ساهمت برامج الدعم التي توفرها الدولة لفائدة الحرفيين في تطوير نشاطهم بولاية البيض، حسبما علم من مديرية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقليدية. وأوضحت رئيسة مصلحة الحرف والصناعة التقليدية بذات المديرية، أن هذه البرامج ساهمت في زيادة ملموسة في تعداد الحرفيين على مستوى الولاية، حيث لم تكن نسبة الإقبال على الحرف تتجاوز 3 في المئة في سنة 1999 لتتجاوز 30 بالمائة سنة 2005، بعد إنشاء الصندوق الوطني لترقية الصناعات التقليدية الذي يقدم عدة فرص لدعم شريحة الحرفيين. وأوضحت نفس المتحدثة، بأن هذا الصندوق سبق له وأن قدم دعما لفائدة 35 حرفيا بولاية البيض، وذلك بتوفير عدد هام من الآلات الخاصة بالمهن المتوارثة، لا سيما منها الصناعة النسيجية الخاصة بإنتاج الزرابي والألبسة التقليدية المعروفة بالقشابية (الجلابة) والبرنوس. وتفيد إحصائيات مديرية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية والحرف، أن تعداد شريحة الحرفيين المسجلين نظاميا، وصل حسب آخر إحصائيات قامت بها المديرية، إلى نحو 796 حرفي على مستوى تراب الولاية، من ضمنهم 407 حرفي يزاولون نشاطهم بصفة فردية في مجال الصناعة التقليدية الخاصة بإنتاج الخدمات، 243 حرفي ينشطون في مجال إنتاج المواد الأولية و160 حرفي يمارسون نشاطهم في الصناعة التقليدية والفنية، بالإضافة إلى مؤسسة واحدة خاصة بالصناعات التقليدية. وفي سياق متصل، كان لحصة المحلات المهنية التي تشمل كافة بلديات الولاية، الأثر الإيجابي في ترقية الإقبال على مزاولة النشاطات الحرفية، وذلك بالنظر إلى التسهيلات التي وجدها العديد من الحرفيين لأجل الاستفادة من محل مهني يكون بمثابة فضاء لمزاولة الصناعة التقليدية والمحافظة عليها. وبلغ المجموع العام للحرفيين المستفيدين من المحلات المهنية بولاية البيض، 332 حرفي في مختلف النشاطات الخاصة بالصناعات التقليدية والحرفية، حسب ذات المصدر. ومن جهة أخرى، شجعت مختلف الحوافز التي تقدمها الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب، عددا هاما من الشباب على اقتحام عالم الصناعات التقليدية والحرف المهنية وهو ما اعتبرته ذات المسؤولة، عاملا ساهم كثيرا في المحافظة على العديد من الحرف اليدوية، خصوصا تلك المتوارثة بالمنطقة كصناعة السروج والصناعة النسيجية التي بدورها قدمت العديد من مناصب الشغل في سياق تعاونيات شبانية حرفية. وأثبتت هذه التجربة - كما أكدت رئيسة مصلحة الحرف والنصاعة التقليدية - حضورا مميزا للشباب في عالم الصناعات التقليدية، وذلك ما يعكسه إقبال الشباب على ولوج عالم الحرف التقليدية بفضل فرص الاستثمار الموجهة إلى الشباب.( و. أ )