دعا رئيس الفدرالية الوطنية لأبناء الشهداء السيد محفوظ طيلب في لقاء مع "المساء" مختلف الجهات الفاعلة كالأسرة الثورية و الحركات الجمعوية والأحزاب والهيئات الرسمية وفي مقدمتها البرلمان إلى التنديد الجماعي بالاستفزازات الفرنسية المتعلقة بتمجيد الاستعمار، واستعمال الحركى، وحمل فرنسا على الاعتذار والاعتراف بجرائمها في حق الجزائريين، قائلاً إنه "لن يكون هناك نهوض اقتصادي وتعايش بين البلدين إذا لم تمحُ فرنسا ضغائنها، وتعترف بجرائمها التي لا يمكن القفز عليها"، مشيراً إلى أنه يجب على كل المثقفين والمؤرخين الجزائريين أن يجعلوا من كتابة التاريخ أولوية الأولويات، وأن يحملوا هذه المهمة على محمل الجد، والإسراع في كتابة تاريخ الثورة. وقال السيد طيلب إن الفدرالية الوطنية لأبناء الشهداء تندد وتستنكر بشدة "الخرجات" الفرنسية بين الفينة والأخرى المتضمنة مجموعة من القوانين الممجدة للاستعمار التي تدل على عدم تغير الذهنيات الاستعمارية الاستدمارية، وأن قانون 23 فيفري 2005 الممجد للاستعمار، يجعلنا لا ننسى الجرائم التي ارتكبت في حق الجزائريين. أما بالنسبة لعيد أول نوفمبر فقال محدثنا إنه حدث يكتسي أهمية خاصة، وأنه في هذا الظرف بالذات لا بد أن نذكر فرنسا التي طلبت من تركيا الاعتراف بجرائمها في حق أرمينيا مقابل الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وهي لا تعترف بجرائمها في الجزائر، وأن فرنسا لم تحفظ الدرس الإيطالي، حيث قامت إيطاليا بالاعتراف بكل ما اقترفته من جرائم في حق الليبيين وتعهدت بتعويض ذلك مادياً ومعنوياً وحتى ألمانيا قدمت تعويضاً لليهود، متسائلاً "كيف تبقى فرنسا اليوم تسير بذهنيات استعمارية قديمة وتقوم بتشكيل مؤسسات تدعمها القصد منها الاستفزاز وإشعال نار الفتنة والضغائن، خاصة في استعمال الحركى وجعلهم لعبة ووسيلة للتشويش على الجزائر"، مضيفاً أن "فرنسا الاستعمارية اختارت عشرية الظروف الأمنية الصعبة للشروع في تخصيص منح للحركى وأبنائهم. وأثنى ممثل فدرالية أبناء الشهداء على السياسة الحكيمة التي تنتهجها الجزائر منذ 1999، حيث استطاعت بفضل المخلصين أن تخرج من أزمتها، وتستعيد قوتها وهيبتها ومكانتها في المحافل الدولية، قائلا "الجزائر اليوم والحمد لله في عافية وصارت ورشه كبيرة للمشاريع الاقتصادية الواعدة، وأصبحت العديد من الدول الكبرى تتنافس للعمل في الجزائر، والفضل في ذلك يعود إلى سياسة قوانين الرحمة والوئام المدني والمصالحة الوطنية التي أطلقها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، وأثمرت استقراراً وازدهاراً، وفي هذا السياق ذكر محدثنا أن الفدرالية تنادي إلى وحدة الشعب والالتفاف حول القيادة السياسية الرشيدة لرئيس الجمهورية، الذي أصبحت الجزائر في عهده مطلوبة للمساهمة في حل المشاكل الإقليمية والدولية، وتعززت فيه حقوق المجاهدين وذوي الحقوق، بل ظلت تتدعم يوماً بعد يوم. للتذكير فإن الفدرالية الوطنية لأبناء الشهداء خرجت إلى الوجود رسميا في 1996، بعد أن كانت مهداً لإنشاء "المنظمة" و"التنسيقية" وتعتبر الراحل رابح شيخون الأب الروحي لأبناء الشهداء، وتهدف إلى جمع كل تنظيمات أبناء الشهداء التي تؤمن بالخط الوطني والوحدة الوطنية وتبليغ رسالة الشهيد.