تعاقبت الأيام ومرت الأسابيع وانقضت الشهور وهاهي تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية تصل إلى نقطة النهاية، تلك النهاية التي أرادها المنضمون لوحة فنية فسيفسائية جمعت بين أصوات جزائرية وأخرى عربية ليفترق الجميع على أمل واحد ووحيد هو أن تكون هذه النهاية بداية لانتعاش الثقافة في الجزائر· أسدل الستار أول أمس، على فعاليات تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية بحفل فني كبير أشرف على تنظيمه ديوان الثقافة والإعلام واحتضنه المركب الأولمبي "محمد بوضياف"، بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي وجمع من السلك الدبلوماسي العربي بالجزائر· الفاتحة كانت بالنشيد الوطني الذي وقف له الجميع إجلالا لتعطى إشارة انطلاق عرس الجزائر الختامي بكوكتال غنائي أداه تلامذة مدرسة ألحان وشباب جمع بين أشهر الأغاني المغاربية والعربية على غرار "يحيا أولا بلادي"، "مرسول الحب"، "بعاد كنتو ولا قريبين"، "يالخاتم"،"ما عندي والي" ··· ورغم اليد السحرية للمايسترو كمال معطي الذي قاد ببراعة الفنان المحترف والربان المتمرس سفينة الفرقة الموسيقية التي سجلت العلامة الكاملة، لم يسلم بعض الطلبة من الهفوات والأخطاء في الوزن والإيقاع· الخطأ لم يتوقف عند الفنانين المبتدئين بل تجاوزه إلى الفنانين الذين من المفترض أنهم متمرسون، فلم يتمكن الرُباعي (دنيا، نادية بارود، سمير تومي ويوسفي توفيق) من استقطاب اهتمام الجمهور الغفير الذي غصت به القاعة البيضاوية عند أدائهم لأغنية"هذي الجزائر" التي كتبها الشاعر سليمان جوادي ولحنها محمد بوليفة احتفاء بالمناسبة ولا الثنائي "نادية بارود وسمير تومي"، الذي أدى في ديو "أغنية بهجة مدينة الجزائر"· ليعطى الميكروفون إلى الجيل الأول من الفنانين الجزائريين ممثلا في الفنان محمد العماري الذي هز القاعة البيضاوية بأغنية "جزائرية" عائدا بذاكرة الحضور لذلك الزمان الجميل·ليلة العرس الختامي تميزت أيضا بحضور كوكبة من الفنانين العرب الذين أمتعوا بصوتهم الجمهور الجزائري وكانت الفاتحة مع الفنان السوري "مجد القاسم" الذي حقق انسجاما باهرا مع الجمهور العاصمي في أول لقاء مباشر معه أدى خلاله الفنان مجموعة من الأغاني العربية المعروفة على غرار "إبعتلي جواب"، "يامالي الشام"··· لتجدد بعده الفنانة المغربية لطيفة رأفت لقاءها بمحبيها في الجزائر الذين حملت لهم أشواق وتحيات كل الفنانين والشعب المغربي، مؤكدة في حديث مباشر لها مع الجمهور أن الجزائر هي الحضن الذي يجمع كل الفنانين على ركحها العظيم، رافعة تشكراتها لوزيرة الثقافة خليدة تومي التي تمكنها دائما على حد قولها من مقاسمة الجزائر أفراحها، كما أثنت صاحبة رائعة " أش الداني" على تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، مشيرة إلى أن هذه الأخيرة شهدت تنظيم العديد من التظاهرات الهامة والقيمة، لتترك الفنانة العنان لحنجرتها القوية وصوتها الشجي مؤدية عددا من أغانيها التي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب على غرار "مغيارة"، "وعلاش يا غزالي"،"سولت اعليك"، وأغنية أهدتها للمغرب العربي لحنها لها الموسيقار الجزائري شريف قرطبي· وقبل ذلك أتحف كل من أنيسة شبوبة وعادل داوود المتخرجان من مدرسة ألحان وشباب في دورتها الأول الحضور بنغمات عربية غنت خلالها أنيسة لسيدة الطرب العربي وردة الجزائرية في حين اختار عادل أغنية لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب· من ضيوف الجزائر الذين نزلوا على منصة القاعة البيضاوية مساء أول أمس، لمشاركة البهجة احتفالاتها بختام سنتها الثقافية أيضا الفنان العراقي رضا عبد الله الذي غنى باسم الجزائر واسم الشعب الثائر، أغنية "يا بلد المليون شهيد" ليهدي الجمهور بعدها باقة من أغانيه المعروفة من بينها "القسوة"، "يا ظالم "،" الليلة " ··· تسلم بعدها المشعل الفنان التونسي المتميز صابر الرباعي الذي اختاره المنظمون ليكون مسك ختام التظاهرة وكان كذلك فعلا، حيث أمتع الفنان جمهوره، الذي يعرفه جيدا بفضل حفلاته الكثيرة في الجزائر لاسيما في مهرجاني"تيمقاد" و"جميلة"، بعدد كبير من أغانيه المشهورة التي رددها معه الحضور شاديا ب "سيدي منصور"،" عزت نفسي"،" أتحدى العالم"،" مزيانة"،"برشا برشا"··· ليلتقي الجميع في ختام السهرة على خشبة القاعة البيضاوية بصحبة وزيرة الثقافة التي وزعت الورود، ورود "المحروسة " على كل المشاركين وهي تؤدي رفقتهم أغنية "فرحة أوزهوة"·يذكر أن الاختتام الرسمي لتظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية سيتم اليوم بالمسرح الجزائري محي الدين بشطارزي بحضور رسمي كبير في حفل كلاسيكي تحيه كل من الاركسترا السيمفونية الوطنية والجوق الوطني للموسيقى الأندلسية·