تساقطت بولايات شرق البلاد خلال ال24 ساعة الأخيرة أمطار غزيرة تسببت في وفاة شخص ببسكرة وإحداث أضرار مادية مختلفة بالعديد من البنايات بقسنطينة وعرقلة حركة المرور ببجاية وعزل أحياء عن بعضها البعض بولاية سكيكدة. وأدت الأمطار التي تهاطلت بشكل مستمر، ظهر الأربعاء المنصرم، بقسنطينة إلى عرقلة حركة المرور وعزل العديد من العائلات عن المحيط الخارجي بسبب انسداد قنوات صرف المياه القذرة التي تراكمت حول المنازل مانعة أي دخول أو خروج من وإليها. مصالح الحماية المدنية التي تجندت لإسعاف العائلات كونت خلية أزمة بمقر المديرية الولائية زودت هذه العائلات ببطانيات من المخزن الجهوي بأمر من الوالي. ووجهت نداء إلى كل العائلات للحيطة والخدر في ظل استمرار التقلبات الجوية. وتوقع المركز الجهوي للأرصاد الجوية بعين الباي "عودة تدريجية للصحو عبر مجموع ولايات شرق البلاد بدءا من يوم أمس، فيما يرتقب، حسب المصدر نفسه، اضطرابات جوية طفيفة" بداية من يوم الأحد المقبل على كل مناطق شرق البلاد. بسكيكدة، تسببت الأمطار الموسمية الغزيرة التي تساقطت خلال اليومين الأخيرين، وبلغت حوالي 60 ملم حسب مصالح الأرصاد الجوية، في عزل العديد من المواطنين الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بالمياه التي غمرت جل أحياء سكيكدة لاسيما تلك المتواجدة بالجهة المنخفضة من المدينة ،كأحياء مرج الذيب وصالح بوالكروة وحي الإخوة سعدي. كما غمرت مياه الأمطار العديد من المنازل كما هو الشأن بديار الزيتون بعزابه وبفلفلة (شرق سكيكدة) إضافة إلى المساكن والمنازل المحاذية للوادي الكبير بعين شرشار. وتعذر على العديد من تلاميذ المؤسسات التربوية بسكيكدة الالتحاق بمقاعد الدراسة بفعل تراكم المياه على مستوى محيط مؤسساتهم، كما هو الحال، بإكمالية صالح سعدي وابن جبير وصالح بوالكروة وبعض المدارس بفلفلة وتمالوس وأولاد أعطية(غرب سكيكدة) بالخصوص تلاميذ مداشر تيزغبان وواد الجبل وسيدي علي. واضطرت إدارة مدرسة عمار لقرل المتواجدة بوسط المدينة إلى إجلاء تلاميذ السنة الثالثة ابتدائي، بسبب تهدم جدران أحد الأقسام والسقف كما خلفت الأمطار الغزيرة أضرارا بليغة على الطريق الولائي رقم 132 الرابط بين بلدية الزيتونة وقرية الطرّف في أقصى المصيف القلي، مما أدخل سكان المنطقة في عزلة تامة. وبعاصمة الولاية، انقطع التيار الكهربائي على بعض الأحياء، ليومين كاملين، كما هو الحال بحي مرج الذيب بسبب احتراق المحول الكهربائي الذي يزود المنطقة بالكهرباء. وقد أبدى المتضررون استياء عميقا للوضع المزري الذي آلت إليه أحياء سكيكدة التي غمرتها المياه بسبب انسداد البالوعات. وبولاية بجاية، أسفرت الاضطرابات الجوية التي صحبتها أمطار طوفانية غزيرة تهاطلت طيلة، نهاية الأسبوع، على انسداد العديد من محاور الطرق الهامة بالمياه مما أدى إلى شل حركة المرور .وسجلت مصالح الحماية المدنية، من جهتها، العديد من الانسدادات على مستوى عديد المحاور بعاصمة الولاية. ويتعلق الأمر بمفترقات الطرق حي الحرية، خلف الميناء واحدادن، حيث شلت الحركة تماما أمام حركة المرور بعدما اجتاحت مياه الأمطار كل الأماكن. كما أدت إلى غلق الطريق الوطني رقم 09، بالإضافة إلى اكتظاظ كبير في حركة المرور عبر الطرقات، مما تطلب تدخل أعوان الحماية المدنية والمصالح التقنية للبلدية وشركة تسيير المياه والتطهير لاستخراج المياه المتراكمة. وببسكرة، جرفت سيول الأمطار، شخصا مسنا، كان يحاول عبور وادي جدي على المحور المؤدي لمنطقة ليوة ولقي حتفه، ليلة الأربعاء إلى الخميس، جراء فيضان الوادي. واستطاع عناصر الحماية المدنية الثلاثاء الأخير أربعة أشخاص من الموت المحقق عندما حاصرتهم المياه نتيجة فيضان وادي لحقف. كما أدت الأمطار المتساقطة بولاية أم البواقي إلى تضرر أسقف عديد المنازل بأحياء كل من "قدماء المجاهدين" و"بوعافية" بعين فكرون فضلا عن حيي"يوسفي" و"السعادة" بأم البواقي وكذلك بسكن واحد بعين مليلة. وبجيجل، سجل تساقط 116 ملم من الأمطار نهاية الأسبوع، حسبما علم، من مصالح المركز الجهوي للتوقعات والأرصاد الجوية لقسنطينة. وقام عناصر الحماية المدنية كذلك ب20 تدخلا بفعل ترسبات مياه الأمطار للمنازل دون تسجيل أي أضرار كبيرة حسبما أوضحه مدير هذه الهيئة ما عدا حالة انجراف التربة على الطريق الوطني رقم 77 الرابط بين تاكسانة وجيملة في الوقت الذي تبقى فيه شبكة الطرقات في حالة جيدة حسبما أكدته من جهتها مديرية الأشغال العمومية. وبولاية قالمة، تم تسجيل أزيد من 60 ملم من التساقط خلال ال24 ساعة الأخيرة حسبما أوضحته مصالح الأرصاد الجوية ببلخير. وقد لاقت هذه الأمطار استحسان فلاحي المنطقة رغم بعض الأضرار الفلاحية المسجلة ببودهاسة ببلدية بوشقوف خاصة عشية انطلاق موسم الحرث والبذر للموسم 2009 2010. وساهمت هذه الأمطار الغزيرة المتساقطة في ارتفاع نسبة مياه سد بوهمدان الذي تبلغ طاقته 220 مليون متر مكعب من المياه حسبما أوضحته مديرية الري التي ذكرت بأن هذه المنشأة الفنية تزود أكثر من 10 بلديات بالولاية بالمياه الصالحة للشرب. يشار إلى أنه قصد ضمان تدخل سريع لأي طارئ جراء تقلبات الطقس، تم تشكيل خلية مناوبة بمديرية الحماية المدنية التي سجلت بعض التدخلات جراء تسرب المياه داخل بعض المنازل حسبما علم من ذات المديرية. ومن جهتها، سجلت مصالح الأرصاد الجوية، بولاية عنابة تساقطا للأمطار، ليلة الأربعاء إلى الخميس فضلا، عن انجراف كميات كبيرة من الأتربة من ورشات البناء المتواجدة بالمدينة ما تسبب في انسداد البالوعات وتجمع كميات هامة من مياه الأمطار على مستوى نقاط متعددة من المدينة خاصة حي "لاكولون" و"الصفصاف" إضافة إلى مناطق "بوخضرة" و"سيدي عمار" و"البوني".