أطلت على جمهورالمسرح من خلال عشرات الأعمال الناجحة على غرار نجمة لكاتب ياسين، حب وكذب لحكيم دكار، وظهرت في العشرات أيضا من الأعمال التلفزيونية الناجحة منها رقم 350، المكتوب، العودة، ياسمين، المرأة المكسرة، كلام واحد، القلوب الضيقة، إنها الممثلة آمال حيمر التي أطلت على محبي المسلسلات والأعمال الفنية الجزائرية بشكل جديد بعد ارتدائها الحجاب، آمال صاحبة الأدوار الشرسة، العطوفة، الحازمة، لديها الكثير من المفاجآت والأعمال التي كشفت عنها ل المساء ساعة استضافتها لها في أجواء من، الصراحة، و الإبتسام التي لا تبخل بها آمال كلما كانت الظروف مواتية، فتابعوا معنا هذا الحوار· - المساء : فجأة أطلت آمال في فيلم مال وطني للمخرجة فاطمة بلحاج محجبة·· كيف استقبل محيطك المهني الأمر؟ * آمال حيمر : تبتسم··· في البداية حاصرتني نظرات الاستفهام، لأني أخذت قراري بعدما شعرت أن هناك إلحاحا داخليا قوي يطلب مني الاستجابة لرغبة ارتداء الحجاب، أمر رباني حدث في أعماقي·· اتكلت على الله وخرجت لمواصلة عملي كممثلة لديها رسالة وطموح تريد تحقيقه·· الكثير من المخرجين طرحوا علي نفس السؤال: كيف ستعمل الآن؟! من جهتي أوضحت لهم أن المخرج مبدع والإبداع ليس له علاقة بالحجاب وأننا نستطيع تقديم كثير من الأعمال دون الانحصار في بعضها كما فعلت كثير من الممثلات العربيات اللائي ارتدين الحجاب وقدمنا أعمال رائعة· - ألم تراودك فكرة الاعتزال؟ * أبدا فالعمل نعمة، والموهبة نعمة، فهل أقابل النعمة بالجحود، بالعكس أنا الآن أريد المضي قدما وتحقيق نجاحات أكبر خصوصا أنني قطعت طريقا طويلا في الميدان التمثيلي بكل روافده، صراحة الحجاب لم يشكل لي عائقا أبدا، فقد شاركت في مسرحية مع المخرج الكبير زياني شريف عياد على الركح الفرنسي، وقد أديت دور امرأة فرنسية اسمها إيزابيل وعوضت الخمار بالشاش الصحراوي وأديت الدور بالصورة المطلوبة، وصفق لي الجمهور طويلا خصوصا أني أديت دور امرأة خمسينية من الطبقة الراقية سلماركيز ولا أخفيكم أن كثيرا من الممثلين الفرنسيين الذين التقيتهم تعجبوا لوجود كوميدية محجبة، لقد حرصت على تقديم صورة المرأة المسلمة المحجبة التي تمارس نشاطها المسرحي بكل حب وكفاءة، لدرجة أن المخرج الفرنسي لويس ديدي قال إنه سعيد جدا بمعرفتي رغم قصر المدة التي تعرفنا فيها· - ما هو جديدك ؟ * لدي برنامج عمل مقسم بين السينما، المسرح والأعمال التلفزيونية، حيث سأشارك في المشروع المسرحي للسيد زياني شريف عياد، وفي فيلم سينمائي للمخرج مراد شورار وهو فيلم سينمائي ثوري وإنتاج مشترك جزائري، إيطالي، واقترحت علي المخرجة فاطمة بلحاج المشاركة في فيلم تلفزيوني ثوري· - تحدثت عن التقنيات الجديدة التي تعلمتها خلال وقوفك على المسرح الفرنسي مع المخرج عياد! * نعم هناك تقنيات مسرحية جديدة أساسها التنوع المسرحي، حيث يتم اختيار نصوص لأدباء جزائريين باللغتين العربية والفرنسية ويتم تقديم المسرحية في فضاء مسرحي من خلال قراءة النص في الوقت الذي يتكفل فيه الطاقم المسرحي بكتابة الأحداث على الشاشة، إنها تجربة جديدة بالنسبة لي· - مارأيك في الأعمال السينمائية؟ * أحب العمل السينمائي كثيرا لأنه يتعدى الحدود ويعبر القارات، وأنا شخصيا أعول عليه كثيرا في إظهار مدى قدرة الممثلة الجزائرية المسلمة على تقديم مختلف الأدوار بعيدا عن القوقعة الكلاسيكية· - على ذكر الأدوار، هل تختارين أدوارك؟ * صراحة أنا أختار أدواري لأني وصلت إلى درجة من الاحترافية أريد الحفاظ عليها، وإلى جانب الأدوار الشريرة التي تقمصتها والتي أحبها الجمهور كثيرا لدي مجموعة من الأدوار الجديدة منها ضابطة شرطة في فيلم تحريات المفتش كندي إخراجه مشترك بين بشير سلامي وعامر بهلول، وبطولة سيد أحمد أفومي، وقد تم تصويره بجيجل والطاهير والعوانة، ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر لناس الولاية الذين تعاونوا معنا، كما أديت دور فتاة بسيطة في فيلم "مال وطني" الذي تم تصويره بكل من مليانة وخميس مليانة وأشكر كل من ساعدنا أيضا، وقريبا سأؤدي دور صحفية· - أعجب الكثير بفيلم مال وطني ما تعليقك على هذا العمل وكيف كانت الظروف العامة أثناء التصوير؟ *من المحتمل أن يشارك هذا العمل في الكثير من المهرجانات، خصوصا أنه يتطرق إلى إشكالية الإرهاب التي تعاني منها البشرية جمعاء، حيث يتطرق إلى معاناة الجزائريين خلال العشرية السوداء، حيث يتولد العنف من أعماق الأسرة، بسبب الظروف المادية والاجتماعية الصعبة التي تولد بدورها الحقد، العنف، والكراهية، إذ ينطلق العنف من البيوت إلى المجتمع· - هل توافقين هذا الطرح؟ * نعم أوافق هذا الطرح إلى حد بعيد، نعم هناك أسباب أخرى للإرهاب، لكن لو كانت الأسر تعيش في ود وتناغم والفتيات مثلا يتزوجن قبل إطلاق لقب عانس عليهن، وغيرها من الظروف الصعبة لما كان الوضع هكذا، وبالمناسبة أحيي السيدة فاطمة بلحاج التي أعتبرها من أعز الأصدقاء، كما أنها ممثلة رائعة واستطاعت أن تظهر من خلال فيلمها مال وطني أنها مخرجة مميزة أيضا، كما سبق لي التعامل معها في دراما تلفزيونية في مسلسلات عديدة منها المكتوب، والميراث والأمر الذي لا يمكن إغفاله هو أن ظروف العمل كانت رائعة جدا، مشجعة وعائلية· أتمنى أن يوزع فيلم مال وطني على المهرجانات وأن يتفرج عليه الجمهور·