أكد المدير العام للوكالة الفضائية الجزائرية السيد عز الدين اوصديق، تحكم الجزائر الجيد في تكنولوجيات الفضاء وامتلاكها قدرات ومؤهلات علمية متخصصة هامة، وهي الآن ومن خلال وكالتها الفضائية بصدد تطبيق برنامج فضائي هام حتى آفاق 2020 يعمل على تفعيل دور تكنولوجيات الإعلام والاتصال وتكنولوجيات الفضاء في التنمية، وحسب المتحدث فإن الجزائر اختيرت من طرف مكتب الشؤون الفضائية للأمم المتحدة لاحتضان المكتب الجهوي المكلف بتسيير الكوارث الطبيعية والتدخلات السريعة عن طريق استخدام الأداة الفضائية ويغطي هذا المكتب منطقة إفريقيا الشمالية. استفادت عدة القطاعات في الجزائر من عدة مشاريع تطبيقية منها ما يهدف إلى التحديد الجيد للثروات الطبيعية ومتابعة المعطيات المناخية ووضع نظام وقائي جيد ضد الكوارث الطبيعية، والتحكم في تسييرها ومتابعة المشاريع الكبرى الهيكلية في الجزائر، وهي مشاريع تندرج في إطار البرنامج الفضائي الوطني الذي صادقت عليه الحكومة سنة 2006 ويمتد إلى غاية 2020. وترتكز سياسة الجزائر في مجال الفضاء على التحكم في التقنيات والتطبيقات الفضائية والاستجابة الفورية لاحتياجات مختلف القطاعات في مجال وضع آليات اتخاذ القرار، ولتصميم وإنجاز وتركيب الأنظمة الفضائية الجزائرية المستقبلية في إطار البرنامج الفضائي الوطني تم أواخر السنة الماضية إنشاء مركز تطوير الأقمار الاصطناعية في ولاية وهران. وحسب مدير عام الوكالة الفضائية الجزائرية السيد عز الدين أوصديق في تصريح ل"المساء "، فإن الوكالة مكلفة الآن بإنجاز عدد من المشاريع لصالح عدد من القطاعات منها المالية في مجال مسح الأراضي، والسكن والعمران والداخلية والجماعات المحلية والري والفلاحة والنقل والبيئة وتهيئة الإقليم والسياحة والصيد البحري، .. وتم في هذا الإطار وبعد ثلاث سنوات من انطلاق البرنامج تسجيل اكتمال المرحلة الأولى من مشروع مسح أراضي المناطق السهبية والصحراوية عن طريق استعمال الصور الفضائية والتي تخص إعداد مسح لولاية البيض، وسيكون هذا المسح مرجعا أساسيا لعملية مسح أراضي 20 ولاية سهبية وصحراوية، كما تم على مستوى قطاع السكن والعمران اعتماد مشروع متابعة البرامج السكنية عن طريق استغلال الصور الفضائية وهي عملية تعتمد نظام المعلومات الجغرافية الموجه لمتابعة وتقييم مخططات المشاريع العمرانية وفق مؤشرات محددة على مستوى 12 ولاية نموذجية هي أدرار، بجاية، بشار، بسكرة، البليدة، الشلف، قسنطينة، وهران، الوادي، غرداية وإليزي، وتقييم ومتابعة المخططات العمرانية منها المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية ومخططات شغل الأراضي. ولتحديد الأقاليم ومناطق التوسع السياحي لمنطقتي شرق وغرب العاصمة تم إنجاز 12 خريطة فضائية ذات دقة عالية لمناطق التوسع السياحي لصالح الوكالة الوطنية لتطوير السياحة، ومكنت العملية من تحديد هذه المناطق عن غيرها وتم دمج هذه الخرائط الفضائية ضمن نظام المعلومات الجغرافية. وفي إطار النشاط الخاص بمتابعة حرائق الغابات المسجلة عن طريق القمر الصناعي السات، تم رصد وتقدير المساحات التي مستها الحرائق في مختلف الولايات المتضررة، ويتم حاليا إعداد الحصيلة والنتائج الإجمالية لهذه العملية مع التعاون مع المديرية العامة للغابات، كما سيتم تكوين المحافظات الوطنية للغابات في مجال تسيير الحرائق والوقاية منها على أساس نظام المعلومات الجغرافية ومعطيات الأقمار الصناعية بهدف التحكم في توزيع الموارد البشرية واللوجستيكية والعلمية للوقاية منها وحماية الثروة الغابية والنباتية. وتم مؤخرا، التوقيع على اتفاقية إطار مع ولاية الجزائر لإنجاز مشاريع تخص تصميم ومتابعة الأدوات المساعدة على اتخاذ القرار في تنفيذ المخطط الأزرق والأبيض والأخضر لولاية الجزائر من خلال استخدام الصور الفضائية ونظم المعلومات الجغرافية، بالإضافة إلى تقديم الدعم التقني في مجال الصور الفضائية للعمليات ذات الأولوية لولاية الجزائر، والوقوف على التحديث الدائم لقاعدة بيانات الصور الفضائية للولاية. وفي مجال النقل تم خلال هذه السنة، تصميم وإعداد قاعدة معطيات جغرافية حضرية لمنطقة وهران موجهة لتطبيقات النقل وحركة المرور بهذه الولاية، ويخص الأمر التحليل الفضائي لحركة المرور وتحديد كل من محطات النقل الحضرية الأكثر إقبالا، وعروض النقل المتوفرة عبر مناطق التغطية، ووضعية حركة المرور في أوقات العمل ونسبة الازدحام في الطرق الرئيسية بالإضافة إلى برمجة طرق جديدة للنقل وتسيير حالات الطوارئ في هذا المجال. ويضيف المتحدث بأن الوكالة بصدد تحضير دراسة تخص ولاية غرداية حول الخارطة المحددة لخطر الفيضانات ترتكز على معطيات فضائية ومناخية متكررة وتتضمن معطيات بشرية وشبكات الطرق حتى يتمكن القائمون على قطاع السكن والتعمير والقطاعات الأخرى المعنية من تحقيق مختلف المشاريع بعيدا عن المواقع التي تشكل خطرا طبيعيا على السكان. وتم على مستوى هذه الولاية تقييم الخسائر والأضرار الناتجة عن الفيضانات وإنجاز رسم خرائطي لمستويات الخطر عن طريق الاستغلال المزدوج للصور الفضائية عالية الدقة ونموذج رقمي للتضاريس الأرضية مطور بالنظام العالمي لتحديد المواقع "جي بي أس". وفي إطار التعاون الدولي، أكد المتحدث، بأن الجزائر اختيرت من طرف مكتب الشؤون الفضائية للأمم المتحدة لاحتضان المكتب الجهوي المكلف بتسيير الكوارث الطبيعية والتدخلات السريعة عن طريق استخدام الأداة الفضائية، ويغطي هذا المكتب منطقة إفريقيا الشمالية، كما تمت الاستعانة بالخبرة الجزائرية من طرف مرصد الصحراء والساحل الذي يتخذ من تونس مقرا له لدراسة وتحليل المعطيات الفضائية منها ما يخص مكافحة التصحر ومكافحة الجراد. من جانب آخر أكد مدير عام الوكالة السيد اوصديق، بأن الجزائر بصدد احتضان المؤتمر الإفريقي الثالث حول تطبيق العلوم وتكنولوجيات الفضاء في التنمية المستدامة بين السابع والتاسع ديسمبر القادم، وسيتم على هامش هذا اللقاء الذي تنظمه الوكالة الفضائية الجزائرية بالتعاون مع مكتب الأممالمتحدة للفضاء الخارجي، التوقيع على اتفاقيات مع كل من نيجيريا وكينيا وجنوب إفريقيا تخص انجاز أقمار اصطناعية، كما اقترحت الجزائر على مستوى جامعة الدول العربية مشروع إنجاز قمر اصطناعي عربي هو الآن محل دراسة من طرف الجامعة.