اعتدنا على مشاهدتها في أدوار تعكس شخصية قوية وعملية على غرار دور الصحافية المحققة، الاستاذة التي تعلم الأجيال، إلا أنها ظهرت في دور مغاير تماما، حيث تقمصت دور المرأة المسالمة، المستسلمة لقدرها، والتي تقع فريسة سذاجتها وحسن نيتها، فتتهم ظلما وعدوانا، وتدخل السجن، ليندة ياسمين هي ضيفتنا التي تبادلنا معها أطراف الحديث حول دورها في مسلسل "القلادة" وأمور أخرى تابعوها معنا. - أسيل الكثير من الحبر حول الخلافات التي وقعت بينك، وبين لخضر بوخرص، والتي انتهت باختفائك من العمارة، فهل لنا معرفة حقيقة ما جرى؟ * أفضل أن لا أخوض في هذه القصة، كانت مرحلة وطويتها لا أريد العودة إليها كل ما يمكنني قوله، هو أنني لن أتعامل أبدا مع صاحب تلك العمارة ما حييت. - من الأدوار البسيطة، السهل تقمصها إلى أدوار المركبة.. لقد فاجأتنا ليندة ياسمين في القلادة بوجه جديد، وبشخصية مغايرة فهلا حدثتنا عن هذه التجربة؟ * لنقف أولا عند قضية المسلسل، وأحداثه، فكل الوقائع حقيقة، حتى المرأة التي جسدت دورها لازالت على قيد الحياة، هي امرأة لم تكن محظوظة، حيث مرت بإحباطات كثيرة، حطمت معنوياتها، وأضعفت شخصيتها، وجعلتها مستسلمة، راضية بالعيش مع رجل يهين كرامتها، وينال من كبريائها، امرأة بسذاجتها وطيبتها تصبح متهمة بقضية قتل هي بريئة منها، وبقية الأحداث شاهدتموها. لقد كان دوري في "القلادة" لباية الهاشمي.. من أهم وأصعب الأدوار، ودخولي السجن يعتبر من أصعب التجارب التي مررت بها في مشواري الفني، فما أبشع أن تقفل عليك أبواب السجن، وتبقى في زنزانة مخيفة تنتظر المحاكمة! حتى ولو كان الامر مجرد تمثيل!! - ألا تعتبرين هذا الدور بالذات تحديا! * بالفعل، هو تحدي لمن شكك في قدراتي كممثلة، وأظنني أديت دوري، وأفرغت فيه كل طاقتي الفنية رغم كونه من أعقد الأدوار وأكثرها تركيبا. - كيف هي الحياة في الزنزانة؟ * لاشك، جحيم، فما أفزع تلك اللحظة التي دخلنا فيها السجن، وأقفلت علينا (7 أبواب) كل باب يجر الآخر، لينتهي بي المطاف في زنزانة تضم كل الفئات شباب، كهول، شيوخ، كل واحد وقصته لقد وجدنا أنفسنا، ودون شعور نبكي بحرقة، ونحن داخل تلك الزنزانة، حتى دموع الرجال سالت بسخاء من هول تلك المواقف المؤثرة. - لوعرض عليك دور آخر يدخلك السجن فهل ستوافقين؟ * لا أعتقد، لقد كانت تجربة مفيدة وهامة بالنسبة لي كممثلة لكن لا أظن أني سأكررها. - هل هناك عروض أخرى بعد "القلادة"؟ * المشكل عندنا، هو أنه بعد نجاح أي تجربة يحدث ركود، وهذا عكس ما يجري في البلدان الأخرى، فالمسلسلات الناجحة عادة تشجع على الانتاج والابداع أكثر فأكثر فلحد الآن للأسف لا عروض.. ونحن ننتظر؟! - ماهي الأدوار التي تحلم ليندة ياسمين بتقمصها؟ * دور امرأة جنت بعد ظروف قاسية مرت بها، توضع في مستشفى المجانين، ودور منظفة، صراحة أريد التفرغ للأدوار الدرامية المركبة، التي أمرّر من خلالها رسائل تحسيسية هادفة، أرى أنه قد آن الأوان للإرتقاء بالنصوص، وبالانتاج، وندخل عالم الدراما، فالمجتمع يعج بالمشاكل، والهموم التي تنتظر العلاج والحلول، ودورنا يكمن في تجسيد الوقائع كما هي دون زيف أوتحريف. - ليندة ياسمين أو طاطا ليندة كانت أقرب منشطة استحوذت على حب الأطفال، فنجاحها في كسب قلوب الصغار، ألم يحمسها لانجاز مشاريع خاصة بهذه الفئة المهمشة حاليا؟ * أنا دائما في خدمة الطفل، وإذا ما عرض عليّ عمل جيد فأكيد لن أمانع، خاصة وأن الطفل حاليا محروم من انتاج تثقيفي مسلّ، ويؤسفني أن أراه يشتغل كإكسسوار فقط لا غير بل وكديكور، فالطفل بحاجة لأن يتكلم، يعبر عن نفسه، يطلق العنان لخياله، وللأسف هو حاليا مكبوت من طرف المنشط لحصص الأطفال، رغم كون هذه الحصص من المفترض أنها مخصصة له. وله وحده.. - أمنية؟ * هي أمنية كل فنان متمكن واثق من نفسه وامكاناته، أتمنى أن تكون هناك أعمال راقية تمكننا من إفراغ الطاقة والشحنة الفنية الكامنة بداخلنا، فالجزائر تزخر بالطاقات، وحان الأوان للنهوض بهذا القطاع الهام (القطاع الفني) وكذا الاهتمام بالطاقات الشابة لأنها تمثل المستقبل.. وشكرا للجريدة على هذه الالتفاتة الطيبة.