عبر أمس رئيس جمعية 8 ماي 1945، خير الدين بوخريصة، عن استيائه من الصمت الذي ينتهجه نواب الشعب بغرفتي البرلمان حيال المناورات التي تمارسها فرنسا الاستعمارية ضد كل ما هو جزائري، وأصبحوا غير قادرين على ممارسة مهامهم والدفاع عن ذاكرة الأمة خاصة بعد أن أقدم أعضاء البرلمان الفرنسي على اقتراح يحظر بموجبه المساس بشخص الحركي على مختلف المستويات، وحتى استعمال الكلمة في بعدها السلبي· أضاف بوخريصة في بيان تسلمت ''الفجر'' نسخة منه، أن فرنسا وبقاياها لا تزال تحيي في أذهان البرلمانيين الفرنسيين الحقد والاحتقار للشعب الجزائري، من خلال إقدام 48 برلمانيا فرنسيا على تقديم مشروع قانون يوم 18 سبتمبر الحالي يقترح تعديل المادة 5 من قانون 23 فبراير 2003 المتعلق بتمجيد الاستعمار، والتي تتضمن الاعتراف بالحركى ومساهمتهم وعدم المساس بهم بأي شكل من الأشكال أو إهانتهم حتى على مستوى الصحافة، وذلك بمنع استخدام كلمة ''حركي'' عند الإشارة إليهم، ما يعتبر تأكيدا واعترافا بالأعمال التي قدموها لفرنسا الاستعمارية على أنها واجب وليس خيانة· واعتبر أن القانون موجه للجزائريين قبل الفرنسيين، وقال ''أصل الكلمة جزائري''، ما يساهم في تسميم العلاقات بين الجزائروفرنسا، باعتباره إنذارا إلى جميع الجزائريين، حين حاولت مجموعة من النواب الفرنسيين باسم القانون أن تحذر كل شخص مهما كانت صفته من أن يتعامل مع هذه الفئة على أنهم خونة تعاونوا مع العدو ضد الجزائريين، وأصبحوا مواطنين فرنسيين بكامل الحقوق يحميهم القانون، ويعاقب جميع من يمسهم باستخدام كلمة حركي· ودعا خير الدين بوخريصة نواب المجلس الشعبي الوطني لاتخاذ مواقف شجاعة ومفيدة، ورد ما اسماه الصفعة، عن طريق إحداث تشريعات برلمانية تعزز مطالب الشعب الجزائري اتجاه فرنسا احتراما لدماء الشهداء ومعاناة المجاهدين، رافضا في السياق ذاته التفاوض في مثل هذه الأمور بطريقة دبلوماسية برلمانية عرجاء، وتساءل'' لماذا يكتنف الغموض الخطاب السياسي الرسمي''· من جهته، اعتبر الناطق الرسمي للهيئة الجزائرية المناهضة للفكر الاستعماري، لخضر بن سعيد، ما أقدم عليه النواب الفرنسيون إهانة لجميع الجزائريين رغم أنه شأن فرنسي داخلي باعتبار التشريع تم داخل مؤسساتها الرسمية، غير أن العيب والعار في نواب البرلمان الجزائري الذين التزموا الصمت إزاء اللوبي الفرنسي الحاقد على استقلال الجزائر، ولا يرد بتشريعات في مستوى الشهداء والجزائر، وقال'' هم أحرار في تشريع قوانين، غير أنه لنا برلمان مستقل هو كذلك عليه الرد بالتشريع، فنحن لا نريد أن يشرع لنا برلمان آخر''، معتبرا إقدام النواب الفرنسيين على تقديم المشروع خطوة غير الأخلاقية· وأضاف بن سعيد، في تصريح ل''الفجر'' أنه على الأحزاب السياسية التي تدعي العمل لصالح الجزائر والجزائريين القيام بالتنديد كآخر أشكال الرد على مناورات اللوبي الفرنسي الحاقد على استقلال الجزائر·