تم، في سياق مواكبة الطلب المتزايد لتزويد سكان تلمسان، بالمياه الصالحة للشرب، القيام بعمل استباقي، شمل عدة اجتماعات مع الهيئة التنفيذية للولاية، وقد تم أخذ هذا الملف بجدية، ودراسته ضمن 5 أو 6 جلسات بمقر الولاية منذ بداية شهر مارس من سنة 2024، حيث تم رسم خارطة طريق، لضمان تزويد سكان عدد من بلديات الولاية الدائم بهذه المادة الحيوية الأساسية، التي تحسن بها مستوى التزود بالمياه الصالحة للشرب من 15 إلى 20 يوما، إلى تقريبا يوما بيوم، على غرار حي بوجليدة وبلدية السواحلية أبو تاشفين والكدية. وخُصص لذلك، غلاف مالي يبلغ 61 مليار سنتيم، لمدة إنجاز قدرت ب 4 أشهر لتجسيد المشاريع المبرمجة طبقا لتعليمات رئيس الجمهورية. تم في هذا الصدد، إنجاز أكثر من 90 بالمائة من البرنامج المسطرة، خاصة فيما يتعلق بإنجاز الآبار الجديدة أو إعادة تأهيل بعض الآبار، أو تأهيل شبكة المياه المهترئة التي شهدت نسب تسرب كبيرة، مع إعادة تأهيل الخزانات المائية. وقد استفادت دائرة باب العسة الحدودية في هذا الشأن، من 40 مليار سنتيم لتجهيز وتشغيل 4 أنقاب كبيرة، وهي مشاريع تشرف على الانتهاء، وبعد استلامها، سيتم تدعيم منطقة باب العسة ومرسى بن مهيدي، إلى جانب ربطها أيضا بالرواق الغربي وببني مستار. كما تم تجهيز 4 آبار بنسبة تدفق هائل، حيث تم تخصيصها لتلمسان الكبرى، منصورة، شتوان وتلمسان المركز. بالموازاة مع ذلك، سيتم تجهيز 54 نقبا جديدا، مع 27 نقبا قديما يعود إلى أكثر من 20 سنة، تم استرجاعها وإعادة تأهيلها وربطها بالكهرباء، وقد تم استلام البعض منها في بعض المناطق، حيث وصلت كمية التدفق بها إلى 30 لترا في الثانية، على غرار بوهناق، حي الزيتون وغيرها، إضافة إلى أنقاب جديدة أخرى، على غرار نقب صبرة 200 متر وبوحلو 350 متر، وعين الكبيرة وسيدي الجيلالي والبويهي وسبدو، إذ ستدخل حيز الخدمة خلال الأيام القليلة المقبلة. تحصي ولاية تلمسان، إنتاجها اليومي من المياه الصالحة للشرب ب485 ألف متر مكعب يوميا، مصدرها الموارد السطحية، والمياه الجوفية، وكذا تحلية مياه البحر، هذه الأخيرة مجموعها الكلي من الإنتاج اليومي 232 ألف متر مكعب لجميع محطات التحلية، وتوجد محطتان أساسيتان (محطة هنين التي تنتج يوميا 200 ألف متر مكعب يوميا، ومحطة التحلية بوادي عبد الله، تضاف لهما محطة أخرى لتحلية مياه البحر بسوق الثلاثاء، التي تنتج 32 ألف متر مكعب يوميا). وقد تم الرفع حاليا، من طاقة الإنتاج إلى 60 ألف متر مكعب يوميا، حيث ساهمت في رفع مستوى التزود للرواق الغربي الغزوات، مغنية إلى غاية بلدية بوحلو، أين تم تدعيمه بكمية هائلة من هذه المادة الحيوية، كما يخصص 72 ألف متر مكعب يوميا، تستفيد منها الولاية المجاورة سيدي بلعباس، في حين هناك نسبة تسرب كبيرة للمياه على مستوى ولاية تلمسان، تقدر ب 50 بالمائة، أي ما يعادل 158 ألف متر مكعب تضيع يوميا، سواء عبر قنوات المياه أو عن طريق سرقة المياه الصالحة للشرب، من خلال الاعتداء على الشبكات، وهو ما دفع بوالي الولاية، إلى إطلاق برنامج استعجالي، تقدر تكلفته ب 85 مليار سنتيم، موجه للقضاء على التسربات المائية، حيث يتوزع هذا البرنامج بالتوازي ما بين "الجزائرية للمياه" ومديرية الموارد المائية، ويتضمن إعادة تأهيل شبكات قنوات مياه الشرب المتضررة بالأحياء التي تعاني من هذا المشكل، بهدف تحسين عملية التزويد بالمياه، إذ سمحت العملية باسترجاع كمية كبيرة تقدر بأكثر من 21 ألف متر مكعب يوميا، خاصة على مستوى حي أوجليدة أكثر الأحياء تضررا. كما حظيت دائرة ندرومة بهذا البرنامج، من خلال استفادتها من غلاف مالي في حدود 20 مليار سنتيم، لتجديد شبكة توزيع المياه، وتحسين تزويد السكان بهذه المادة الحيوية، خاصة بحي سيدي عبد الرحمان، الذي يشهد تسربات كبيرة من المياه، مما أثر على عملية توزيع المياه بنفس الحي. وتعتبر هذه المشاريع التي طال انتظارها، ذات أهمية بالغة في دعم تزويد بلديتي دائرة ندرومة، والرفع من الحصة اليومية المخصصة لسكانها، مع توفير حلول متعددة للتموين، في إطار السعي إلى تقديم خدمة عمومية ترقى لتطلعات المواطن. وستسمح كل هذه المشاريع والبرامج الاستعجالية، التي قامت بها الولاية مع القطاعات المعنية، بالاستفادة من ما يقارب 100 ألف متر مكعب من المياه، تضاف إليها كمية الإنتاج المقدرة ب 158 ألف متر مكعب، ليصل المجموع إلى 258 ألف متر مكعب، لتزويد سكان الولاية، مع العلم أن احتياجات هذه الأخيرة من مياه الشرب، تقدر بما يقارب 180 ألف متر مكعب يوميا، وهو ما سيسمح في الأيام القليلة القادمة، بتحسين وتيرة التزويد بشكل عام.