نظم أمن ولاية الجزائر، أول أمس، بمقر الجمهرة الثامنة لوحدات الأمن بالقبة تظاهرة بمناسبة الذكرى ال55 لاندلاع الثورة التحريرية، تميزت بإلقاء محاضرة قيمة حول قيام الحرب في الفاتح نوفمبر والمراحل التاريخية التي مرت بها الجزائر طيلة الاحتلال. فبعد قراءة الفاتحة ووضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري بمقر الجمهرة، ألقى الدكتور بن يوسف تلمساني، رئيس قسم التاريخ بجامعة الجزائر محاضرة تطرق فيها إلى المحطات التاريخية من 1830 إلى 1960، مشيرا إلى أسباب سقوط مدينة الجزائر في عهد الداي حسين وتهاونه واستهانته بقوة العدو الذي كان يوفد جواسيس لجمع معلومات عن الوضع في الجزائر وكيفية احتلالها. ورد ذلك إلى قلة القوة البرية آنذاك وإسناد المسؤولية لغير أهلها والغرور الذي انتاب الداي وعدم إقحام الشعب في المواجهة السياسية. وفي هذا السياق أشار إلى ضعف المقاومات الشعبية لعدم قيامها في وقت واحد وتحت قيادة واحدة، غير أنها تمكنت من خلق وعي هام لدى الشعب، مهد للثورة المسلحة، من جهته اعتبر الدكتور الغالي غربي أستاذ محاضر بجامعة الجزائر أن بيان أول نوفمبر، هو بمثابة بطاقة تعريف للثورة نظرا لما تضمنه من مبادئ، وأن من حرروه هم عباقرة لخصوا تاريخ الجزائر في أسطر معدودة. وعدد المحاضر إيجابية البيان الذي أكد على انتماء الجزائر للحضارة العربية الإسلامية ردا على ادعادات الجزائريين القائلة أن الجزائر هي خليط من الأجناس وأن فرنسا هي من صنعتها في 1830. وفي مقارنة بسيطة بين جيل الأمس واليوم قال المحاضر أن حالة الإحباط واليأس التي نشهدها وسط الشباب اليوم لاتقاس بتلك التي كانت في 1954 غير أن أسلافنا تجاوزوا ذلك وقدموا تضحيات جسام كانت نتيجتها الحرية والاستقلال الذي انتزع بالقوة والإرادة الصلبة.