في جو بهيج تعالت فيه زغاريد النسوة ممزوجة برقصات الأطفال المصحوبة بأنغام الزرنة، أحيت بلدية الجزائر الوسطى سهرة أول أمس بفندق السفير حفلا كبيرا لفائدة 200 طفل من أبناء العائلات المعوزة والتي خصصت لها البلدية ميزانية قدرها 100 مليون سنتيم. فما إن وصلت العائلات إلى قاعة الاحتفال حتى وزعت عليهم الهدايا وقام الأطفال على الفور بارتداء بذلة الختان وعلامة الفرحة والسعادة بادية على وجوههم، بعدها تقدم موكب الأطفال مصحوبا بأنغام الزرنة. وحول الحفل صرح ل"المساء" السيد حكيم بطاش، مكلف بالشؤون الاجتماعية على مستوى بلدية الجزائر الوسطى، قائلا "اعتادت بلدية الجزائر الوسطى في كل سنة القيام بعملية الختان لفائدة أطفال العائلات الفقيرة والجديد هذه السنة هو ارتفاع عدد الأطفال مقارنة بالسنة الماضية، حيث تم التكفل ب120 طفلا خلالها، بينما هذه السنة بلغ عدد المستفيدين من الختان 150 طفلا منهم عشرة أطفال من أبناء الموظفين العاملين بالبلدية. وحسب ذات المصدر فإنه تم دعوة 50 طفلا من بلدية سويدانية ووادي قريش إلى جانب 20 طفلا من جمعية الأمل و20 طفلا أيضا من جمعية ولائية من القصبة، إلى جانب 15 طفلا من جمعية الوفاق استفادوا من الختان. وتدخل هذه العملية في إطار التعاون بين البلديات. وعن الهدايا المقدمة، أضاف أنه تم توزيع بذلة ختان بكل لوازمها ولعبة الكترونية، أما عن عملية الختان فقد تقرر ختان الأطفال "بعيادة الجزائرية" حيث يتولى القيام بالعملية طبيب جراح مختص وذلك لتفادي تعرض الأطفال لأي مشاكل صحية، وعلى العموم فإن عملية الختام تتم على مدار ثلاثة أيام. ومن جهته، صرح رئيس بلدية الجزائر الوسطى، السيد الطيب زيتوني، ل"المساء" قائلا: "حفل الختان الجماعي الذي تقوم به البلدية مثل كل سنة يدخل في إطار إحياء ليالي رمضان ونعمل في كل مرة على التوسيع في قائمة المستفيدين من مختلف النشاطات الخيرية التي تبادر بها البلدية". وفي إطار التعاون بين البلديات، قال رئيس جمعية مرضى السكري التابعة لبلدية سويدانية، السيد كريم اقني، : "تتذكرنا البلدية في كل سنة حيث نأتي بالأطفال المصابين بمرض السكري مصحوبين بأوليائهم من أجل المشاركة في فرحة الاحتفال". تقربت "المساء" من بعض العائلات التي كانت حاضرة الحفل وحاولت رصد بعض المبادرة فقالت أم الطفل عبد العزيز "نشكر البلدية على هذه البادرة الطيبة"، كما عبرت عن سعادتها الكبيرة بلباس الختان الذي قدم لولدها البالغ من العمر أربع سنوات، وهو نفس الانطباع الذي لمسناه عند أم محمد أمين التي تستفيد من المبادرة للمرة الثانية على التوالي.