نظمت جمعية مشعل الشهيد أمس بالتنسيق مع مجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي ندوة تاريخية احتضنها مقر هذا الأخير حول "معركة إسين" محطة من محطات نضال وكفاح شعوب المغرب العربي، نشطها أساتذة جامعيون، ومجاهدون بشهاداتهم وبحضور شخصيات وطنية ودبلوماسية وبرلمانيين وأساتذة ورجال إعلام. وقد جاءت هذه الندوة التاريخية، تكريما للفقيد المناضل الليبي الكبير الهادي المشيرقي الذي فتن بحب الجزائر مناصرا لثورتها التحريرية وداعما للتضامن والتلاحم أثناء الاستقلال بين البلدين الشقيقين الجزائر وليبيا، الى أن وافته المنية يوم 15 أكتوبر 2007، وتتحقق أمنيته الغالية في أن يدفن في الجزائر، حيث وري التراب في مربع الشهداء بمقبرة العالية في العاصمة في جو مهيب حضره جمع غفير من المجاهدين والمناضلين وممثلي الهيئات والمنظمات الوطنية رفقة أفراد من عائلته. وقد كان الحديث عن معركة إسين في03 أكتوبر 1957 من طرف المتدخلين في الندوة، حديثا أيضا عن هذا المناضل الليبي المغاربي الكبير، حيث أوضح الأساتذة المحاضرون أنه كان من الذين ساندوا ودعموا هذه المعركة البطولية التي خاضها جيش التحرير الجزائري والجيش الليبي ضد الاستعمار الفرنسي وقواته على الحدود الجزائرية الليبية وبالذات بقرية "إسين" الواقعة على بعد 300 كلم من جانت في الجنوب الشرقي الجزائري، وهي المعركة التي امتزجت فيها دماء الجزائريين والليبيين، نصرا للثورة الجزائرية وقيم الحرية والانعتاق، بعد أن تكبد فيها الاستعمار الفرنسي خسائر في الأرواح، قدرتها المراجع الفرنسية ب400 قتيل إضافة الى الخسائر المادية المتعلقة بتحطيم الآليات والشاحنات وغنائم الأسلحة، فيما استشهد من الطرف الجزائري والليبي حوالي 50 مجاهدا ومناضلا. وبعد أن أبرزت شهادات الذين عرفوا هذا المناضل الليبي المغاربي الذي كرس حياته لدعم حركات التحرر في الوطن العربي، تم تكريم عائلته "الإبن عادل المشيرقي" من طرف السيد عبد الرزاق بارة المستشار برئاسة الجمهورية مرفوق بالسيد سعيد مقدم الأمين العام لاتحاد مجلس الشورى المغاربي فيما كرمت حفيدة الشهيد من طرف جمعية مشعل الشهيد وتسليمها المشعل من طرف المجاهد محمد الصالح الصديق أحد الذين ناضلوا الى جانب الهادي المشيرقي، وعرفوه في مسيرة نضاله الداعم للثورة الجزائرية. وفي كلمته، دعا ابن المشيرقي السيد عادل، السلطات الجزائرية والليبية إلى ترسيم إحياء هذه الذكرى من بطولات ملاحم الشعبين (معركة إسين)، وذلك دعما وتأجيجا لتلاحم الشعبين الجزائري والليبي على غرار ترسيم معركة ساقية سيدي يوسف بين الشعبين الجزائري والتونسي.