعانة بطبيبة مساعدة. ولفت إلى أن حملة أكتوبر 2023، التي استفادت منها 850 امرأة من الفحص بمركزه، مكنت من اكتشاف 34 حالة إصابة جديدة بسرطان الثدي. إقبال كبير للنساء على مراكز التصوير الإشعاعي استحسنت العديد من النساء، مثل هذه المبادرات التي تسمح لهن بإجراء فحوصات بتكاليف أقل، والكشف عن المرض، إن وجد، في مراحله الأولى. ودعت أخريات إلى توسيع الفترة الزمنية، لإجراء تخفيض أسعار الفحص وعدم اقتصاره فقط على شهر أكتوبر، لتمكين عدد أكبر من النساء من الاستفادة منه. وأوضحت رئيسة مصلحة الأمومة والطفولة بمديرية الصحة، راضية بكة، أن مبادرة تخفيض سعر فحص الثدي بالأشعة إلى 50 بالمائة، تأتي ضمن البرنامج التحسيسي الخاص بشهر أكتوبر الوردي، الذي سطرته مديرية الصحة. وأضافت أن هذه المبادرة لاقت "استجابة واسعة" من قبل مراكز الفحص بالأشعة، مشيرة إلى أن عددا من هذه المراكز، كان يطبق تخفيضات في السابق، بالتنسيق مع الجمعيات الناشطة في مكافحة سرطان الثدي، وأن بعضهم قام بتخفيضات أٌقل بكثير من نصف التسعيرة المعتادة. ولفتت إلى أن عدد فحوصات سرطان الثدي، التي جرت في أكتوبر السنة الماضية، بلغ 7180 حالة، من بينهم 5322 امرأة قامت بإجراء "ماموغرافيا" و910 "إكوغرافيا" بالنسبة للنساء الأقل من 40 سنة. وذكرت أن هذه المبادرة، ترمي إلى البحث عن حالات المرض في مراحلها الأولى (أقل من 1 سم)، حيث يمكن معالجتها بسهولة، بالتالي تجنب مرحلة استئصال الثدي، مثمنة الدور الذي تلعبه الهيئات العمومية والجمعيات في التحسيس بخطورة هذا المرض.