ترأس رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اجتماعا تقييميا خصص لقطاع الشؤون الدينية والأوقاف. وقدم وزير الشؤون الدينية والأوقاف عرضا تضمن مدى تقدم المشاريع والأعمال التنموية وكذا المبادرات الرامية إلى المحافظة على قيم الإسلام وترقيتها. وبالنظر إلى المكانة الرائدة التي يحتلها في المجتمع ودوره على الصعيد الوطني في مجال التوجيه والإرشاد يشكل المسجد الذي يعتبر مركز إشعاع ووحدة وانسجام في إطار مهمته الدينية موضع جهد متواصل لتكوين الأئمة من أجل ترقية خطاب ديني يساهم في تعزيز الحس الديني ويعمل على إنماء مشاعر الأخوة والتسامح ويقوم على أساس قيم الإسلام وترقية الثقافة الإسلامية والحس المدني والاجتماعي وثقافة المواطنة. ومن جهة أخرى باشر القطاع سلسلة من الأعمال بهدف: - تشجيع النشاط النسوي في مجال الإرشاد الديني وتعليم القرآن الكريم على مستوى المساجد. - ترميم المعالم الدينية والمساجد الأثرية وصيانتها. - دعم الزوايا لتمكينها من مواصلة مهمتها المتمثلة في التربية الدينية وتعليم القرآن. - تسهيل استفادة الباحثين الشباب من العلوم الدينية والتربية الإسلامية الأصيلة. يسهر القطاع في هذا الصدد على بروز فضاءات علمية كفيلة بجلب الكفاءات الوطنية في مختلف الميادين لرفع تحديات العصر لاسيما في مجال التسامح الديني والحوار مما يضمن للجميع حرية العقيدة في إطار الدستور وقوانين الجمهورية. ومن جهة أخرى تمت مباشرة أعمال دعم وتأطير على مستوى المساجد لفائدة أعضاء الجالية الوطنية في الخارج من خلال تعيين أئمة ومرشدات ومرافقة نشاطات الجمعيات الدينية المكلفة بتسيير هذه المساجد. لقد جاء الاهتمام الذي يولى للعبادة في الخارج نتاجا لتوجيهات رئيس الجمهورية بشأن "قدرة المسجد على جمع أعضاء الجالية والمحافظة على الهوية الوطنية وإقامة روابط بين الجالية المهاجرة وأصولها عن طريق تعليم اللغة الوطنية والتاريخ الوطني وقيم الاسلام". وفيما يخص الأوقاف باشر القطاع أعمالا أدت إلى: - إعداد بطاقية وطنية للأوقاف في الجزائر - التسوية القانونية للنزاعات المرتبطة بالأوقاف - إطلاق ومواصلة مشاريع استثمارية في مجال الأوقاف تساهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. شهد صندوق الزكاة تحسنا محسوسا وهو يستجيب لحاجيات اجتماعية واقتصادية. وأبرز رئيس الجمهورية ضرورة أن "يطور هذا الصندوق ليشكل دعما معتبرا في خدمة الفئات المحرومة المرشحة للاستفادة منه بفضل تسيير شفاف وصارم". شكل التحضير لعملية الحج والعمرة موضع عمل جماعي يشرف عليه الديوان الوطني للحج والعمرة من خلال تنفيذ الأحكام الرامية إلى تحسين خدمات بعثة الحج لاسيما في مجال الإرشاد الديني وتوجيه الحجاج لتمكينهم من أداء مناسك الحج في أحسن الظروف. وسيتم اتخاذ إجراءات وقائية لحماية صحة الحجاج والمواطنين المتوجهين لأداء العمرة. ومن جهته شكل مشروع مسجد الجزائر موضع عرض مفصل حول كل المراحل المتعلقة بمدى تقدم الدراسات والجوانب التقنية والمعمارية واحترام آجال الإنجاز. وبهذا الشأن أعطى رئيس الجمهورية تعليمات لكي "يتم تعميم مراعاة الخصوصيات المعمارية للمساجد التي ستنجز عبر التراب الوطني حتى تعكس أصالتنا وتشهد على تاريخنا وحضارتنا". وبعد أن ذكر بالجهود المبذولة من أجل ترقية مبادئ الإسلام وقيمه في المجتمع الجزائري أمر رئيس الدولة الحكومة ب"المواظبة في تعبئة الطاقات الوطنية في نفس هذا الاتجاه. وستتجسد هذه التعبئة من خلال المساجد ونظام التعليم والبحث ووسائل الإعلام حتى يتسنى للشعب الجزائري في ظل بعث إعادة البناء الوطني وتكريس المصالحة الوطنية أن يعزز وحدته ويقدم من جديد إسهامه القيم في ترقية صورة الإسلام في العالم". وأخيرا اغتنم رئيس الجمهورية هذه المناسبة لتقديم أخلص تمنياته للشعب الجزائري وكافة الأمة الإسلامية بمناسبة اقتراب حلول عيد الفطر.