توفي أربعة أشخاص جرفتهم مياه الأودية بولاية البيض إثر الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على المنطقة خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة وأوضحت مصالح الحماية المدنية أمس بأن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم أول أمس من بين خمسة آخرين كانوا على متن سيارة سياحية إثر محاولتهم عبور وادي لقبور ببلدية عين العراك الذي كان في حالة فيضان. كما أصيب في هذا الحادث سائق السيارة البالغ من العمر 37 سنة وطفلة ذات 15 سنة بفقدان الوعي حيث تم إجلاؤهما على جناح السرعة إلى المؤسسة الإستشفائية محمد بوضياف بالبيض لتلقي الإسعافات الأولية. كما لقي أيضا شخص يبلغ من العمر 25 سنة كان على متن شاحنة مصرعه بعد أن جرفته مياه الشلال العابر للطريق الوطني رقم 47 الرابط بين ولايتي البيض والنعامة. وتمكنت مصالح الحماية المدنية لولاية البيض من إنقاذ شخص كان يستقل سيارة سياحية جرفتها مياه وادي الكاف لحمر على مستوى الطريق الوطني رقم 6. ووصل عدد ضحايا رداءة الأحوال الجوية إلى عشرة إذ تضاف هذه الحصيلة للأشخاص الستة الذين لقوا مصرعهم ليلة الجمعة إلى السبت بسبب سوء الأحوال الجوية بوادي حجاج ببلدية مغرار الواقعة على بعد 120 كلم جنوب ولاية النعامة حيث جرفت المياه سيارة كان على متنها أربعة أشخاص حسبما أكدته مصالح الحماية المدنية التي أكدت أيضا وفاة شخص أخر بصاعقة رعدية ووفاة رئيس دائرة بريدة بالأغواط الذي جرفته مياه الوادي. وأضاف المصدر أن الضحايا الأربعة من عائلة واحدة ويتعلق الأمر بامرأة وإبنتها ورجلين جرفتهم مياه الوادي المذكور الذي فاض في عدة نقاط من تقاطعه بالطريق الوطني رقم 6 بسبب كميات الأمطار المعتبرة التي تساقطت خلال الأربع والعشرين ساعة بالولاية. كما توفي شخص خامس في وقت سابق يوم الخميس إثر إصابته بصاعقة رعدية. وأوضحت المصالح أن هذه التقلبات الجوية أدت أيضا إلى شل حركة المرور في عدة جهات من الولاية وخاصة عبر الطريق الوطني رقم 47 بين بلديتي عسلة بولاية النعامة وبلدية الشلالة بولاية البيض في المكان المسمى مسيف وهو الموقع الذي عرف شهر أكتوبر الفارط انهيار جسر لا تزال الأشغال جارية لتعويضه بآخر. كما أوضحت مصالح الحماية المدنية أنه تم إنقاذ شخص كان على وشك الهلاك بعدما تقاذفته مياه وادي الفريشة بتراب بلدية قلتة سيد سعد بولاية الاغواط وهو داخل سيارة خفيفة وذلك نتيجة التقلبات المناخية التي شهدتها الولاية خلال الساعات الأخيرة. كما تسببت هذه التقلبات في عرقلة حركة المرور وحدوث تسربات لمياه الأمطار إلى عدد من المساكن ببعض الأحياء الشعبية القديمة. وبفعل غزارة الأمطار فاضت كل الأودية والشعاب كالوادي الطويل ووادي سبقاق مما أدى إلى جرف كميات معتبرة من المحاصيل الفلاحية المحاذية لها وصعب من مهمة تنقل سكان الأرياف القريبة من تلك المناطق وتسببت في تشكيل أوحال وبرك مائية متناثرة بالمسالك. وأدت هذه الاضطرابات المناخية إلى تسرب المياه وتضرر بعض الأحياء الشعبية التي تعرف انتشارا للبنايات العتيقة على غرار "حي الغربية" بوسط مدينة الأغواط وحي "زقاق الحجاج" وتضرر سكنات طوبية وقصديرية ببلدية حاسي الرمل. وشلت حركة السير بعاصمة الولاية بعدما غمرت المياه الشوارع خاصة وأنها تزامنت وأشغال ترميم مختلف القنوات والتهيئة الحضرية المستمرة ببعض الأحياء وكذا انعدام بالوعات صرف المياه بأحياء أخرى. من جهتهم وعلى الرغم من الخسائر النسبية المسجلة استبشر فلاحو المنطقة السهبية خيرا بموسم فلاحي ناجح وأبدو استعدادهم للشروع في عملية الحرث والبذر على اعتبار أنها تزامنت مع حلول فصل الخريف. من جهة أخرى تسببت الأمطار الغزيرة في إلحاق أضرار بأنبوب نقل غاز البترول المميع "ل.ز1" الرابط بين حاسي الرمل و أرزيو أمس في حدود الواحدة ليلا مخلفا اشتعال الغاز. وأوضحت شركة سوناطراك في بيان لها أن الحادث راجع إلى فيضان وادي مزي بولاية الأغواط جراء الأمطار الرعدية الغزيرة التي تسود العديد من ولايات الجنوب. ولم يخلف الحادث أية ضحايا ولا جرحى ولم يلحق أضرارا إلا بجزء من الأنبوب كما أنه لم يتسبب في تلوث الوادي حسبما أوضح المصدر مضيفا أنه "تم التحكم في الوضع وأنه تم تجنيد جميع الوسائل المادية والبشرية الضرورية لإعادة تشغيل الأنبوب المتضرر". وأوضحت شركة سوناطراك أنه لأسباب تقنية وأمنية فإن غاز البترول المميع المتسرب من الأنبوب المتضرر سيبقى مشتعلا إلى غاية نفاذه التام. وقد شهدت عدة ولايات داخلية من البلاد ابتداء من صبيحة أمس سقوط أمطار رعدية جد معتبرة محليا حسبما أكدته نشرة خاصة للديوان الوطني للأرصاد الجوية. وأوضح الديوان أن الولايات المعنية هي الأغواط، الجلفة، غرداية، بسكرة، باتنة، خنشلة، تبسة، أم البواقي وسوق أهراس. وأشار المصدر إلى أن كميات الأمطار المتوقعة ستصل أو تتعدى 50 ملم على طول مدة سريان هذه النشرة الخاصة بالأرصاد الجوية التي امتدت من يوم أمس إلى غاية صبيحة اليوم.